كشف أحد كبار خبراء الأمراض العقلية لدى الهيئة الوطنية للخدمات الصحية في بريطانيا عن أن نسيان تشغيل الفرن لطهي الديك الرومي قد يكوم إشارة مبكرة للإصابة بمرض عقلي.

وقال أليستر بيرنز إن الشعور بالاضطراب أثناء زيارة الغير في منازلهم، ونسيان أسماء الأقارب من الممكن أيضا أن تكون إشارات مبكرة إلى الإصابة بالمرض العقلي، مشددا على أنه من الضروري أن ملاحظة التغيرات في السلوك المعتاد لكبار السن بين أفراد الأسرة.

وغالبا ما يرتفع عدد المكالمات التي تتلقاها جمعية مكافحة مرض ألزهايمر في بريطانيا في يناير/ كانون الثاني من كل عام، إذ تكثر الزيارات العائلية بين الأقارب للاحتفال بأعياد الميلاد المجيد، ما يدفع الكثيرين إلى الاتصال طلبا للمشورة حول كيفية التعامل مع التغيرات التي تطرأ على سلوك كبار السن من أفراد العائلة.

وأضاف بيرنز، مدير عيادات الأمراض العقلية بالهيئة الوطنية للخدمات الصحية في إنجلترا، أن هناك قائمة تتضمن بعض العلامات التي تدل على الإصابة بالأمراض العقلية، والتي تتضمن ما يلي

-فقد التوجه أو الإصابة بالاضطراب عند دخول مكان لأول مرة أو الوجود في بيئة مختلفة عما يتعود عليه الشخص.

-وتتضمن أيضا نسيان أسماء الأشخاص المقربين إلى الحد الذي يشعر فيه الشخص بالحرج.

-نسيان شراء هدية لشخص ما في مناسبة ما.

-نسيان طهي الطعام ووضعه في الفرن دون تشغيله لعشاء عيد الميلاد المجيد، أو طهي مكونات العشاء بالترتيب الخطأ.

ظهور مفاجيء للمرض

يعاني حوالي 85 ألف شخص في بريطانيا من اضطرابات عقلية التي غالبا ما تصيب من هم في أعمار تتجاوز 65 سنة، لكنها قد تصيب من هم أصغر سنا.

وتشير الإحصائيات إلى أن واحد من كل ثلاثة يمكنه رعاية مريض بالاضطرابات العقلية في مرحلة ما من عمر المريض.

وقال برينز إن "الإصابة بالاضطرابات العقلية تحدث ببطء وتتطور بمرور الوقت، إذ من الممكن أن تتفاقم الإصابة بشكل مفاجيء لتظهر أعراضها على أشخاص نراهم دوما دون أن نلاحظ شيئا منها."

وأضاف: "لهذا تعتبر زيارات أعياد الميلاد التي يلتقي فيها عدد أكبر من أفراد العائلة والأصدقاء فرصة للتعرف على الإشارات التحذيرية (للمرض العقلي)."

وأكد أن الأمر يستغرق بعض الوقت حتى يمكنه اكتشاف ما إذا كان شخص من المحيطين به يحتاج إلى مساعدة، مرجحا أن زيارة الأقارب والأصدقاء والجيران من الممكن أن تشكل فارقا كبيرا مع مشكلات الصحة العقلية، خاصة لدى من يعانون الوحدة.

سيدة مسنة
Getty Images
نصح خبراء في الاضطرابات العقلية بممارسة الأنشطة اليومية التي تنطوي على حركة من مكان لآخر لتفادي هذا النوع من الاضطرابات

عيد ميلاد مريع

قالت المذيعة فيونا فيليبس، التي يعاني والداها من إشارات مبكرة للإصابة بالاضطرابات العقلية، لبي بي سي إن أعياد الميلاد تعتبر "علامة على الطريق" للكشف عن أعراض الأمراض العقلية.

وأضافت: "اعتدت على قضاء أعياد الميلاد مع والدي، لكن ذات مرة أصابني الذهول عندما لم أجد شجرة عيد الميلاد في المنزل، وكانا يشعران بضغوط حادة."

وأشارت فيليبس، سفيرة جمعية مكافحة مرض ألزهايمر، إن الأعراض المبكرة للاضطرابات العقلية ظهرت على والدتها في العقد السادس من عمرها.

ولاحظت أيضا أعراض الاضطرابات العقلية عندما اشترى لها والديها دمية من القماش، واشتريا لشقيقها قميصا مزركش برسومات يرتديه الأطفال. ووصفت ما حدث في هذا اليوم بأنه كان "مشهدا مريعا" وبدأت في إدارك أن خطب سيء ما يلم بوالديها.

وقال إريك أولدريدج، من جمعية مكافحة مرض ألزهايمر: "قد يكون من الصعب مناقشة هذه المخاوف مع المقربين منا. ولا توجد طريقة صحيحة وأخرى خطأ للتعامل مع هذه المشكلات."

وقدم بعض النصائح للوقاية من الاضطرابات العقلية، قائلا: "مارس ألعاب الفيديو بدلا من مشاهدة التلفاز لساعة إضافية، استيقظ من نومك واصطحب كلبك في جولة، أو استمتع بصحبة الأسرة بدلا من الاسترخاء على المقعد لساعة."