من المقرر أن تصدر هيئة التخصيب وعلوم الأجنة البريطانية قرارا "تاريخيا" بشأن تخليق أطفال من ثلاثة أشخاص خلال اجتماع ينعقد الشهر المقبل. ويسعى أطباء إلى تخليق أطفال بالاستعانة بثلاثة أشخاص في مسعى لتفادي حدوث أمراض تؤثر على طاقة الطفل وتؤدي إلى تلف المخ والعضلات وفشل عضلة القلب.

بيد أن الأدلة الجديدة تشير إلى فشل تجربة من ثمانية تجارب حمل. وتستبدل فكرة التلقيح الصناعي من ثلاثة أشخاص الجديدة حزم الطاقة المعيبة في بويضات الأم المعروفة باسم الميتوكوندريا ببويضات سليمة من سيدة متبرعة.

ويحمل الطفل من ثلاثة أشخاص الصفات الوراثية من الآباء، وأيضا بعض الصفات القليلة من السيدة المتبرعة. وكان البرلمان البريطاني قد أجاز الخطوة مثار جدل، كما ولد طفل في المكسيك بالاستعانة بهذه التقنية.

لكن ثمة دعوات لإجراء المزيد من أعمال الفحص العلمي قبل المضي قدما في التجربة في بريطانيا. وقال روبين لوفيل-بادج، أحد الباحثين الذين راجعوا نتائج الدراسة، إن الوقت حان بالفعل لهذه الخطوة.

وأضاف "نحن لا نعلم أكثر من هذا حاليا إلا إذا أجرينا تجربة فعلية." وقال :"لا يوجد ما يبرر عدم المضي قدما حاليا، لكن علينا المضي بحذر في اختيار المرضى نظرا لأن مخاطر الحصول على طفل مشوه عالية للغاية".

ويمكن أن تؤدي هذه الطريقة إلى وجود بعض الجينات المعيبة في الجنين الناتج. وتشير الدراسة التي نشرتها دورية "نيتشر" إلى أن هذه الجينات المعيبة قد توجد في طفل من مجموع ثماني أطفال وقد تسبب حدوث أمراض.

واستطاع علماء من وحدة أوريغون للصحة والعلوم تخليق أجنة من أربع سيدات لديهن أطفال يعانون من مرض ميتوكوندريا وهو خلل في جزء من خلايا مسؤولة عن انتاج الطاقة.

ونمت خلايا هؤلاء الأجنة في المختبر. وقالت باولا أماتو، التي نشرت نتائجها في دورية نيتشر : "بعض الخلايا الجزعية الجنينية تحولت إلى حمض نووي ميتوكندري متحور".

وينصح فريق علمي بإجراء المزيد من الفحص خلال الحمل للتأكد من انجاب طفل سليم صحيا.

وقال لوفيل بادج :"يبدو أنه الأمر لابد أن يثير قلقنا إذا كانت التجارب التي أجريت على خلايا جزعية جنينية تمثل أجنة معاد تخليقها". وأضاف :"هذا هو ما يدعونا إلى التوصية بإجراء فحص قبل الولادة للتأكد مما إذا كان هناك تحولا في الجنين أم لا".

وكان فريقا من نيوكاسل قد أشرف على بحث ريادي في هذا المجال، ومن المحتمل أن يكون أول فريق يصرح له بتخليق أطفال من ثلاثة أشخاص. وقال دوغ تورنبول، من جامعة نيوكاسل : "تبدو هذه الأنباء رائعة، وأتفق مع نتائج التقرير".

وأضاف : "أعتقد أن التقرير يبرز طريقة بالغة الحرص يمكن أن تسير عليها بريطانيا بالاضافة إلى هذه الطريق الجديدة في التلقيح الصناعي، وأتمنى أن توافق هيئة التخصيب وعلوم الأجنة على هذا خلال اجتماعها في ديسمبر/كانون الأول".