أكد بحث جديد ان الهواء الملوث إثر انبعاثات عوادم السيارات على الطريق السريع ينتقل بشكل أسرع وفق اتجاه الريح بسرعة ميل واحد.


قبل عامين، قام الباحثون بتثبيت عدد من أجهزة الاختبار على سيارة تويوتا، عملوا على قيادتها ذهاباً وإياباً في أربعة طرقات رئيسية من مقاطعة لوس انجلوس من الساعة الرابعة والنصف وحتى السادسة والنصف صباحاً بهدف أخذ عينات من الهواء.وأكدت النتائج أنه في الصباح الباكر، تتنقل الأعمدة المركزة من الهواء الملوث على الطرق السريعة مع اتجاه الريح أسرع بنحو ميل واحد، مما يعرض السكان إلى نسب أعلى مما كان يعتقد سابقاً من مستويات التلوث الضارة.
ووجدت معظم الدراسات التي اختبرت نوعية الهواء أثناء النهار أو في المساء، أن انبعاثات التلوث تتنقل بسرعة ما لا يزيد عن ألف قدم مع اتجاه الريح في طريق رئيسية قبل أن يتفرق في اتجاهات مختلفة.لكن تبين للباحثين أنه في ساعات الفجر أو قبل شروق الشمس بقليل، تكون الظروف الجوية مختلفة، مما يعني أن الهواء المتلوث بنتقل بسرعة أكبر، فالبرودة عند الليل تحبس الهواء بالقرب من سطح الأرض، وتؤدي إلى تباطؤ تشتت جسيمات التلوث المركزة، مما يسمح لها بالانتقال لمسافة أبعد خلال اليوم.
ووجد الباحثون من جامعة كاليفورنيا ومجلس موارد الهواء في كاليفورنيا أن تعرض المربعات السكنية للتلوث يكون أقوى أثراً قبل شروق الشمس، مما يعني أن السكان يتعرضون للتلوث بشكل اكبر عند هذا الوقت، مقارنة مع أي وقت آخر من اليوم.وقالت سوزان بولسون، أستاذة في علوم الغلاف الجوي في جامعة كاليفورنيا والمؤلفة المشاركة في الدراسة ان quot;الطرقات التي تشهد ازدحام السير عادة ما يكون لها تأثير كبير على اتجاه الريح وبالتالي انتقال الهواء الملوث. الجزيئات الملوثة تميل في نهاية المطاف إلى التنقل مع الرياح ولذلك يتعرض لها الكثير من الناس داخل منازلهم ومدارسهمquot;.
وأظهرت الدراسات أن التعرض لمستويات مرتفعة من الهواء الملوث يمكن أن يؤدي إلى الاصابة بالربو وأمراض القلب ومشاكل صحية أخرى.في الاحياء الكبيرة من مدينة لوس انجلوس، حيث المباني السكنية ومنازل العائلات تلاصق الطرقات السريعة التي تشهد ازدحاماً هائلاً، يقدر الباحثون أن ما يقرب من ربع السكان يمكن أن يتعرضوا للتلوث عند الصباح، بعد أن تحمل الرياح جزيئات متناهية الصغر من أكسيد النيتريك والهيدروكربونات.
في هذا الإطار، ينصح الخبراء من يسكنون على بعد كيلومتر من الطريق السريع أن يغلقوا نوافذهم في ساعات ما قبل شروق الشمس ويستخدموا مكيفات الهواء، إضافة إلى تثبيت أنظمة متخصصة لتنقية الهواء.