تمكن أطباء ألمان من تحقيق إنجاز طبي في مجال علاج الأمراض السرطانية وأكثرها دقة ألا هو سرطان مشيمة العين ، حيث تكللت بالنجاح نحو 70 في المئة من تلك العملية دون فقدان المريض لبصره.


برلين: عند إصابة مشيمية العين، أي الطبقة التي تحتوي على أوعية دموية في العين وتصل سماكتها الى ما بين 0،1 الى 0،2 ملم، اصابتها بمرض السرطان فان العلاج الوحيد من اجل حماية الجسم هو ازالة العين كاملة، خاصة اذا كان حجم الورم الخبيث سنتم او اكثر مع خضوع المريض لجلسات علاج كيميائي للعين مصحوب دائما بمخاطر تهدد النظر. وتلعب مشيمية العين دورا مهما في تغذية طبقات خارج شبكية العين ومدها بالاوكسيجن الذي تحتاجه، والعلاج الحالي سوف يساعد على الاحتفاظ بالعين المصابة بالكامل، وكان ذلك نتيجة بحوث علمية وتجارب طبية كثيرة وطويلة لان الاصابة بهذا المرض في كل العالم بازدياد مطرد، ففي كل عام هناك اكثرمن 700 إصابة جديدة في المانيا.

والخبر الجيد اتي من مستشفى بنجامين فرانكفلين التابعة لمستشفى شاريته في برلين، فالاطباء نجحوا حتى الان في انقاذ عدد لا باس به من المرضى المصابين بسرطان مشيمية العين بعد عثورهم على بديل لازالة العين المصابة غير معقد.
وحسب شرح البروفسور الدكتور ميشايل فورستر الذي اجرى عدة عمليات مماثلة فان العلاج يتألف من مرحلتين:
المرحلة الاولى معالجة السرطان بما يسمى بأشعة بروتون من أجل وقف الخلايا السرطانية عن النمو وبالتالي وقف نشاطها. ويتم ذلك باحاطة الورم بقشرة معدنية رقيقة جدا كي تعمل الاشعة في هذا المحيط فقط. وتستخدم الأشعة للقضاء على الأورام الخبيثة لانها تركز على مساحة الورم فقط ومع المرضى المصابين بورم سرطاني في عمق الجسم ولا تلحق الضرر باعضاء اخرى، كما انها تتوزع بشكل منتظم على المكان المصاب دون غيره. وبعد يومين او ثلاثة من جلسات أشعة البروتون تأتي المرحلة التالية.
ففي هذه المرحلة يدخل الطبيب أثناء الجراحة أنبوبين من مكانين في العين المصابة ليصل الى الاصابة التي يكون السرطان قد أوقف نشاطه فيها، فيقشط الانسجة السرطانية بواسطة أنبوب قشط خاص له رأس زجاجي وانبوب اضاءة متصل بجهاز كمبيوتر التابع للجراح كي يرى بوضوح داخل العين وآخر التطورات الجراحية. وخلال العملية الجراحية تتابع أشعة بروتون منع الخلايا السرطانية التي مازالت حية من التغلغل مرة أخرى وتقضي عليها.
ولقد كللت بالنجاح حوالي 70 في المائة من عمليات إزالة الورم من المشيمية بهذه الطريقة، وتمكن المصاب من الاحتفاظ بعينه وبسلامة نظره.