قد يبكي الرجل، اليوم، أو يذهب إلى السوق أو إلى مراكز التجميل وصالونات العناية بالشعر والأظافر، بعدما كان ذلك محرجًا له في الماضي. فما عاد الرجل يخجل من إظهار جانبه الأنثوي أبداً ومن إظهار تعلقه بمظهره كما كان في السابق.

_________________________________________________

الفوارق النفسية والشعورية بين الرجل والمرأة غير مدركة تمامًا، إذ غالبًا ما توصف النساء بالجنس اللطيف، ما يوحي بأن الرجل هو الجنس الخشن. ويقول تقرير نشرته روسيا مؤخراً إن هناك بعض الصفات التي يفرض المجتمع، لا سيما الشرقي، نظرة محددة منها، تضعها تلقائيًا في خانة الصفات الأنثوية، فيعزف الرجل عن الإفصاح عنها على الرغم من أنها تلازمه طيلة حياته، مخافة أن تعامله النساء على أنه رجل غير مكتمل الفحولة.

أنثوية في الرجل
يقول دورجوي داتا، الخبير في العلاقات الاجتماعية، في التقرير إن الكثير من الرجال لا يكشفون عن الجوانب الضعيفة في شخصياتهم، quot;علمًا أن هناك جانبًا أنثويًا في الرجل، كحال الجانب الذكوري في المرأةquot;. وشدد داتا على أن ذلك أمر طبيعي وليس مدعاة للخجل، والأمور التي كانت يومًا حكرًا على النساء صارت مشتركة بين الجنسين اليوم، وصار مألوفًا أن يطيل رجل شعره، أو أن ترتدي سيدة ربطة عنق.
وبحسب التقرير، البكاء أحد مظاهر التعبير عن المشاعر التي يعمل الرجل كل جهده كي يتجنبه على الملأ، ويجاهد أكثر ليخفيه إن ذرف دمعة لا شعوريًا، وكأنها جريمة ارتكبها. فمن الطبيعي أن تعود جذور هذه النظرة للبكاء إلى الطفولة حين ينهر الأب طفله إن رآه باكيًا، إذ يقول له: quot;كيف تبكي؟ ألست رجلًا؟quot;، ما يولد لدى الطفل إنطباعًا قد يرافقه طوال حياته، أن البكاء للنساء فقط.

لا غضاضة
وينقل التقرير عن المختصين في هذا المجال إشارتهم إلى أن الرجل يخطئ إن أجبر نفسه على عدم البكاء، فالبكاء رغبة فطرية طبيعية لا ينبغي تجاهلها. ويلفت التقرير الى أن رجالًا كثرا يحاولون إخفاء شغفهم بالأفلام الكوميدية والرومانسية، فيهتمون أكثر بأفلام الرعب والإثارة، بينما لا تجد المرأة حرجًا في متابعة الأفلام المليئة بالعنف والدماء، وتفصح عن ذلك صراحة.
ويضيف التقرير إلى العاملين السابقين عامل الرغبة في التسوق، التي يعتبرها العالم من الصفات النسائية بإمتياز، فلا يعترف الرجال بولعهم بالتسوق، فيما لا يجد الرجل غضاضة في أن يذهب إلى السوق يوميًا إن كان يعمل بائعًا في أحد المحلات التجارية. وفي كثير من الأحيان يتوجه الرجل مع رفيقته إلى السوق على مضض، علمًا أن بعض الرجال يشعرون بالراحة النفسية بتجوالهم في الأسواق للتسوق على سبيل تمضية الوقت لا أكثر.

أمر محرج
حتى وقت قريب كانت صالونات العناية بالشعر والبشرة حكرًا على النساء، إن لم يؤخذ في الإعتبار أن معظم العاملين في هذه الصالونات من الرجال. أما اليوم، فمن الطبيعي أن يقصد الرجل صالونًا مخصصًا للعناية بمظهره الخارجي، إنطلاقًا من مبدأ أن الجمال لا يقتصر على النساء، وأنه يحق للرجل كذلك أن يتمتع بمظهر لائق كحد أدنى يجاري مظهر رفيقته.
وربما يستحي الرجل من حمل مشط في جيبه لتصفيف شعره إن اقتضى الأمر، وإن حمله وأراد أن يستخدمه فقد ينزوي في مكان بعيد عن الأنظار، تجنبًا للإحراج.