توصل باحثون، للمرة الأولى، عبر مجموعة صور ثلاثية الأبعاد، إلى أن الأجنة في بطون أمهاتهم يتعلمون طريقة توقع اللمس، وذلك في الوقت الذي تبين فيه أن طريقة لمسهم لوجوههم ورؤوسهم قد تكون مؤشراً لمدى نموهم نفسياً وبدنياً قبل أن يولدوا.


اكتشف علماء نفس أن الأجنة يكونون قادرين على التنبؤ، بدلاً من الاستجابة، بحركات أيديهم تجاه أفواههم، مع دخولهم المراحل الأخيرة من الحمل مقارنةً بالمرحلة الأولى. وأوضح الباحثون في هذا السياق أن اكتشافهم هذا قد يحسن فهمهم بخصوص الأطفال الرضع، خاصة الذين يولدون قبل الأوان المحدد لهم، واستعدادهم للتفاعل إجتماعياً وقدرتهم على تهدئة أنفسهم عن طريق مص إصبع الإبهام أو مص الأصابع كلها.

وقال الباحثون إن النتائج قد تكون مؤشراً على مدى استعداد الأطفال للتغذية. وأكدوا أن التوقع من المؤشرات الهامة بالنسبة لنمو الطفل السليم وقد تكون إشارة دالة على المرض، إذا لم يبرز تميز الأطفال بهذا الشأن عبر تحقيق نقاط معينة خلال الحمل.

وحين يصبح بمقدور الطفل توقع اللمس والحركة عن قصد، كفتح الفم تحضيراً للتغذية، فإنه يكون مستعداً لمغادرة الرحم بسلام. ونقلت صحيفة الدايلي ميل عن عالمة النفس دكتور ناديا ريسلاند قولها :quot; لمس الجزء السفلي من الوجه والفم بشكل متزايد لدى الأجنة قد يكون مؤشراً على نمو الدماغ الضروري بالنسبة للنمو الصحي، بما في ذلك التحضر للتفاعل الاجتماعي، التهدئة الذاتية وكذلك جانب التغذيةquot;.

وجاء هذا الكشف بعدما وجدت دراسة سابقة أن الأجنة يتبرزون في الرحم، ربما كممارسة قبل أن يولدوا. واستعانت دكتور ريسلاند وبصحبتها فريق من الباحثين بقيادة جامعة دورهام بصور فحوصات مأخوذة بالأشعة فوق الصوتية quot;رباعية الأبعادquot; لتصوير 8 فتيات و7 صبية مرة كل شهر بين أسابيع الحمل رقم 24 و36.

وأظهر الصبية والبنات نفس معدل النمو أثناء الدراسة البحثية. ولاحظ الباحثون أن الأجنة كانوا يلمسون الجزء العلوي وجوانب رؤوسهم في المرحلة الأولى من الحمل، وأنهم بدأوا يلمسون الجزء السفلي، والأكثر حساسية، من وجوههم وأفواههم.

وقالت دكتور ريسلاند إن هذا الجهد البحثي الأخير، الذي نشرت نتائجه في مجلة علم النفس الأحيائي التنموي، يبرز بشكل أوضح التوقيت الذي يصبح فيه الطفل مستعداً للولادة.

وتابعت ريسلاند حديثها بالقول: quot;ما لاحظناه هي أحداث تسلسلية، تظهر النضوج الحاصل في تطوير الأجنة، وهو ما يُشكِّل الأساس الخاص بالحياة بعد الولادة. وتزودنا النتائج بمزيد من المعلومات بخصوص التوقيت الذي تكون فيه الأجنة مستعدة للتواصل مع البيئة المحيطة، خاصة هؤلاء الذين يولدون قبل الأوان المحددquot;.