تسود ألمانيا حالة من الترقب إنتظاراً لمعرفة الحكم المتوقع صدوره اليوم من جانب إحدى المحاكم بخصوص ما إن كان سيحق للفتيات المسلمات أن يشاركن بحصص السباحة المختلطة أم لا، تلك القضية التي لطالما أثير بشأنها جدل واسع هناك.

_____________________________________________

تخوض أسرة فتاة من أصل مغربي تدعى عائشة، 13 عاماً، نزاعاً منذ عدة سنوات مع مسؤولي ولاية هيسن، لرفضها إجبار عائشة ( وهذا ليس إسمها الحقيقي ) التي رباها أبواها على مبادئ الشريعة الإسلامية، على حضور حصص السباحة المختلطة مع الصبية. وهو النزاع الذي من شأنه تحديد العلاقة بين الولاية والدين.


وأشارت في هذا الصدد مجلة دير شبيغل الألمانية إلى أنه سيتم النظر في تلك القضية الشائكة اليوم الأربعاء من جانب قضاة المحكمة الإدارية الاتحادية في لايبزيغ، وهي أعلى محكمة في البلاد معنية بالنزاعات الإدارية والعامة التي لا تتعلق بالدستور.


ومن الضروري، بحسب المحكمة، أن يتم توضيح الظروف التي يمكن من خلالها إعفاء أي من الطلاب، إستناداً الى حقه الأساسي في حرية الدين، من الالتزام بحضور تلك الحصص التي تقرها المدارس. وسيتعين على القضاة أن يصدروا حكماً حاسماً بين حق الفرد الدستوري في حرية الدين والتزام الولاية الدستوري بتعليم كافة الأطفال.


وعادةً ما تنشب الخلافات بشكل متكرر بين الأسر وإدارات المدارس حين يحضر الصبية والفتيات حصص السباحة المختلطة. وبحسب دراسة أجريت نيابةً عن منتدى مؤتمر الإسلام الألماني للحوار بين الجماعات المسلمة والحكومة، تبين أن 7 % من الفتيات المسلمات لا يحضرن حصص السباحة المختلطة، وأن نصف أسرهن تقريباً يبررون غيابهن بأسباب دينية. والأكثر من ذلك هو أن 10 % من الفتيات لا يشاركن في الرحلات المدرسية حيث يقضي الأطفال بضع ليالٍ بعيداً عن منازلهم.


وفي بعض الحالات، كانت تصل الأمور إلى حد إتخاذ بعض الأسر قرارات بمنع السماح لأطفالها بالالتحاق بمدارس بعينها. وبمجرد التحاق عائشة بالمدرسة، حيث ينتمي أكثر من 80 % من الطلبة هناك لأسر مهاجرة، ويعتنق عدد كبير منهم الديانة الإسلامية، كانت حصص السباحة المختلطة مدرجة بالفعل بجدول عائشة الدراسي.


وتقدم حينها والداها بطلب لإعفائها من تلك الحصص، لكنّ مسؤولي المدرسة رفضوا ذلك الطلب جملةً وتفصيلاً. وقال هارالد أكيليس، وهو متحدث بإسم وزارة التعليم في ولاية هيسن، إن بمقدور عائشة اختيار الزي الذي يناسبها لتلك الحصص، شأنها شأن عدد آخر من الفتيات اللواتي يرتدين بدل سباحة كاملة الطول عند حضور تلك الحصص، لا تكشف سوى عن الوجه، اليدين والقدمين. وهو الإقتراح الذي رفضته عائشة وعائلتها أيضاً، حيث أوضحت الفتاة بهذا الخصوص أنها تشعر بالفعل بإحراج شديد عندما ترى صبية بأجزاء أجسامهم العلوية وهي عارية.


أما مدير المدرسة فقد رفض الأمر من جانبه. وأشارت نيكولا بير، وزيرة التعليم بولاية هيسن، إلى أنه يتعين على الطالبات المسلمات كذلك أن يشاركن في حصص السباحة والتربية البدنية، quot;ونحن سنستمر في التأكيد على الحضور الإلزامي لجميع الأطفالquot;.