تحدت العاصمة العراقية بغداد النيران وصخب المعارك وسحاب الدخان الذي تشهده المحافظات الشمالية، وأطلت على العالم بمفاجأة أثارت الدهشة، وذلك بتقديم أول عرض أزياء عراقي بطريقة أقرب إلى المواصفات العالمية.


بغداد: على الرغم من الصدمة التي أحدثها أول ‫عرض‬ عراقي للأزياء عند البعض لاصطدامه بعراقيل ‫مجتمع‬ محافظ مثل المجتمع البغدادي الحالي، فضلاً عن حالة الوضع ‫‏السياسي‬ والأمني الصعب الذي يعيشه العراق حالياً، إلا أن& القيمين على العرض الذي حمل اسم ٍ‏Baghdad Fashion Show& يرون أنه نجح بشكل كبير، وخاصة عبر توجيه الرسالة للعالم أجمع بأن "العراق ما زال على قيد الحياة"، فيما جاء في المنشور التعريفي للعرض أنه "خطوة أولى لدخول العراق وخاصةً بغداد لتكون عاصمة من عواصم الموضة وترفد العالم بمصممين وأفكار جديدة لبناء صناعة الأزياء"، علماً أن العرض قدِّمَ على طريقة العروض العالمية وبتغطية إعلامية ممتازة.

عرض أزياء مبهر:&
تميّز العرض بحضورٍ لافت للعوائل البغدادية والشخصيات الدبلوماسية العربية ومنها الكويتية، والأجنبية منها الأميركية، البريطانية، اليابانية، الكرواتية فيما تمثل الحضور الرسمي العراقي بوزارة الثقافة، فضلاً عن العديد من الشخصيات الإعلامية والفنية والمختصين بالتصميم والأزياء، والجمهور الذي اكتظت به قاعة الزوراء في فندق الرشيد سابقا (Royal Tulip الرشيد حالياً)، والذي يقع ضمن المنطقة الخضراء في بغداد وهو الفندق المخصص لإقامة الملوك والرؤساء والوفود العربية.

وشارك في هذا العرض مصممون ومؤسسات فنية وإعلامية ، فيما قدمت 16 عارضة أزياء عراقية تصاميم حديثة تنوعت بين التراث والحداثة& في مواكبة للموضة، صممها كل من: أيمن سلطان حاجم، جيهان طارق، رندة حسام العمر، وفاء الشذر، نبع فرات، بحر وسارة جمال الدين هاشم، علماً أن العارضات تميزن بأداءٍ مبهر على& المنصة التي نُفِّذَت على شكل حدوة حصان، وأحيطت بصفوفٍ من الكراسي الحمراء المخملية، فيما كانت الفساتين متعددة الألوان من الأحمر اللامع إلى البنفسجي، مروراً بالأسود المخملي والأبيض، وقد زُيّن بعضها بعقودٍ من اللؤلؤ أو ربطاتٍ على مستوى الصدر والكتفين. كما تضمن العرض فساتين سهرة مرصعة وملابس جاهزة مستوحاة من الكوفية الفلسطينية والشماغ العربي الأحمر والأبيض.

كامل: العراق ما زال على قيد الحياة
وفي هذا السياق، قال-&صاحب الفكرة-&المصمم سنان كامل (35 عاماً) أن العرض كان قبل ثلاثة أشهر حلماً واليوم صار واقعاً، وهو أهم رسالة نوجهها للعالم بأن العراق ما زال على قيد الحياة. وهو الخطوة الأولى لدخول العراق وخاصة بغداد عالم الموضة لترفد العالم بمصممين وأفكار جديدة وبناء لصناعة الأزياء. وأضاف: هذا العرض يُقدَّم بطريقة العروض العالمية وبتغطية إعلامية متميزة وفيه كل ما يحتاجه علم التصميم والأزياء من مقومات النجاح بتنظيم العروض وتنفيذ الشركات الفنية والتلفزيونية الإنتاجية المتخصصة، فقد سبق له أن أطلق عروضاً في الأعوام الماضية في دبي وأبو ظبي والمغرب والآن في بغداد، ووعد باستمراره&بهذا النشاط مستقبلاً.

العمر: الجمال يواجه الإرهاب
&وأعلنت المصممة رندة حسام العمر عن سعادتها بالعرض قائلة: إن حلم&حياتي هو أن يكون بلدي العراق مصدراً للموضة لما فيه من إمكانيات وطاقات في هذا المجال بشكلٍ عام، وأن تكون الماركة العالمية عراقية بشكلٍ خاص، وأن أتمسك بالخط التصميمي الراقي ببساطته وقصاته بعيداً عن البهرجة.
&

البدري: العراقيون يعيشون التحدي بإرادة الحياة
من جهتها، أكدت مديرة العلاقات العامة في الفندق المضيف سهى البدري أن هذا العرض يؤكد& على ان العراقيين ما زالوا في تحد لكل شيء، مشيرةً لأن احتضان عروض فنية& للأزياء له بعده ودلالاته على تطور المجتمع العراقي وانفتاحه على العالم في مجال التصميم وصناعة الأزياء. وأضافت: لعل الحضور الكبير واهتمام البعثات الدبلوماسية والمختصين من مصممين ومسؤولين كان واضحاً. وهذا يمثل وقوفاً جمالياً بوجه الاٍرهاب والتطرف، وتأكيداً على أن العراقيين مازالوا يتحدون رغم كل شيء بإصرارهم على الاستمرار بإرادة الحياة.
&

&الأتروشي:&خطوة متقدمة
&من جانبه أكد وكيل وزارة الثقافة فوزي الأتروشي أن عرض بغداد للأزياء هو أناقة وجمال وذوق فني رفيع، وقال أن هذا العرض يعتبر خطوةً متقدمة جداً لتطوير فن الأزياء وتنمية ذائقة المواطن العراقي تجاه هذا الفن الرفيع، كما أثبت العرض أن القطاع الخاص يمكن أن يقدم إنجازات رائعة في هذا المجال.& وأضاف: إن وزارة الثقافة ومن خلال الدار العراقية للأزياء مستعدة للتعاون مع الجهات والشركات والمصممين والمصممات في قطاع الأزياء لرفد الساحة العراقية بعطاءٍ متميز بعد أن شهد قطاع صناعة الأزياء ضموراً واضحاً في السنوات الأخيرة لأعتباراتٍ عديدة.
&

&انتقادات:
الجدير بالذكر، هو أن هذا العرض قد واجه بعض الإنتقادات الحادة على مواقع التواصل الإجتماعي خاصةً من الذين اعترضوا عليه لأن تنظيمه جاء في وقتٍ يواجه فيه العراق أعمال العنف يومياً، فيما تخوض القوات العراقية معارك ضارية لاستعادة بعض المناطق من تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأحدثها معارك مدينة تكريت التي لا تبعد عن بغداد سوى نحو 100 كلم، والتي انطلقت في الثاني من مارس(آذار).
&