في اختبار حقيقي لمدى مصداقية الشعوب صنفت هلسكني من أفضل الدول تقيما بعد ان أثبت أهلها جدارة في استعادة محفظة ضائعة لصاحبها.


في امتحان غريب لدراسة مصداقية وأمانة شعوب عدة مدن عالمية، قررت مجلة quot;ريدرز دايجستquot; أن تضع المفاهيم المطلقة قيد التجربة الحقيقة، فأسقط مراسلوها 12 محفظة في عدة مدن ليراقبوا أي الشعوب أكثر أمانا وصدقا في إعادة الأمانات لأصحابها.

هي ليست مزحة أو موقف كوميدي أو كاميرا خفية، بل اختبار حقيقي لأخلاق الناس وقوتهم أمام المال السهل.. ليتبين أن هلسنكي تفوقت في هذا الامتحان على أهم المدن العالمية.

الاختبار جرى في 16 مدينة منها نيويورك ولندن ومومباي، حيث أسقط جنود مجهولون 12 محفظة فيها 30 جنيه استرليني نقدا ومعلومات عن الاتصال بصاحب المحفظة وبعض الصور العائلية.

ومن أصل 192 محفظة تم إلقائها، عاد نحو نصفها فقط quot;في الحفظ والصونquot;. لكن فرق الأرقام كان شاسعا بين مختلف المدن، فمدينة هلسنكي الفنلندية سجلت أعلى نسبة أمانة بإعادة 11 محفظة من أصل 12. أما مدينة ليسبون البرتغالية فلم يعد إلا محفظة واحدة فقط وجدها زوجان هولنديان يمضيان إجازتهما هناك.

وتنشر المجلة نتيجة الدراسة في عددها الصادر شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، لكنها تشير في تقريرها إلى أن كون الفرد ثرياً أم فقيرا لا علاقة له بخلق الأمانة على الإطلاق.

في الهند مثلا تم استعادة 9 محفظات، رغم أنها تحتوي على ما يعادل 3 آلاف روبية والتي تعادل مدخول شهر بأكمله. أما في مدينة زوريخ السويسرية الثرية فعاد فقط 4 محفظات.

في لندن مثلا تم استعادة 5 محفظات فقط، وهو الرقم نفسه في مينة وارسو البولندية، و4 فقط في برلين الألمانية.

وأضاف القيمون على الدراسة أن الجنس والعمر لا تأثير لهما على معدلات الأمانة لدى الأفراد، فالرجال والنساء والمسنين وحتى الأطفال أعادوا المحفظات المفقودة بنسب متقاربة.

والتقت المجلة الأشخاص الذين رجّعوا المحفظة وكانت معظم مبرراتهم أنهم تربوا على الصدق وبأنهم أعادوا المحفظة ليزرعوا في أولادهم نفس ما تعلموه من والديهم.

وعن الدراسة المذهلة قالت رئيسة تحرير المجلة كاثرين هوغني :quot; إنه أمر ملهم حقاً أن ترى هذا الكم الكبير من الأمانة والصدق بين مختلف جنسيات العالم. لقد استنتجنا أن الأمانة قيمة يقدرها الكبير والصغير والرجل والمرأة والفقير والغني على حد سواءquot;.