منذ انطلاقته الأولى عام 2005 ، أثرى سوق جارا حياة الكثيرين من سكان العاصمة الأردنية عمان حيث أسهم في نجاحهم كأفراد ومشاريع صغيرة، من خلال ما يوفره لهم من منصة ومكان فريد رغم بساطته لتنمية أعمالهم.


عمان:يفتحسوق جاراالتراثي الأردنيآفاقا جديدة للمبدعين ليس فقط التجار بل ايضا للفنانين من اجل عرض منتجاتهم وأفكارهم في مكان يمزج بين الحياة العصرية لعمان وبين عراقة التراث الأردني.

وعن بطاطيخ وفكرته تحدث محمود الحموي المؤسس الشريك لبطاطيخ لـ quot;إيلافquot; قائلا: quot; في عام الفين وتسعة بدأنا نفكر في عمل أطباق مشابهة لأطباق الطعام اليوميه مثل البيتزا و الباربكيو و البطاطا المقلية لكن باستخدام البطيخ، و من ضمن هذه الاصناف كان عصير البطيخ الذي أخذ الصدى الأوسع بسبب غرابة فكرة عصر البطيخ تحديدا في الأردن، فقد كنا اول من قام بتقديم عصير البطيخ، وكانت الفكرة قد ابتكرت من قبل مجموعة من طلاب الجامعة في سنة الدراسة الثالثة من اجل الحصول على دخل اضافي في أيام العطلة، وحين بدأنا المشاركة في جارا حققت عصائر بطاطيخ شهرة واسعة حيث ساهم سوق جارا في ترويج منتجنا بشكل ممتاز بسبب الاقبال الكبير على السوق كل يوم جمعة quot;.

قصص نجاح

أما السيدة خلود خريسات وهي تملك مشغلا للخزفيات وأدوات الفخار والتحف الشرقية وتمثل قصة نجاح تقول لـ quot;إيلافquot; : quot; كان سوق جارا المكان الأمثل لتجربة فكرة مشروعي نظرا لكونه سوقا واسعا وذي طابع شرقي مميز، وأصبح عملي في سوق جارا متعة بحد ذاتها لدينا لما يتميز به من أجواء عائلية دافئة تشعرك بأنك في حضرة مجموعة كبيرة من الاهل والأصدقاءquot;، وتضيف لقد كان لمشاركتي في جارا أكبر الأثر على صقل خبرتي من ناحية التعامل المباشر مع العملاء من ناحية المبيعات واللوجستيات وروح العمل كفريق واحد والانتماء للمجتمع المحلي.

من جهتها تعتبر أم علي سوق جاره مسرحا مفتوحا لكل فئات المجتمع للأردنيين والسياح العرب والاجانب يمكنها من بيع أعمالها اليدوية الرائعة والمتقنة قائلة : quot; بإصراري وعزيمتي نجحت بعملي في سوق جارا مما وفر لي دخلا ثابتا اليوم، ومكنني من تسويق أعمالي بشكل واسع مما كان بلا شك نقلة كبرى لعملي، وإنني ممتنة لسوق جارا فقد كان وما زال بوابتي الى آفاق واسعة من النجاحquot;. ولا شك أن كل هذه الابداعات في سوق جارا تستقطب العديد من الزوار كل جمعة، ومنهم من يحرصون على أن يتواجدوا كل جمعة في السوق، الاعلامي علي الاعرج قال لـ quot;إيلافquot; :quot; من المهم أن نخلق نوعا من التعود المشترك للعائلة، من خلال المشاركة بنشاط ما سويا، وهذا هو ما يصنع الذكريات، والمكان الذي نعيش فيه هو جزء من صناعة الذكريات. إن سوق جارا حدث سنوي مهم في العاصمة عمان، وأنا أشارك في كل النشاطات التي لها علاقة بمدينتنا، من أجل توطيد العلاقة بالمكان والعلاقة بالمدينة، وبناء العلاقات الاجتماعيةquot;.

ويضيف الأعرج يركز السوق اهتمامه على الفلكلور والفن الشعبي المحلي والعربي والفن التشكيلي، إذ يستطيع الزار ان يشاهد عروض الفنانين من جميع أنحاء العالم والاستماع بإبداعاتهم من لوحات ومنحوتات وتحف ونحاسيات، وأشغال يدوية وإكسسوارات، إلى جانب تقديم عروض فنية وفلكلورية على مسرح أقيم لهذه الغاية في السوق، وكذلك وجود منطقة متخصصة للأطفال يمكن للعائلات ترفيه أطفالها، ومقهى شرقي يجذب الزائرين.

ويستقبل السوق زواره كل يوم جمعة خلال فترة الصيف، في موقعه المعروف في منطقة جبل عمان في العاصمة الاردنية ، لإحياء الجوانب التراثية، وتشجيع الزوار على ارتياد المكان في هذه الفترة من السنة ، حيث يشاهدون الأركان المختلفة لزوايا السوق.

معروضات ومنتجات متنوعة

وضمت أجنحة السوق مجموعة كبيرة من التحف المنزلية والفنية والمعتقات والشالات المطرزة، والأنتيكا والأدوات المنزلية، والرسم على الزجاج، والكتابة بالرمل، وألعاب الأطفال المتنوعة وغيرها الكثير.
ويمتاز سوق جارا بتنوع مرافقه وتعددها، بحيث يتلاءم مع شتى الأذواق والأعمار كافة، حيث تم توفير زاوية خاصة للأطفال للعب والمرح والرسم على الوجوه، بهدف إدخال البهجة والسرور على قلوبهم، كما تم تخصيص أماكن خاصة في السوق، لأصحاب المهن البسيطة وربات البيوت العاملات في منازلهن، للاستفادة من فترة إقامة السوق بتحقيق عوائد مالية.

ويهدف السوق الذي يفتتح كل يوم جمعة ويستمر حتى بداية فصل الشتاء الى الحفاظ على تراث وطابع حي جبل عمان القديم، حيث تتلخص رؤية الجمعة في التعريف بحي جبل عمان القديم على صعيد علاقته الوطيدة بالمنشأ التاريخي والثقافي والاجتماعي للمملكة الأردنية الهاشمية والحفاظ على الإرث الحضاري لها.