تشهد الجراحة التجميلية ازدهارا واسعا في ايامنا هذه، ولكن، لم الاقبال عليها الى هذا الحد؟ وهل يلجأ البعض الى الجراحة التجميلية لكسب معايير جمالية لا يملكها الجسم الطبيعي بحيث يفضل البعض إصلاحه؟&
&
إعداد ميسون أبوالحب: يثير ازدهار الجراحة التجميلية تساؤلات عديدة عن الاسباب والدوافع الكامنة وراء ذلك. وذكرت الجمعية البريطانية لاطباء التجميل ان 10700 عملية تجميل اجريت في عامي 2002- 2003، وارتفع العدد بعد عشر سنوات الى 50 الف عملية.&
&
ولكن هذا العدد لا يمثل غير ثلث عمليات التجميل التي جرت في بريطانيا تقريبا ما يعني ان العدد أكبر بكثير.&
&
ثم علينا ان نعرف ان بريطانيا لا تحتل المرتبة الاولى في هذا السباق بل تسبقها الولايات المتحدة والبرازيل وكوريا الجنوبية.&
&
في الولايات المتحدة وحدها اجريت 10 ملايين عملية تجميل في عام 2015 فيما كشف مسح في كوريا الجنوبية ان 60 بالمائة من النساء في نهاية العشرينات و 40 بالمائة من النساء في بداية العشرينات اجرين عمليات تجميل.&
&
لماذا؟&
&
ربما كان اهم دافع لاسيما بالنسبة للمرأة هو احساسها بضغوط خارجية ثقافية ومجتمعية تطالبها بأن تبدو شابة وجميلة وشعورها بان الآخرين يحكمون عليها اعتمادا على هتين الصفتين، لاسيما في مكان العمل.&
&
هناك ايضا برامج كثيرة تعرض عن جراحات التجميل وهناك المشاهير الذين يظهرون كل يوم بمظهر اجمل وأبهى من اليوم الذي سبقه.&
&
أضف الى ذلك ان ثقافة العصر تمنح الانسان الحق في ان يظهر بالمظهر الذي يريد. ولذا يشعر الناس انهم اسعد واكثر نجاحا إذا ما التزموا بهذه المعايير المجتمعية والثقافية.&
&
ويلاحظ بشكل عام أن 85% من الذين يجرون عمليات تجميل هم من النساء ونقطة انطلاقهن على الاغلب هي الحصول على إعجاب الرجال بهن، ما يعني، وحسب بي بي سي، أنه يجب اعتبار الرجل المسؤول الأول والأخير عن هذا التوجه والتأثير على خيارات المرأة. &
&
اما قضية الحرية الفردية فلها حضورها ايضا في دول عصرية وحديثة ومتطورة وهو ما يدفع الكثيرين الى اتباع مبدأ، دعوني افعل ما أشاء ما دمت لا اؤذي أحدا، فأنا حر (حرة).
&
ولكن.. ماذا سيحدث لو توقف الشكل الطبيعي عن أن يكون طبيعيا ومرفوضا؟
&
عدم رضا
&
لا يتشابه اثنان في العالم في شكل جسميهما وكل منا يملك معالم جسدية مختلفة عن الاخرين ولكن، ما يثير الانتباه هو أن البعض اصبح يشعر بالخجل من جسمه على طبيعته بل يريد ان يملك معايير جمالية معينة كي يشعر بالراحة وبالرضا ولذا يلجأ الى التجميل.
&
ففي عام 2013، أظهر مسح عن منظور الفتيات الى اجسامهن ان ثلثهن من عمر 11 عاما الى 21 عاما لا يشعرن بالرضا عن اجسامهن فيما قال ربعهن أنهن يفكرن في اجراء عمليات تجميل.&
&
من جهة أخرى، اظهرت دراسات ومسوحات ان نسبة الانتحار بين النساء اللواتي يجرين عمليات تكبير للصدر اعلى بمرتين او ثلاث مرات من النساء الأخريات.&
&
ويرى خبراء ان السبب وراء عملية التجميل اولا هو عدم رضا المرأة عن شكلها لاسباب نفسية، ثم ان السبب وراء الانتحار هو احساسها بان العملية لم تحل هذه المشكلة النفسية.
&
في النهاية، يبدو ان المجتمع هو الذي يفرض معاييره على أفراد يبدو لأول وهلة انهم أحرار ومستقلين، وهو الذي يثير لديهم احساسا بعدم الرضا عن اجسامهم ثم يعرض الجراحة التجميلية كحل لهذه المشكلة الثقافية.