الدورة الشهرية لدى النساء هي سلسلة من التغيرات الفسيولوجية الطبيعية والتي تدل على الخصوبة، وهي أمر طبيعي جداً لكل النساء بعد سن البلوغ. لكن في أرياف الهند، فهي لعنة و"تلوث" بسبب تقاليد وأساطير قديمة حولت نعمة الخصوبة لدى الفتيات إلى نقمة.


وفقاً لصحيفة الـ ديلي ميل"، فإن الأساطير في أرياف الهند تعتبر أن الفتاة تلوث الطعام وتسممه إذا لمسته أثناء الدورة الشهرية، كما أنها تصيب النبات بالجفاف والموت في حال اقتربت منه أو روته.
هذه المعتقدات الشائعة قيدت الملايين من النساء والفتيات وحولت حياتهن إلى خوف مستمر من دورة الحياة الطبيعية، حتى أن البعض منهن تمنعن من لمس المخلل أو ارتداء الملابس البيضاء، أو حتى التكلم.
في هذه المجتمعات، ينظر إلى الدورة الشهرية على أنها من المحرمات عميقة الجذور بسبب المعتقدات والأساطير المبالغ بها، فتمنع الفتيات من دخول المطبخ أو حتى لمس أفراد عائلتهن، كالشقيقات أو الأم خوفاً من أن يؤدي اللمس إلى "انتقال العدوى".

غضب الآلهة والاصابة بالمرض

أما الجنس الآخر، فيمنع عليهم لمس النساء في فترة الحيض حتى لا "يصابوا بالمرض" باعتبار ان الدورة الشهرية مرض معدٍ. كما تمنع النساء من دخول المعبد في هذه الفترة لأنها "تسبب غضب الآلهة ولعنتها الشديدة" وبالتالي تنال العقاب.
وعلى الرغم من أن هؤلاء الفتيات تقبلن بهذه الخرافات والقيود، إلا أنهن لا يحصلن على الحد الأدنى من المساعدات والتوعية للحفاظة على النظافة إذ أن معظمهن ليس لديهن وصول إلى الفوط الصحية.

غياب التعليم الأساسي

لكن منظمة "غونج" Goonj غير الحكومية في دلهي تسعى لتغيير كل هذا الواقع، إذ تعمل لكسر الأساطير وتثقيف النساء من خلال تنظيم حملات في جميع أنحاء البلاد عن النظافة الشهرية وتوفير الفوط الصحية المصنوعة من الملابس المعاد تدويرها في ورش العمل في العاصمة. أنشو غوبتا هو مؤسس (غونج) التي تعني صوت"، يعتبر أن الخرافات حول الدورة الشهرية للمرأة في الهند هي نتيجة لغياب التعليم الأساسي.
ويقول: "نحن بحاجة إلى كسر حاجز الصمت والتحدث إلى النساء حتى نقنعهن ان الدورة الشهرية هي الشيء الأكثر طبيعية في العالم ".


&