طوّر باحثون في جامعة نوتنغهام ترينت البريطانية منظومة تصوير جديدة ترصد الحشود الكبيرة الى حد ينذر بالخطر لمنع وقوع إصابات نتيجة التدافع وذلك باستخدام كاميرات متاحة لا تكلف كثيرا. وتعمل منظومة التصوير الذكية في الظلام أيضا.


يؤمل ان تساعد الكاميرا الذكية التي ترصد تحركات الحشود بهدف السلامة العامة التي طورها فريق الباحثين في جامعة نوتنغهام ترينت البريطانية برئاسة الدكتور أمين الحبايبة ، في إنقاذ الأرواح وتحسين سلامة الأشخاص المشاركين في حشود كبيرة. وتجمع المنظومة بين كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء وكاميرا أحادية اللون لقياس كثافة الحشد في الزمن الحقيقي وتوجيه إنذار حين يصل الحشد الى مستويات تهدد بالخطر.

وجرى اختبار الابتكار على صور التُقطت عام 2006 من جسر الجمرات القديم في منى خلال موسم الحج الى مكة المكرمة حين يتوافد ملايين المسلمين من سائر أنحاء العالم على المنطقة.
وأظهرت الاختبارات ان الجمع بين هذين النوعين من الكاميرات وربطهما بكومبيوتر مع اجهزة استشعار لقياس درجات الحرارة والضوء ، يخفض هامش الخطأ في رصد كثافة حشود متباينة الى صفر في المئة لدى استخدام منظومة الذكاء الاصطناعي هذه.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الدكتور الحبايبة الذي اجرى البحث بالتعاون مع جامعة أم القرى في مكة ان الفعاليات الحاشدة ما زالت تهدد بمخاطر كبيرة ضد السلامة وهناك عدة أمثلة أخيرة على وقوع حوادث أسفرت عن موت أشخاص. وشدد الدكتور الحبايبة على ضرورة استخدام التكنولوجيا للحد من هذه المخاطر قدر الامكان والمساعدة في منع أي حوادث مثل التدافع والسحق.

ويمكن ان تكون للمنظومة تطبيقات عديدة في أنحاء العالم بما في ذلك الفعاليات الرياضية والمهرجانات التي تُقام في المدن. وقال الدكتور الحبايبة إن الاختراع خطوة الى الامام لأنه يوفر معلومات في الزمن الحقيقي خلال النهار أو الليل ، في الضباب أو الدخان ، عن كثافة الحشد في فضاء مفتوح ، ويتيح للمسؤولين عن السلامة ان يتحركوا بسرعة قبل وقوع أي حادث.

وتعتمد التكنولوجيا على الكاميرا البصرية أحادية اللون لرصد معالم الأفراد في الحشد فيما تستشعر الكاميرا التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء الحرارة المنبعثة من الأجسام. ويُطلق انذار عندما تبلغ كثافة الحشد المرصودة خمسة أشخاص أو اكثر في كل متر مربع. إذا تُعد هذه الكثافة عالية بافراط ويمكن ان تهدد سلامة المحتشدين.

وقال طالب الدراسات العليا في جامعة نوتنغهام ترينت سعيد ياسين الذي شارك في المشروع ان قدرة المنظومة على العمل في الظلام أو الدخان يجعلها مفيدة بصفة خاصة في الأوضاع الطارئة. فهي تقدم معلومات الى المسؤولين الأمنيين عما إذا كانت سلامة الأشخاص مهددة أو لا ، حتى عندما يكون ذلك متعذرا بالعين المجردة.