تعد رقصة التانغو الوحيدة في أميركا اللاتينية التي تنافس التانغو الأرجنتينة المشهورة عالميا هي التانغو في الاوروغواي.


نهى أحمد من سان خوسيه: تتميز رقصة التانغو في الاوروغواي بموسيقاها التي لا تعزف الا في بلادها وهي موسيقى الكومبارسيتا. فموسيقى هذه الرقصة الشعبية الرفيعة المستوى والتي أصبحت معروفة عالميا وضعها بالصدفة جيراردو ماتوس رودريغز العازف الشاب الاوروغوي والطالب في المعهد الموسيقى بالعاصمة مونتيفيديو عام 1916 دون الاكتراث بها.
في عام 1917 اخذها روبرتو فيربو ملحن موسيقى التانغو ووضع ترتيبا جديدا لها من اجل تانغو نقي كما قال، لكن أول حفل له لم يعرض في مسرح بل في مقهى لا جيرالدا في العاصمة ومن هناك انطلقت شهرته.

مع ان الشهرة كان يجب أن تكون للطالب الشاب جيراردو رودريغز الذي أخذ عام 1918 بدل أتعابه 50 بيزيتا وراهن بها في سباق الخيل وخسر، وتوفي عام 1948 دون إعطاء أهمية لعمله الى ان قرر البرلمان عام 1998 اعتماد المقطوعة كنشيد وطني لتكون اول دولة في العالم تعتمد موسيقى رقصة التانغو لتكون نشيدها الوطني.

ومع الترتيبات التي أضافها روبرتو فيربو أصبحت رقصة التانغو الأوروغويه مميزة عن غيرها، فهي اكثر صعوبة وعلى من يؤدي الرقصة ان يكون لديه أدنى حد من المعرفة بالسلم الموسيقي، فكل مقطوعة لها حركاتها الراقصة وهذا ما يميزها عن تانغو بلدان أميركا الجنوبية. يضاف الى ذلك صعوبة الحركات الراقصة فيها التي تتطلب قدرة جسدية عالية ومرونة فائقة. ويقول سكان الاوروغواي انها ترمز الى المساواة بين الجنسين وتعتبر رصيدا ثقافيا هاما لهم. ومن يريد إتقانها عليه تعلمها في الصغر لما فيها من حركات تعبيرية صعبة مع وجوب توفر القدرة الجسدية لدى من يريد ان يؤديها. 

واحتفلت الاوروغواي في الـ 16 من الشهر الجاري بمرور مائة عام على ظهور الكومبارسيتا ورقصة التانغو. وحضر الحفل كبار المسؤولين من بينهم رئيس الجمهورية كما أقيمت عشرات الحفلات الموسيقية وبالطبع مسابقات لمن يتقن التانغو على أنغام الكومبارسيتا ضمت مشاركين من كل أنحاء العالم ومحبي هذه الرقصة.

وسبق في مطلع شهر فبراير أن كرم الموسيقار وملحن الكومباريستا جيراردو رودريغز بإقامة معرض تضمن الكثير من مؤلفاته الموسيقية وبعض الوثائق الخاصة به وصور نادرة له وأصدرت الحكومة طابعا بريديا تكريما لأعماله.