على الرغم من ان ألم الزلزال الذي وقع عام 1948 مازال في ذاكرة الكثير من سكان خليج سامانيا بعد ان دمر العديد من المنازل الا ان هذه المنطقة الواقعة شمال شرق جمهورية الدومنيك تمكنت من النهوض وأصبحت اليوم تتربع أعلى قائمة المناطق الاكثر جذبا للسياح من كل أنحاء العالم.


سان خوسيه: يوصف خليج سامانيا اليوم بلؤلؤة بحر الكاريبي لما فيه من طبيعة خلابة تمتع النظر وتفرح القلب، من جمال الشاطئ ورماله البيضاء التي تظللها أشجار جوز الهند الشاهقة العلو وحتى المرتفعات الغابية الغنية بالازهار والطيور والشلالات في أحضان الطبيعة، وكان هذا الخليج في القرن الـ 13 جحرا للقراصنة من أشهرهم إدوار تيش ولقب بالقرصان ذي اللحية الزرقاء، وعندما اكتشفه كريستوف كولومبوس صباح ال12 من شهر كانون الثاني( يناير) عام 1493،امطره السكان بوابل من السهام، لكنه اصر على النزول لانه أعجب بجمال المنطقة.

يقع هذا الخليج الذي يبلغ طوله 70 كلم وبعرض يتراوح ما بين ال8 وال18 كلم على المحيط الاطلسي وغير بعيد عن بحر الكاريبي ما اكسبه الكثير من الجمال الطبيعي. فعلى جانبه الجنوبي الغربي تقع مدينة سانتا باربارا دي سامانيا السياحية الجميلة، ومع انها كانت قرية للصيادين الا ان الكثير من بيوتها تحول الى فنادق على شكل أكواخ مرغوبة جدا من السياح فهي تنقلهم للعيش ولو لفترة قصيرة في طبيعة اخرى. ليس هذا فقط بل ويمكن للنزيل صيد ما يريده من الاسماك بالبحر تحت اقدامه، باستعارة قصبة وصنارة وتحضير وجبته في موقد أمام الكوخ او لدى بعض المطاعم التي تحضر السمك مقابل مبلغ زهيد. ويقصد هذه الاكواخ الكثير من الشباب الذين يريدون المغامرة.

خليج لك وحدك

وعلى مسافة غير بعيدة توجد أمام الشاطئ خلجان وجزر صغيرة يمكن للسائح قضاء ليلة او اكثر عليها فيشعر بانها له لوحده، فهي لا تتعدى الخمسين مترا مربعا اي كمساحة شقة صغيرة. لكن خليج سامانيا ليس فقط شاطئ وبحر بل هناك مرتفعات وشلالات، وهذا متوفر بشكل كبير في بلدة لاس تيرينوس ولاس غاليراس وسانتا بربارا دي سامانيا، إضافة الى جزيرة كايو ليفانتادو.
ويتمتع خليج سامانيا بطقس دافئ معظم أشهر السنة وتصل الحرارة الى 25 درجة مئوية وفي فصل الصيف الى 30 درجة مئوية، لكن معظم السياح يقصدون هذا المكان في موسم الحيتان وهو ما بين شهري كانون الثاني( يناير) واذار( مارس)،في هذه الفترة تظهر الحيتان بكل سهولة وتتباهى بقفزاتها بهلوانية رائعة ما يشد بشكل خاص محبي التقاط الصور غير العادية كما وانه موسم تزاوج الحيتان وتكاثرها ورعاية صغارها قبل التوجه الى المياه عميقة، لذا لا يسمح بالوصول الى المنطقة سوى بقوارب وسفن سياحة صغيرة يكون عددها يوميا محدد وتحت إشراف ومراقبة شركات سياحة وطنية كي لا تنزعج الحيتان.

رياضة الغوص وركوب الدراجة

أما المتعة التي يشتهر بها خليج سامانيا الغوص مثلا في منطقتي لاس تيريناس ولاس غاليراس حيث حقول الشعاب المرجانية المتعددة الالوان والطبيعة المميزة في أعماق البحر كالانفاق والقنوات وكهوف الغطس. وتوجد مدارس لمن يريد تعلم الغوص للاطفال والكبار، وهناك فنادق توفر القوارب الصغيرة من اجل القيام برحلة تجديف بحرية ومن يرغب في اكتشاف المرتفعات يمكنه استئجار دراجة. ولا غرابة من وجود مزارع لتربية الخيول التي توضع تحت تصرف السياح للقيام برحلة اما على طول الشاطئ للتمتع برماله البيضاء او في الغابات الخضراء وبالاخص في منطقة غران باهيا برونسب كايو، فالسائح يمكنه التزود بالطعام لقضاء نهار كامل بين السباحة وركوب الخيل او ورؤية اجمل الازهار والطيور واغرب النباتات في الحديقة الوطنية لاس هايتس.

ولا يجب مغادرة سامانيا دون مشاهدة شلالات اليمون ويصل ارتفاعها الى اكثر من 50 مترا والوصول اليها يحتاج الى صعود وهبوط في أحضان طبيعة خلابة من النباتات الاستوائية والأنهر الجبيلة الصغيرة، لكن يمكن الوصول الى هذه الشلالات على ظهر الحمير والخيل، وبعد التعب يشعر المرء بالجوع طبعا فيتمع بالمؤكولات الشعبية التي تتوفر في اكواخ المطاعم الصغيرة هناك.

وافضل ما يمكن للسائح التمتع به اضافة الى المواقع السياحية الخلابة اكل السمك، فهناك انواع كثيرة منه تحضر بشكل عام مع جوز الهند والخضار، وهناك اكلة محلية مشهورة يحرص كل سائح على تناوله واسمها اريباتا دي يوكا وتحضر من جذور الكاسافا الشبيهة بالبطاطا الحلوة الطويلة مع السكر والملح واليانسون والبيض لتصبح عجينة ثم تقلى. والغريب وجود كروم عنب في مناطق ساحلية يخلط عصيره مع الحليب والقليل من السكر ويشرب طازجا، ويقال انه يعطي الجسم القوة والمناعة. ومن أمامه رحلة طويلة فما عليه سوى اخذ جوز الهند لان السائل في داخله يقلل العطش ويوفر الغذاء المطلوب للجسم..