حصلت جامعة الإمارات على براءة اختراع من مكتب براءات الاختراع الأوروبي لتطويرها مضادًا حيويًا مستخلصًا من نوى التمر المتحلّلة بواسطة الفطريات، يعالج البكتيريا في الحيوانات.


دبي: قال الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، إن الجامعة الوطنية حصلت على براءة اختراع من مكتب براءات الاختراع الأوروبي، لتطويرها مضادًا حيويًا جديدًا، مستخلصًا من نوى التمر المتحللة بواسطة الفطريات، يعالج البكتيريا المسببة للأمراض كالجرثومة الإشريكية القولونية والسالمونيلا والعطيفية وجرثومة شيغلا المعوية، التي تسبب الإسهال في الدجاج، ويمكن انتقالها إلى الإنسان.

ريادة وتميّز
وأكد الدكتور علي راشد النعيمي، مدير جامعة الامارات، اهتمام الجامعة بالبحث العلمي، "الذي يسهم في تحقيق الريادة والتميز في التعليم العالي والبحث العلمي، وهو الأمر الذي تجلّى في الابتكارات الفريدة والاختراعات النوعية التي تسهم بها الجامعة في المجالات ذات الأهمية الوطنية والإقليمية والعالمية، من خلال متابعة واهتمام معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، الرئيس الأعلى للجامعة، بدعم وتشجيع البحث العلمي والباحثين، وتوفير كل المعينات لهم".
وشكر النعيمي الفريق البحثي، المكوّن من الباحث الرئيس الدكتور أحمد حسين، وكل من الدكتور إبراهيم بلال، من كلية الأغذية والزراعة، والدكتور خالد الطرابيلي، من قسم الأحياء في كلية العلوم، وطالب الدكتوراه الإماراتي سالم راشد العليلي.

علف بلا أثر جانبي

وقال الدكتور غالب الحضرمي، نائب مدير الجامعة للبحث العلمي والدراسات العليا إن فريق العمل قام لثلاث سنوات على تطوير المضاد الحيوي الطبيعي المقاوم للبكتيريا، "من خلال استخدام التكنولوجيا الجديدة المتمثلة باستخدام نوى التمر مع فطريات معينة، لإنتاج علف للدواجن ليس له تأثير جانبي، ويمكن استخدامه بديلًا للمضادات الحيوية الكيميائية الاصطناعية".
ونوّه الحضرمي بأن مكتب حماية براءات الاختراع وتسويق التكنولوجيا في جامعة الإمارات سجّل الاختراع في مكاتب حماية براءات الاختراع في الإمارات والولايات المتحدة وهونغ كونغ والاتحاد الأوروبي.

مصدر دخل

وأوضح د. حسين أن تمر النخيل من المحاصيل المهمة لدول الخليج العربي، "والإمارات رابعة بين الدول المنتجة للتمر، إذ يصل معدل إنتاجها للتمر ما يقارب 900 ألف طن متري سنويًا". وتابع: "نوى التمر تشكّل 13 إلى 15 بالمئة من الوزن الكلي للتمر الناضج، ويتم التخلص منه، أو يقوم المزارعون بإطعامه للحيوانات، ولأن مزارع إنتاج لحوم الدواجن والماشية والأسماك تقوم بإضافة المضادات الحيوية للأعلاف، من أجل تحسين أداء النمو والكفاءة الغذائية، ولحماية الحيوانات من الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض المعوية، فإن هذه المضادات الحيوية تكلف قطاع إنتاج لحوم الحيوانات العالمي مليارات الدولارات كل سنة".
وأضاف: "يعتبر المنتج الجديد لنواة التمر المتحلّلة ذات قيمة عالية، وسيشكّل مصدر دخل جديدًا لمنتجي التمور والمزارعين، ويفيد في مقاومة البكتيريا، ويساعد على تصنيع منتجات حيوانية عضوية مهمة".