تريد المرأة المسلمة عمومًا أن تظهر في الأماكن العامّة بلباس محتشم، وأن تجمع بين الرزانة والأناقة. من أسباب البحث عن الأناقة، النسبة العالية من الشباب والشابات في الدول الإسلاميّة التي حقّقت رفاهًا اقتصاديًا ملموسًا، في مقابل إحساس متزايد بالهوية الدينية يعزّز الاتجاه نحو اللباس الذي يراعي تعاليم الاسلام.


لندن: شكّلت الاعتداءات التي تعرّض لها مسلمون بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، وما كرّسته من شعور بالحيف والظلم، دافعًا للمسلمات لإرتداء quot;قلوبهن على أكمامهنquot;، بحسب تعبير الباحثة في كلية لندن للأزياء رينا لويس. ويرى كثيرون أن اللباس الإسلامي أنسب للحياة العصرية من الزيّ التقليدي لبلدهم، فيما نقلت مجلّة الإيكونومست عن الأستاذة عزيزة اليوسف، الأكاديمية في جامعة الملك سعود، quot;أن الحجاب يساعد في التعامل مع المرأة على أساس عقلها وليس على أساس مظهرهاquot;.

كلّ هذه العوامل والمواقف تضافرت لإيجاد فرع مزدهر ينمو بسرعة في صناعة الأزياء، إختصاصه تصميم الملابس الإسلامية.

في كلّ موسم تُطرح أزياء إسلاميّة منوّعة، من المايوهات إلى فساتين الزفاف، وتزخر مواقع الانترنت بأشرطة فيديو عن اللباس الإسلامي، وتبيّن بعض الأفلام كيفيّة تصميم حجاب عالٍ يضيف قدرًا من الطول بطرق مختلفة، وتصدر مجلّات كثيرة بمواضيع وصور عباءات فاخرة، فيما تعجّ إيران بالعلامات التجاريّة المحليّة لمصمّمات مسلمات.

في المقابل، يساعد الإنترنت والاحساس بالانتماء إلى أمة إسلامية في تصميم ملابس عابرة للحدود، لكن بعض الصيحات لا تنجح في ذلك، وتبقى محليّة مثل المعطف التركي الطويل الذي لم يصل حتى إلى سوريا المجاورة.

من جهة أخرى، توفر أسواق الرياض ومراكزها التجاريّة تشكيلات متنوّعة من العباءات التي تلبي مختلف الأذواق بما فيها عباءات بحواشٍ ملوّنة. وفي مدينة جدّة تتزاحم العباءة السوداء مع عباءات خضراء وزرقاء غالبًا ما تكون موشاة وذات سحَّابات أماميّة تستوحي الملابس الرياضيّة. وتستضيف دبي وجاكرتا وكوالالامبور عروض أزياء إسلاميّة بانتظام.

لكن الاهتمام بهذه الملابس لم يقتصر على بلاد المسلمين فقط، بل انتقل إلى مدن غربيّة مثل لندن وباريس اللتين بدأتا تقيمان عروض أزياء إسلامية خاصة بهما، فيما شهدت الولايات المتحدة هذا العام إقامة أول أسبوع لموضة الملابس الإسلامية.

وتسعى دور الأزياء الغربية الى اللحاق بالركب. وعلى سبيل المثال، إن شركتي جون غاليانو واتش اند أم العملاقتين قدمتا تشكيلات من الأزياء التي تستوحي تصاميم شرق اوسطية واسلامية عمومًا.

وفي هذا السياق، تقول المصمّمة القطرية وعد علي أنها لاحظت صعود مصمّمي أزياء من الخليج، وحين تخرّجت من جامعة الدوحة عام 2010، انضمت إلى صفوفهم، والملابس والعباءات التي تصمّمها تباع مقابل 550 دولارًا أميركيًا، بحسب مجلة الإيكونومست.

في ماليزيا وأندونيسيا وتركيا سلاسل من المخازن التي تبيع ملابس مصمّمة استجابة لذوق المسلمات.وتقول الباحثة لويس من كلية لندن للأزياء إن شركات الأزياء الكبرى تفوّت فرصة ذهبيّة على نفسها بتجاهل السوق الجاذبة للملابس الإسلاميّة.

تتداخل صناعة تصميم الأزياء مع السجال الدائر على ما يعتبر لباسًا إسلاميًا، وكثيرًا ما تُستحضر السنة النبوية وتوجيهات النبي لزوجاته في هذا الشأن، لكنّ هناك متزمتين يرون أن مفهوم الأزياء الإسلاميّة نفسه ضلالة، وينشر بعض الشيوخ انتقادات على الإنترنت للنساء اللواتي يرتدين تحت العباءة سراويل جينز، حتى إذا كنّ محجبات، فيما يردّ آخرون بأن الله جميل يحبّ الجمال، وأن الملابس اللطيفة تساعد في تبديد التصوّر الخاطئ بأن المرأة المسلمة مضطهدة في العالم الإسلامي.