مع حلول شهر رمضان من كل عام، تتحول مصر إلى وجهة سياحية مميزة لكثيرين ممن يحبون قضاء الشهر الفضيل في أجواء يغلفها كثير من البهجة، روح الود والروحانيات.


إلى جانب ما تتميز به مصر من معالم تجعل منها مقصداً للزوار والسياح من مختلف الجنسيات طوال العام، إلا أنها مع قدوم شهر رمضان، تزداد بريقاً، نظراً لما تتسم به أجواء الصيام في مصر من روحانيات تَعلَق دوماً في أذهان محبي "أرض الكنانة" بعذوبة تلاوة القرآن، التواشيح، صلاة التراويح في أشهر مساجد القاهرة ( الحسين، السيدة نفيسة والسيدة زينب )، موائد الرحمن والسهرات الليلية والخروجات.
ويتوافد الزوار العرب وغير العرب من دول عدة على مصر خلال الشهر الكريم بغية الاستمتاع بتلك الأجواء المميزة التي يرتكز سحرها على طيبة أهلها وكرم ضيافتهم.

من خان الخليلي الى وسط البلد

ويمكن لزائري مصر أن ينعموا بكثير من التجارب التي تضمن لهم أجواء رمضانية رائعة بدءًا من ساعات الصيام، مروراً بوجبة الإفطار ثم صلاة العشاء ومن بعدها التراويح في المسجد وانتهاءً بالخروج في نزهة أو سهرة رمضانية ومن ثم العودة للمنزل. وتتنوع الأماكن التي يمكن زيارتها في مصر خلال الشهر الفضيل، ولعل أبرزها منطقة الحسين التي يوجد فيها مسجد الإمام الحسين وساحته، على مقربة من الجامع الأزهر وحي خان الخليلي الذي يشتهر بالبازارات، المحلات والمطاعم الشعبية.

وعادةً ما تكتظ تلك المنطقة في رمضان بالزوار سواء من المصريين أو من العرب والأجانب نظراً لتحول المنطقة إلى مكان رائع للسهر والاستمتاع بالأجواء الروحانية. والمميز هناك أن الخروجات تكون مناسبة للأفراد والأسر على حد سواء.

وهناك كذلك منطقة وسط البلد وشارع 26 يوليو، وهما منطقتان مناسبتان لمحبي نشاط التسوق والشراء في المساء عقب تناول وجبة الإفطار والانتهاء من صلاة العشاء، حيث تعج المنطقتان بكثير من المحلات والبوتيكات التجارية التي تعرض في الغالب ملابس متنوعة لمختلف أفراد الأسرة.
بدء التسوق للعيد

&وتعد عادة شراء الملابس خلال شهر رمضان من العادات المصرية الأصيلة التي تداوم على ممارستها كثير من الأسر لاقتناء ملابس جديدة لكافة أفراد الأسرة من أجل ارتدائها في أول أيام عيد الفطر الذي يعقب نهاية شهر رمضان مباشرة، حيث جرت العادة منذ سنوات طويلة على أن تقوم الأسر المصرية بشراء ملابس جديدة كي يحضروا بها مناسبة العيد كل عام.
وهناك أيضاً منطقة الكورنيش وكوبري قصر النيل التي تتحول في المساء إلى ملاذ رائع للراغبين في الاستمتاع بجمال القاهرة على ضفاف نهر النيل الساحر. وتظل هناك تجمعات من قبل البعض حتى وقت متأخر من الليل يمتد لما قبل السحور بقليل.

ناهيك عن رواج عمل المقاهي الشعبية في مختلف المناطق، حيث تتحول إلى مقاصد سهر بالنسبة لكثيرين من محبي تمضية الوقت في شرب الشيشة (النرجيلة)، تناول مختلف أنواع المشروبات وتبادل أطراف الحديث مع الأصدقاء والجيران.

وهناك مراكز التسوق الكبرى ( المولات التجارية ) التي يقصدها كثيرون بهدف التسوق والتنزه وتغيير الجو عقب الانتهاء من تناول وجبة الإفطار، حيث تعد تلك المراكز من أهم الأماكن التي تقصدها الأسر لتمضية الوقت بين وجبتي الإفطار والسحور.