توّجت الأميركية الهندية الأصل نينا دافولوري ملكة جمال أميركا، فنالت نصيبها من جملة عنصرية ربطت بينها وبين القاعدة والإرهاب العالمي، بالرغم من أنها ليست مسلمة.


بيروت، الوكالات: في مجرى تحليل الأثر الذي تركته أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) في ذكراها الثانية عشرة هذا العام، يقول محللون أميركيون إن الهجوم وما تلاه من أحداث خارجية وداخلية، على رأسها حربا العراق وأفغانستان على القاعدة، عوامل أعادت الأميركيين إلى عنصرية كانوا تخلوا عنها، فعادت النزعة العنصرية فيهم إلى الظهور، وأحينًا تتعزز بوجود جماعات تتخذ من العنصرية كتابًا ونهجًا.

للهنود مهنتهم

من مظاهر العنصرية التي استعادت وهجها في أميركا، خصوصًا تجاه كل ما هو غير مسلم، أو متعلق بالاسلام، اعتبار كل ما هو غير مسلم وغير أبيض متواطئًا على أرض الأحلام، التي استيقظت على أقوى كوابيسها، حتى لو تحلى هذا quot;غير الأميركيquot; بجمال أخاذ.

فليل الأحد، فازت نينا دافولوري، الأميركية من أصل هندي، بلقب ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية. وما أن أعلنت اللجنة المكلفة تتويج الملكة لهذا العام اسم الفائزة سعيدة الحظ، حتى انهالت التعليقات في موقع تويتر مسلطة الضوء على أصولها الهندية، فسخر بعضها من هذا التتويج، رابطًا بين المسألة وبين وظائف يقول أصحاب الصور النمطية إنها من اختصاص الهنود، كقيادة سيارات الاجرة الصفراء، وبيع الممنوعات، والعمل في المتاجر الكبرى.

وسخرت إحدى المغردات من دافولوري متسائلة: quot;هل هي ملكة جمال أميركا أم ملكة جمال متاجر 7-11quot;، في إشارة إلى سلسلة المتاجر التي معظم موظفيها من الهنود.

لكنها ليست مسلمة!

خلال المسابقة، أثبتت دافولوري أهليتها لتكون ملكة جمال فعلًا، فأتت ردودها على الأسئلة جريئة مفعمة بروح القناعة والاقناع، خصوصًا عندما سألها الحكام عن رأيها بالتحولات المثيرة في مسيرة المغنية الأميركية الشابة مايلي سايروس، وعن رأيها بما يحصل في سوريا. وهكذا صارت دافولوري أول أميركية من أصل هندي تحصل على هذا اللقب، وقدمت في فقرة المواهب مقطعًا راقصًا على وقع أغنية من أغاني أفلام بوليوود الهندية.

لربما أذت جرأتها البعض، فربطها مغرد على تويتر بالارهاب بسبب بشرتها السمراء، وكتب: quot;هل هي ملكة جمال تنظيم القاعدة؟quot;. وعلقت مغردة أميركية قائلة: quot;لقد تكتم الحكام على الأمر، لكن ملكة جمال كنساس خسرت المسابقة بسبب قيمها الليبراليةquot;، وقالت أخرى: quot;اختاروا مسلمة لتفوز بلقب ملكة جمال أميركا، ولا بد أن ذلك أسعد أوباماquot;، من دون أن تعلم أن دافولوري ليست مسلمة. والتزمت دافولوري الصمت على التعليقات السلبية التي طالتها، لكنّ مغردين كثرًا امتعضوا من الكراهية التي فاضت في تغريدات وصفوها بالمهينة.