غادر مدينته كالغاري قبل 23 عاما، وها هو يعود اليوم بعدما زار أكبر عدد من دول العالم من أقصى شرق الأرض حتى مغربها، لم تمنعه الحروب والمخاطر في كل منها من حب المغامرة والاستكشاف.


ما يميز المدعو مايك سبنسر باون ليس مجرد زيارة هذه الدولة أو تلك، بل كان يقضي فيها وقتاً طويلا ويختلط مع أهلها ويتفاعل مع ثقافتها ويستكشف حضارتها. وها هو الآن يطالب بأن يدخل موسوعة غينيس كأكثر رجل سافر حول العالم. وقال لصحيفة quot;ذا سانquot; إنه التقى أناسا زاروا 100 دولة وصولا إلى 170، ولكنهم كانوا يخرجون من المطار وينامون ليلة في أحد الفنادق ليعتبرونها لاحقا على أنها زيارة، أما في الحقيقة فلم يختبروا التاريخ البشري في تلك الدول التي زاروها، واصفاً إياهم بالمارين وليس المسافرين.

ونقلت كبرى وسائل الاعلام العالمية تجربة باون، نظرا لإنجازاته التعددة بمجرد حقيبة ظهر وجرعات زائدة من الشجاعة. أما تمويل عن ترحاله، فأوضح أنه باع شركته التي كان تتخصص بالاستيراد والتصدير ليتكفل بالمصاريف. ومن الدول التي حرص على زيارتها مثلا الصومال ومقديشو والعراق، حيث زار مسقط رأس الرئيس الساق صدام حسين أثناء الحرب على العراق. ووصف العراقيين بأنهم كرماء ويمتلكون حضارة تاريخية عريقة. ومن رحلاته الخطرة مثلا زيارة الكونغو، حيث عاش مع قبيلة محلية ما زالت تصطاد طعامها بالرماح، وتنام داخل أكواخ من أوراق الشجر.

واعتبر من خلال تجربته أن الناس طيبون مبدئيا بغض النظر عن العرق أو الثقافة، لافتا الى أن البشر متشابهون لدرجة كبيرة في شتى أرجاء المعمورة.واحتفل بأعياد ميلاده على القارات الست، بما فيها انتراكتيكا. وكان ثمن تجواله المستمر هو عدم تأسيسه عائلة طبيعية أو الحفاظ على علاقات متينة مع الأصدقاء. وكانت إسرائيل وايرلندا آخر دولتين زارهما ليصبح مجموع الدول التي زارها أكثر من 190 دولة. أما عن سبب تأجيل زيارة إسرائيل فكي لا يصعب عليه دخول الدول العربية. أما ختام ترحاله في ايرلندا فلأنها quot;مكان جميل للاحتفالquot; على حد تعبيره.

وبعد 23 عاما من الترحال قرر اخيرا باون الاستقرار والعودة الى بلدته الأصلية ليروي بلا نهاية حكايات ترحاله في كتاب. ووصف حياته بالمغامرة من اللحظة التي يستيقظ بها، شاكرا الله على ذلك.