تعتزم شركة فيسبوك تمكين مستخدميها من تفعيل خدمة "فحص السلامة" بأنفسهم في حالة حدوث أخطار بالقرب منهم.

ولايزال تفعيل الخدمة يخضع حتى الآن لقرار فريق العمل في فيسبوك. وتتيح خدمة فحص السلامة إبلاغ الأصدقاء والأسرة بسلامة مستخدم في أعقاب أي كارثة طبيعية أو صراع في منطقته.

ويعتبر زلزال إيطاليا الأخير المرة الخامسة والعشرين هذا العام التي تفعّل فيها فيسبوك هذه الخدمة. وتقول الشركة إن إشعارات السلامة وصلت إلى نحو مليار شخص عام 2016 وحدها. وخلال العامين الماضيين معا (2014 و 2016) فعّلت الشركة الخدمة 11 مرة.

ويلجأ فريق العمل في خدمة فحص السلامة بالشركة إلى ثلاثة معايير تمكنه من تحديد ما إذا كان من الضروري تفعيل الخدمة أم لا وهي: كم عدد المواطنين المتضررين، وحجم التأثير، ومدة الحادث.

وتعتبر الأداة في حد ذاتها مجرد زر بسيط. وقالت كاترين وو، مديرة إنتاج في فيسبوك : "أحيانا يعرف الناس على الأرض أفضل عندما تتعلق هذه الأداة بهم وبأصدقائهم أكثر مننا".

وأضافت : "نستهدف فقط المستخدمين في المدن الكبيرة أو المناطق الأوسع نطاقا، غير أن المستخدمين في المناطق الأصغر يعرفون أي صديق هو أقرب منهم".

وطورت الشركة الأداة في أعقاب تسونامي اليابان عام 2011، وكان مقصورا في البداية على الكوارث الطبيعية فقط. وتغير ذلك بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس العام الماضي.

وخلال تجربة الخدمة في مجتمعات صغيرة في يونيو/حزيران الماضي، جرى تفعيل فحص السلامة في تفجير استهدف بغداد.

وقال بيتر كوتل، مهندس برمجيات في فيسبوك : "على الرغم من أن المنطقة تشهد الكثير من الاضطرابات، كان هذا الحدث غير جدير على نحو كاف".

قالت جانيت روبنسون، وهي تعيش في تركيا، إنها استخدمت الأداة بعد الهجمات الإرهابية التي استهدفت مطار اسطنبول

إسعافات أولية

تقول فيسبوك بوضوح إنها غير قادرة على توفير مساعدات مادية. وقالت وو :"لسنا أول المستجيبين ولسنا في موقع لإنقاذ الناس بالفعل". وأضافت : "يقول بعض الناس ينبغي أن يكون لدينا زر (علامة عدم السلامة) أو زر (ساعدوني) لكن نريد أن نرشد الناس بشأن أرقام الطوارئ المحلية الرسمية".

كانت جانيت روبنسون وزميلها هوجو ماليم يتناولان الشراب معا في لندن عندما حدث هجوم إرهابي على مسرح باتاكلون، في باريس. وقال : "بمجرد سماعي عن الهجوم، أرسلت تحديثا يشير إلى سلامتي وأني في لندن حاليا".

وأضاف : "ولأني لم أدرك أن فيسبوك فعلت خدمة فحص السلامة، فلم أبلغ عن (سلامتي) يوم الجمعة. وتسبب ذلك في حالة ذعر بين بعض الأقارب حتى اتصل بي ابن عمي يوم السبت وتأكد أني بخير".

سيطرة

قالت جانيت روبنسون، وهي تعيش في تركيا، إنها استخدمت الأداة بعد الهجمات الإرهابية التي استهدفت مطار اسطنبول. وأضافت : "من الواضح أن الهجوم على مطار اسطنبول سيطر على الأخبار عالميا، لكن الشئ الذي كان يثير قلقي هو شارع الاستقلال، وهو شارع رئيسي للتسوق. وأقلقني أكثر من غيره لأني كنت أعرف أن أصدقاء لي كانوا في المنطقة على الأرجح".

وقالت : "هل كان يعتبر ذلك حدثا مهما بالنسبة لأداة فحص السلامة؟ أريد أن تكون لي سيطرة على ذلك".

ويتفق ماليم مع وجهة نظرها ويقول : "أعتقد أنه مع حدوث مثل هذه الأحداث على مستوى العالم، سيكون من الأسهل تمكين المستخدمين من إبلاغ أقاربهم وأصدقائهم بأنهم سالمون بدلا من انتظار فيسبوك كي تفعّل التطبيق".