يرتكب الكثير من الأهل العديد من الأخطاء أثناء العناية بالأطفال الرضع بسبب إنصاتهم إلى أقوال بعض الأقارب أو المعارف التي ليست صحيحة من الناحية الطبية من جهة وتتصف هذه النصائح أحيانا بالتناقض من جهة أخرى.


براغ : تعتبر فترة الأمومة وتربية الأطفال الصغار من الفترات التي يعيشها الأهل بمشاعر وعواطف مختلفة فهذه الفترة تعتبر بالنسبة لهم فترة سعادة وتعب وفخر وإرهاق ويسعى الأهل لتأمين أفضل ما لديهم للعناية بالأطفال الرضع ، غير أنهم يرتكبون أحيانا أخطاء في ذلك يمكن لها أن تلحق الأذى بأطفالهم من دون قصد منهم .
وينصت الأهل في الكثير من الأحيان إلى نصائح تحمل متناقضات فالبعض ينصحهم بان يتركوا الأطفال الرضع ينامون على ظهورهم والبعض الآخر يحذرهم من السماح بذلك فيما ينصحهم البعض بان يقوموا بإيقاظ الأطفال الرضع في أوقات منتظمة من اجل تقديم الحليب لهم بينما ينصحهم البعض بان يتركوا الأمر على الأطفال لأنهم هم الذين يعبرون عن احتياجاتهم بأنفسهم فأين الحقيقة من ذلك من وجهة النظر الطبية ؟

الخطأ الأول : اتركوهم ينامون فهم يطلبون الطعام عندما يحتاجون

يقول المختصون التشيك بان الأطفال الرضع في الأسبوعين الأولين من عمرهم ينامون في الكثير من الحالات بدون أن يستيقظوا الأمر الذي يمكن له أن يريح الأهل ويجعل بعضهم يقولون أن لديهم أفضل واهدأ الأطفال في العالم غير أن للأطباء رأي مختلف عن هذا حيث يؤكدون أن من الأفضل إيقاظ الأطفال الرضع من نومهم لإرضاعهم كل أربع ساعات تقريبا كي لا تحدث حالة جفاف في أجسامهم كما ينبهون إلى أن النوم الطويل للأطفال الرضع يمكن أن يؤشر إلى وجود مرض اليرقان لدى المواليد الجدد .
ويضيفون انه يمكن لاحقا الاعتماد على احتياجات الأطفال والعمل بموجبها من قبل الأهل لان ما يساعد الأطفال حقيقة هو توافق الإيقاع اليومي لحياتهم مع احتياجاتهم .

الخطأ الثاني : لا تضعونهم على بطونهم لأنهم يمكن أن يموتوا من جراء ذلك

ترتبط متلازمة ldquo; الموت المفاجئ للأطفال الرضع ldquo; في الكثير من الأحيان مع هذه الوضعية غير أن وضعية النوم على البطن للأطفال الرضع تعتبر مهمة جدا لأنه بدءا من الشهر الخامس تقريبا يبدأ الأطفال الرضع عادة بالانقلاب من الظهر إلى البطن ويبدأ التطور كله لديهم من هذه الوضعية وبالتالي فان من الأمور الجيدة أن يكون الطفل معتادا على هذه الوضعية وان تكون مريحة بالنسبة له .
ويشدد الأطباء في نفس الوقت بالصلة مع هذا الأمر على ضرورة الحذر والاحتياط ولاسيما عندما تكون أعمار الأطفال اقل من شهر وحتى أيضا في أوقات لاحقة يتوجب أن تتابع الأم وضع ابنها عندما يكون مستلقيا على بطنه ويسري هذا الأمر حتى نهاية العام الأول من عمر الطفل .

الخطأ الثالث : الأرضية الصلبة تضر بالطفل

يؤكد الأطباء التشيك أن عكس ذلك صحيح فترك الأطفال يستلقون على أرضية صلبة تعتبر مناسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الشهرين الثالث والرابع أما الوضعية الأكثر أمانا للطفل فهي جعله يستلقي على الأرض على بطانية أو غطاء أو على جزء من السجادة .
ويضيفون أن جعل الطفل يستلقي على السرير ليس أمرا مفيدا له كما انه ليس آمنا أيضا ففي الفراش الطري لا يستطيع الطفل أن يستند أو يتكئ بشكل مناسب الأمر الذي يبطئ نموه كما أن الاستلقاء على البطن على فرشة طرية يعتبر الأسوأ من ناحية متلازمة quot; الموت المفاجئ للأطفال الرضع quot;.

الخطأ الرابع : الأطفال يتوجب عليهم الجلوس عند منتصف عامهم الأول

ينصح الأطباء الأهل بعدم الإصغاء إلى مثل هذه الأقوال منبهين إلى أن السعي لجعل الأطفال يجلسون في وقت مبكر يؤدي إلى إثقال ظهورهم ويمكن له أن يجعل مقدراتهم الحركية النفسية تتباطأ
ويؤكدون أن وضعية الجلوس للأطفال الصفار هي صعبة بالنسبة لهم وان الأطفال يصلون إليها عادة في نهاية عملية تطورهم أي بعد أن يتمكنوا من الوقوف والزحف .
وينبهون إلى أن الأطفال غير قادرين على الانتقال من وضعية الاستلقاء على الظهر إلى وضعية الجلوس كما يفعل الكبار بشكل اعتيادي مشيرين إلى أن الأطفال يجلسون فقط من وضعية يكونون فيها مرتفعين أو عندما يمدون أيديهم لأخذ شيء ما وعادة ما يقوم الطفل بالجلوس مستندا إلى وضع يديه على الأرض أما عندما يكون ظهره مستعدا فيمكن للطفل أن ينجح في ذلك ويديه طليقتان .
ويضيفون انه في حال العمل على جعل الطفل يجلس مبكرا قبل أن يبدأ الزحف فانه يقفز بذلك فوق مرحلة الزحف وبالتالي سينقصه القيام بحركة صحية جدا وهي الزحف لان الزحف يحسن تنسيق الحركات ويقوي العضلات .

الخطأ الخامس : المشاية تساعد في تطوير مشي الطفل

يشدد الأطباء على أن هذا لاعتقاد هو خطأ كبير مؤكدين أن عملية المشي لدى الأطفال الصغار هي عملية معقدة وان الطفل يكون بأمس الحاجة إلى التعرف على وضعية التوازن وإيجاد مركز الثقل في الجسم في حين أن التواجد في المشاية يؤدي إلى جعل الطفل وبفضل الاعتماد عليها يعمد إلى بناء وضعية أو نموذج سيئ للمشي الأمر الذي يؤدي لاحقا إلى حدوث تعقيدات في وضعية الاحتفاظ بالجسم مشدودا .
وينصح الأطباء الأهل بعدم السعي لتسريع تحقيق المشي عند أطفالهم من خلال الإمساك بأيديهم لأنه في مثل هذه الحالة يتعلم الأطفال المشي وهم معلقين بالآخرين والتركيز فقط على حركة الأرجل الأمر الذي يؤدي إلى ركود أو مراوحة في تطور الطفل والى تأخير تعلمه المشي الحقيقي.