لعل تجربة فتاة أليمة مع الاغتصاب استطاعت أن تلهم سونتا ايلرز لابتكارجهاز يمكن المرأة من الدفاع عن نفسها في أشد اللحظات صعوبة ألا وهي لحظة الاعتداء الجنسي.


برلين: تقول إحدى الفتيات التي تعرضت للاعتداء الجنسي quot;كنت أتمنى لو ان في أحشائي أسنانا حادة لتقضم عضو الرجل الذي اعتدى عليquot; تلك العبارة أيقظت فضول الناشطة سونتا ايلرز العضو في جمعية حماية المرأة من الاعتداءات الجنسية في جنوب افريقيا للبحث عن أداة تحمي المرأة وتصيب المعتدي بألم مبرح تشله.

وتمكنت ايلرز بعد سنوات طويلة من تطوير واقٍ هذه المرة للنساء وليس للرجال أطلقت عليه اسمquot; راب - اكسquot; يشبه الواقي الذكري لكن يحتوي بالفعل على أسنان تلعب الدور الاساسي في حماية المرأة. ومن اجل الترويج له أطلقت سونتا ايلرز حملتها في ألمانيا حيث حظيت مبيعاته رواجا ملحوظا واللافت ان أول البلدان التي سجلت مبيعات عالية هي ماليزيا.

واختارت سونتا ايلرز المانيا لإطلاق حملة للواقي quot;راب- اكسquot; ليس من قبيل الصدفة حسب قولها، quot; فعلى الرغم من الحرية الجنسية هنا الا أن حوادث الاعتداءات الجنسية الى ازدياد رغم أن القانون الالماني يعتبرها جريمة يعاقب عليها بالسجن. عدا عن ذلك، فإن الضحية وكغيرها في البلدان الاخرى تعاني قلة مساندة القضاء لها لانه يطلب منها إبراز أدلة ثابتة لوقوع الجريمة وهذا ما لا يتوفر دائما، إضافة الى ان المعاناة النفسية والجسدية قد ترافقها طوال حياتها.

ويتخذ الواقي النسائيquot;راب - اكسquot; شكل الكبسول الذي تستخدمه المرأة في الدورة الشهرية وتدخله الى المهبل ليمتص دم العادة الشهرية، إلا أنه مصنوع من مادة البلاستيك القاسي ويأخذ شكل وحجم المهبل عند إدخاله، وهو مفرغ من الداخل حيث تعلوه الاسنان الصغيرة التي تسبب آلاما شديدة للرجل بمجرد إدخال عضوه الذكري عندما يريد الاعتداء جنسيا على إمرأة.

وتكون الآلام عادة غير محتملة، فالاسنان الصغيرة المتواجدة على الواقي تجرح جلد العضو الذكري وقد تسيل الدماء منه ما يتطلب تدخل الطبيب. والجانب الايجابي في هذا الواقي انه وخلال انشغال الرجل بآلامه الشديدة والصدمة التي تحدث له يمكن للمرأة استغلال هذه الفرصة من اجل الفرار منه. والواقي لا يسبب أي أذى لها حتى ولو وضعته داخل المهبل 24 ساعة في اليوم ولا تشعر بأي ضيق.

وعن تجربتها في بلادها قالت سونتا ايلرز بعد ان اصبح راب- اكس يباع في الأسواق انخفضت نسبة الاعتداءات الجنسية اكثر من 10 في المائة في بعض المناطق في جنوب افريقيا، وهذا يعتبر نجاحا كبيرا لكن ليس بامكان كل إمرأة شراءه وقد يتم توزيعه يوما ما مجانا، لكن المهم ان هذا الواقي تحول الى أداة ترعب الرجال الذين يفكرون بالاعتداء الجنسي.