أشرف أبوجلالة: بما يتوافق مع سعي العلماء لكشف الغموض الذي يحيط بالطريقة التي يُصَاب بها جسم الإنسان بمختلف الأمراض بدءًا من السرطان وانتهاءً بأمراض القلب، قامت شركة Verily Life Sciences - التي تشترك في شركة أم مع العملاق غوغل – بإطلاق دراسة طويلة الأمد تنطوي على 10 آلاف أميركي لتعقب وفحص الدم، اللعاب، الدموع، الجينات، الميكروبات والبيئة المادية فضلاً عن تحركاتهم وأنماط نومهم.

ورغم إطلاق دراسات كبرى أخرى خلال السنوات الأخيرة، إلا أن تلك الدراسة البحثية التي أطلقتها الشركة ستتعمق بشكل أكبر وستكون من أوائل المشاريع التي ستستعين بأجهزة استشعار يمكن ارتداؤها لتتبع المتطوعين باستمرار في الوقت الحقيقي. 

ونقلت في هذا السياق صحيفة "يو إس إيه توداي" الأميركية عن سام غامبهير، وهو باحث رئيسي في الدراسة، قوله إن أجهزة التتبع التي يتم ارتداؤها في معصم اليد، مثل ساعة أبل ووتش وسوار فيت بيت الخاص باللياقة البدنية، ستسمح للباحثين برؤية ما هو أكثر من مجرد لمحة عن الناس في الوقت المناسب. 

وسيرتدي المشاركون في تلك الدراسة أساور المعصم خلال النهار، وسيتم وضع أجهزة استشعار خاصة بالنوم أسفل مفارش أسِرَّتهم لتتبع وتقفي أثر تحركاتهم خلال الليل.

وسيُطلَب من المتطوعين أن يكملوا الدراسة التي وافقت شركة Verily على تمويلها طوال فترة 4 أعوام، فيما يأمل الباحثون في جامعتي ديوك وستانفورد بأن يواصل المتطوعون المشاركة على مدار عقود.

وقال غامبهير إن البيانات التي يتم تجميعها مع مرور الوقت ستكون أكثر فائدة لمراقبة الأمراض أثناء تطورها ونموها، كما أنها ستعزز الدراسة، وستقود في الأخير إلى نتائج أكثر إفادة للإنسان.

ولن تكشف شركة Verily من جانبها عن كلفة الدراسة أو أي خطط أخرى لتطوير منتجات من ورائها.

ورأت الصحيفة أن من أكبر التحديات التي ينطوي عليها ذلك المشروع هي الطريقة التي يمكن من خلالها إدارة البيانات التي تم جمعها وتطوير خوارزميات لتحليلها.

وقال روبرت كاليف، الذي ساعد في التحضير لمشروع شركة Verily قبل أن يعمل لثلاث سنوات باعتباره مفوضًا لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، إنه مذهول من مقدار التحسن الذي طرأ على تقنيات المراقبة خلال تلك الفترة. 

وشدّد كاليف على ضرورة أن تنطوي مثل هذه الدراسات الكبرى على متطوعين في عملية التطوير، وأن تعكس الجمهور الأميركي من حيث الاقتصاد الاجتماعي، الجنس والعرق، وهو ما يجب أن يؤخذ في الاعتبار بكل عناية.

وبدوره، أكد أيضاً ادوارد بينز، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة emeritus التابعة لمعهد دانا فاربر لبحوث السرطان في بوسطن، أن مراقبة المتطوعين باستمرار ستوفر كميات هائلة من البيانات التي يمكن إدارتها وستقدم رؤى جديدة عن الأمراض.

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرّف نقلاً عن "يو إس إيه توداي". الرابط الأصلي هنا:

https://www.usatoday.com/story/news/2017/04/19/new-study-use-wrist-band-sensors-look-long-term-causes-disease/100632912/