يبشّر العلماء بعلاج مناعي للسرطان في عام 2016، يحضّ جهاز المناعة البشرية على منع الأورام من النمو، متلطيةً وراء أنسجة حميدة مخادعة، ما يسهّل الكشف المبكر والعلاج الفوري.


ساره الشمالي من دبي: قليلة هذه الأشياء التي ستتأكد في عام 2016 أكثر من تقارير علمية تسهب في وصف إنجاز علمي في علاج مرض السرطان، يتكلم البعض عنه علاجًا محتملًا لهذا المرض الخبيث.

بالنسبة إلى معظم المرضى، الأمر ليس صحيحًا فعلًا. فلسنوات عدة، تحدثت التقارير كثيرًا عن التقدم في علم الأحياء نحو اجتراح علاج للمرض. إلا أن تحسينات صغيرة أدخلت إلى مسار العلاج، ففي حين انخفضت الوفيات الناجمة من أمراض القلب والسكتات الدماغية بشكل كبير، زادت فرص النجاة من السرطان إلى حد كبير، بسبب نجاح الأطباء في علاجه مبكرًا.

نبأ سار
في الواقع، السرطان مرض معقد للغاية، والتقدم في علاجه تدريجي. وترتفع نسب الإصابة به مع تقدم الإنسان في العمر. على الرغم من ذلك، فإن النبأ السار منتظر في عام 2016 مع كشف المزيد من الأدلة الداعمة لفئة جديدة واعدة كليًا بعلاج، تتضمن الجراحة والعلاجات الشعاعية والكيميائية والهرمونية. إنها فئة جديدة تقوم على العلاج المناعي الذي يستخدم نظام المناعة في الجسم لمحاربة السرطان.

هذا العلاج يستخدم الأجسام المضادة لإطلاق العنان لجهاز المناعة البشرية لتمنع الأورام من النمو متلطيةً وراء أنسجة حميدة. في عام 2011، قدمت شركة بريستول مايرز سكويب للأدوية عقار "يرفوي" (Yervoy)، وهو يتضمن الأجسام المضادة، التي ترتبط بواحدة من البروتينات المخادعة، وتحبط المحاولات الجارية لخداع الجهاز المناعي.
كان يرفوي أول عقار صمم لإطالة عمر المرضى الذين يعانون سرطان الجلد. ومقارنة بالعلاج القياسي، فإنه يقلل من خطر الوفاة، بسبب هذا المرض بنحو الثلث. ويتوقع أن نحو 17 في المئة من المرضى، لن تعود الأورام لديهم بعد مدة سبع سنوات.

الحزمة أفضل
أنزلت شركة ميرك للأدوية في الأسواق عقار "كيترودا" (Keytruda) الذي يعطل بروتينًا آخر. بعد عام، كان 74 في المئة ممن تعاطوا هذا العقار على قيد الحياة، مقارنة بنحو 58 في المئة من الذين تعاطوا عقار يرفوي. ومنذ ذلك الحين، أطلقت بريستول مايرز سكويب عقار "أوبديفو" (Opdivo). كما سعت شركتا روش وأسترا زينيكا، والعديد من شركات الأدوية الأخرى، إلى إطلاق علاجات مماثلة.

وبما أن مختلف الأدوية المناعية المضادة للأورام تؤثر في بروتينات مختلفة، ثمة سؤال واحد قد يأتي عام 2016 بجواب عنه يحدد أي حزمة من الأدوية تعمل معًا بشكل أفضل. ثمة من يعتقد بأن اعتماد اثنين من العقاقير المناعية معًا أفضل من عقار واحد. ففي اختبار حول تركيبة مضادة لسرطان الجلد، كان "البقاء على قيد الحياة من دون تطور المرض" (أي الوقت الذي أمضاه المريض من دون أن يتطور مرضه نحو الأسوأ) هو 6.9 أشهر بالنسبة إلى من تعاطوا أوبديفو، 2.9 شهر لمن تعاطوا يرفوي، و 11.5 شهرًا بالنسبة إلى من تعاطوا العقارين معًا.

مختلفة... متشابهة
في الحالات المتأخرة من سرطان الرئة، وحيث العلاج الأفضل حاليًا هو الكيميائي، 5 في مئة هي نسبة النجاة بعد خمس سنوات. عززت مجموعة متنوعة من العقاقير المناعية ضد الأورام هذه النسبة، ورفعتها بين 20 و30 في المئة.

مع ذلك، من الواضح أن هذا النوع من العلاج لا يصلح في كل الحالات. وأحد& أهم الدروس المستفادة من محاربة السرطان هو أنه مرض متنوع بشكل رهيب، ويتطور على المستوى الجزيئي. فالسرطانات، التي تبدو لأول وهلة مختلفة، ربما تتشابه في عمقها وجذورها، والعلاجات تصير أنجع كثيرًا، إن أحسن الأطباء فهم الأخطاء الجزيئية والوراثية التي تسبب هذه الأورام.

وستكون الإجابات التي يسعى العلماء بجدية إلى الحصول عليها حول أسئلة محددة عدة، مثل: هل تنجح علاجات مناعية أخرى مع المثبطات البروتينية؟، كيف يمكن إدراج التقنيات الجديدة ضمن البروتوكول العلاجي التقليدي للأورام السرطانية؟... ستكون مفيدة جدًا، إلا أن الثمن باهظ. ففي الولايات المتحدة، تصل كلفة يرفوي إلى 130 ألف دولار سنويًا، وتصل كلفة أوبديفو إلى 150 ألف دولار سنويًا.
&