نهى أحمد من سان خوسيه: يشعر المتجول ان في شوارع اورانخيستاد عاصمة جزيرة آروبا أو في أزقة مدنها الصغيرة الأخرى وكانه في تجمع بشري من كل أقطارالعالم. 

ففي تلك الجزيرة تجتمع جنسيات كثيرة من أنحاء العالم خاصة الهولندية والاسبانية والشرقية و الصينية والهندية والسبب في ذلك نزول شعوب كثيرة على ساحلها على مدى آلاف السنين إما للتجارة او السكن او لاستعمارها وذلك بسبب موقعها الجغرافي المميز. 

فهي تقع عند نقطة استراتيجية في أميركا الجنوبية ولا تبعد سوى 25 كلم عن فنزويلا. هذه الجزيرة الصغيرة الواقعة في بحر الكاريبي والتي لا يزيد عدد سكانها عن الـ 113 الف نسمة تحولت قبل عقود قليلة الى نقطة التقاط السياح الباحثين في كل وقت من اوقات السنة عن مكان للاستجمام ، فمناخها المعتدل جعلها مختلفة عن بقية المناطق الأخرى في الكاريبي لذا يتجاوز عدد السياح الـ 900 الف سنويا ينتقلون ويتجولون بين سكانها على مساحة لا تتعدى الـ 180 كلم مربع. 

جزيرة آمنة طبيعيا 
ويسمع الزائر دائما العبارة التالية باللغة المحلية المسماة بابيامنتو " تاي باي هاسي سولو" اي " ان الطقس مشمسا" فهذا ينعكس كما يعتقد سكانها على نفسيتهم حتى ولو كانوا في ضيق. وما يشعرهم بالامان اكثر ان جزيرتهم ليست كغيرها من جزر الكاريبي تقع خارج حزام الأعاصير كما وانها غير معرضة لمخاطر العواصف الاستوائية.

هذه الظروف المناخية تجذب مئات الآلاف للقدوم من اجل الاستجمام والتمتع بالطبيعة الجميلة والاستلقاء على شاطئها الذي يبلغ طوله 30 كلم وعرضه 9 كلم تكسوه رمال بيضاء. فشاطئ آروبا يوفر ممارسة كل أنواع الرياضة البحرية بسبب مياها الهادئة دائما، ومن يريد الاستلقاء والتمتع بالشمس فهذا متوفر لكثرة الشواطئ منها بالم بيتش المشهور وطوله 3 كلم يقع بالقرب منه سلسلة من المطاعم والمحلات التي توفر لوازم الرياضة البحرية. كما يعتبر ايغل بيتش واحدا ن أجمل الشواطئ في العالم. وللرياضة البرية ايضا أماكنها منها ركوب الخيل في اسطبلات خاصة أو ممارسة رياضة الغولف.

محمية سانتا كروس
والأماكن الطبيعية التي لا بد من زيارتها هي تجمع للفراشات من كل الأنواع والألوان في الحديقة الاستوائية بالقرب من بالم بيتش وما أجمل المنظر حين تحوم عشرات الفراشات من دون خوف حول الزوار، وليس بعيدا عن الحديقة هناك محمية في منطقة سانتا كروس يعيش فيها مائة حمار يمكن للزائر إطعامها من دون وجل او الاكتفاء بالتجول بين المزروعات مختلف من الخضروات والأزهار ، وفي كل مكان توجد اشجار الصبار او شجرة تسمى ديفي ديفي وتحولت مع الزمن الى جزء لا يتجزأ من طبيعة هذه الجزيرة الكاريبية.
وللتمتع بجمال الطيور يمكن زيارة منطقة دوبالي وهي ليست ببعيدة عن العاصمة من أجل مراقبة الطيور الآتية من كل أنحاء العالم.

وتعد فترة أواخر الخريف من أجمل أوقات السنة حيث تنضم الطيور الآتية من الجنوب مع الطيور المحلية للتزاوج أو بناء الأعشاش. وما أكثر المهرجانات الفنية والثقافية في آروبا مثل مهرجان الكاريبي ويقام مساء كل يوم خميس حيث يعيش شارع سان نيكولا ليلة تصدح فيها الموسيقى حتى الصباح وتعرض خلالها انواع مختلفة من الرقصات اضافة الى المأكولات الشهية الوطنية وهي فرصة أيضا للسائح لشراء بعض الاعمال الفنية اليدوية كتذكار لرحلة الى آروبا، كما يمكنه ايضا إصدار طابع بريدي خاص به يحمل صورته الرقمية، أو التزود بصندوق صغير يحمل عبارة " صنع في آروبا" فيه سيجار من التبغ المحلي هو مزيج من المذاق الكوبي والدومنيكاني.