تواجه تركيا اتهامات بالشوفينية الثقافية ومحاولة ابتزاز بعض من أهم متاحف العالم في أعقاب مطالبتها بإعادة الآلاف من الكنوز الأثرية التي تم تهريبها إلى الخارج.


وفقاً لما ذكره مسؤولون ثقافيون في برلين وباريس ونيويورك، فقد هددت تركيا بمنع علماء الآثار الأجانب من الوصول لمواقع التنقيب في البلاد عبر عدم تجديدها تراخيص الحفر الخاصة بهم، في حال رفضت الحكومات إعادة القطع الأثرية التي تقول السلطات في أنقرة أنه قد تم نقلها بصورة مخالفة للقانون من الأراضي التركية. ولم تقف تركيا عند هذا الحد، بل هددت كذلك بوقف إقراض كنوزها للمتاحف الأجنبية. ولفتت في هذا الصدد صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن الحكومة في أنقرة، مستندةً على نفوذ البلاد المتنامي على الصعيدين الدبلوماسي والاقتصادي، قد سبق لها أن قالت مراراً وتكراراً إن استرجاع القطع الأثرية يعد جزءً من سياسة تعتزم انتهاجها خلال السنوات المقبلة، وإن تطلب الأمر، يمكن وصفها بـ quot;حرب ثقافيةquot;.

أما معهد الآثار الألماني، الذي أسس عام 1829 ومسؤول عن بعض من أهم مواقع التنقيب في تركيا، فأضح أنه يشعر بغضب السلطات التركية، بعدما هددت بسحب تراخيص الحفر حتى عادت قطعة أبو الهول الحثي الضخمة التي يبلغ عمرها 3300 سنة. فيما اتهم هيرمان بارزينغر، رئيس مؤسسة التراث الثقافي البروسي في برلين، تركيا بممارسة quot;لعبة سياسة قذرةquot; و quot;بتهديد مستقبل العمل العلمي وباقي أوجه التعاونquot;.
هذا إلى جانب إلى النزاع القائم بين تركيا ومتحف اللوفر في باريس، الذي يرفض الطلبات التي تقدمت بها تركيا لإعادة بعض القطع، وهو ما جعل أنقرة ترد قبل عامين بفرض حظر على علماء الآثار الفرنسيين ومنعهم من مباشرة الحفر في تركيا.

وتتحضر تركيا في الوقت الراهن لافتتاح متحف ضخم سيقام على مساحة قدرها 2.5 هكتار وسيتم تخصيصه للحضارات في أنقرة، وذلك عام 2023، وينتظر أن يحتوي على عدد كبير من أبرز وأهم الكنوز الثقافية التي امتلكتها تركيا على مدار التاريخ.