إيلاف- سان خوسيه: من الأمراض التي يحاول الانسان اخفاءها خجلا ما يسبب في فداحتها هي البواسير، وقد يتأخر عن الذهاب الى الطبيب الى ان يشهد مع البراز بعض الدم، فيخشى مرضا خطيرا. لكن حسب ما ورد في تقرير صدر في مجلة طبية أميركية لا يصاب الانسان بالبواسير لانها موجودة في جسمه. 

فجهاز الهضم له ميكانيكية دقيقة من أجل تأمين خروج الغازات والبراز عبر عضلتي إغلاق في الشرج وما يشبه وسادة من الأوعية الدموية تسمى البواسير تجلس على الغشاء المخاطي للجزء الاسفل من آخر المصران. وعندما تسّد هذه العضلات حركة المصران فان ذلك يسبب ضغطا على الأوعية فيُدفع بجزء منها الى الخارج. مع ذلك لا يمكن هنا الحديث عن مشكلة مرضية الا عندما يكبر حجم البواسير( الاوعية) أو الجزء الذي برز الى الخارج بشكل ملحوظ.

مرض البواسير نوعين: 
البواسير الداخلية وهي الأوعية المنتفخة بسبب امتلائها بالدم وتكون متراصة على بعضها البعض بشكل يعيق مرور البراز من الشرج وتكبر بشكل قوي الى الداخل وقد يصاحب التبرز دما فاتح اللون، ولا يمكن الا للطبيب الاختصاصي التثبت منها وفحصها.

والبواسير الخارجية تشكّل تجلّط دمويا خشنا في أوردة الجلد الخارجي التي تحيط بالشرج فيصبح لون هذه العجر مائلا الى الأزرق. وتصعب البواسير الخارجية عملية النظافة ما قد يؤدي الى التهابات في محيط الشرج، لكن يمكن للمرء ان يصاب بالاثنين معا.

أسباب مرض البواسير
هناك عدة أسباب للاصابة بالبواسير منها تشوه للنسيج الضامّ منذ الولادة والوزن الزائد والحمل والضغط اثناء الولادة وقلة الحركة والغذاء الذي يحتوي على القليل من المواد البالستية وضعف قاع الحوض وعدم انتظام البراز، اي الاسهال والامساك والتقدم في السن الذي يجعل عملية الهضم صعبة.

ويصاب بتضخم البواسير ايضا سائقو الدراجات النارية والتاكسي ومن يعتمد دائما على السيارة وراكبو الخيل. كما يؤدي الضغط الشديد عند التبرّز في اكثر الاحيان الى انحباس الدم في الاوعية وعرقلة جريانه وبالنتيجة يحدث انزلاق لوسادة الاوعية الدموية الى الاسفل وبروز جزء منها مع الغشاء المخاطي الى خارج الشرج. ومن مشاكل البواسير المعروفة الحك الشديد والحرقة والبلل في الشرج وشعور المريض بان فيه جسما غريبا إضافة الى الألم .

ويوجد ثلاث درجات للبواسير أول درجة زيادة حجم البواسير ويحتاج الطبيب الى لمسها بآلة خاصة يدخلها في الشرج واهم مؤشرات هذه الدرجة خروج القليل من الدم من الشرج له لون أحمر فاتح. وفي الدرجة الثانية تكون الأوعية قد توسعت كثيرا وتكونت عُجر خشنة تخرج عند الضغط اثناء التبرّز لكنها تعود عند الانتهاء مع الشعور بحرقة وحكاك واوجاع في بعض الاحيان.وعلامات الدرجة الثالثة خروج هذه العُجر دون عودتها تلقائيا الى مكانه وبقائها في خارج الشرج مع نزيف والم والشعور بوجود جسم غريب.

وحسب ما ورد في التقرير الطبي باستطاعة من لديه استعداد جسدي للاصابة بالبواسير أو عند ظهور أول عوارضها ان يساعد نفسه عبر عدة طرق من أهمها التغذية.
فمن يتناول أطعمة تحتوي على المواد البالستية لا يحافظ فقط على صحة جيدة بل وينظٌم ايضا عملية الهضم لديه. والمواد البالستية عناصر غذائية متكاملة تسهّل عملية الهضم في الامعاء الغليظة وترفع كمية البراز. عدا عن ذلك تجعل البراز طريا بالامكان التخلص منه بسرعة وسهولة مما يسهل عملية التفريغ . والى جانب تناول البقول والأرز الطبيعي والخضار والفاكهة من المهم جدا شرب ليترين من الماء على الاقل يوميا.

نصائح مهمة

والى جانب الغذاء ينصح التقرير بالذهاب الى المرحاض في أوقات منتظمة وعدم التأجيل والا يفقد البراز السائل الذي فيه عادة فيصبح قاسيا وتصعب عملية إخراجه، ويجب تجنب الجلوس على المرحاض وقتا طويلا وتفادي الضغط والالتزام بالمعايير التي يصفها الطبيب عند اللجوء الى المسهّل.

الاكثار من الحركة وتقليل الجلوس لساعات طويلة، يساعد على نمو تضخم البواسير أو الاصابة بها. ومن أهم أنواع الرياضة ركوب الدراجة نصف ساعة يوميا على الأقل أو المشي والسباحة بشكل منتظم.

ومن المهم جدا المحافظة على نظافة منطقة الشرج وعدم استعمال ورق تواليت الملونة لانها تحتوي عادة على مواد كيماوية تهييج الجلد. والاغتسال بعد كل تبرّز بالماء الفاتر مع التجفيف جيدا وليس الفرك.

وعند ظهور دم في البراز او نزف للشرج وعدم حدوث تحسن بعد اسبوعين يجب الذهاب فورا الى الطبيب لتوضيح المسببات فقد يكون المسبب ورما في الشرج او شرخا فيه أو علامة لوجود خرّاج او انسداد في اوعيته الدموية، ووجود دم في البراز قد يكون مؤشرا لمرض جدي خطير مثل السرطان. 

ولا ينصح التقرير باللجوء فورا الى عملية جراحية للتخلص من البواسير المتصخمة لوجود علاجات عديدة أخرى تجرى عادة في عيادة الطبيب مثل التخلص منها عن طريق الكي أو تبليل الجزء الكبير والبارز خارج الشرج بسائل خاص يؤدي الى ضموره. وللتخفيف من الحكاك ينصح بحمامات جلوس لمدة عشر دقائق فقط حيث يضاف الى الماء كمية من بابونج.