توصل علماء إلى أن حيوان الديپروتودون المنقرض في أستراليا كان سيقوم برحلات سنوية طويلة في جميع أنحاء القارة بحثا عن الطعام، على غرار الهجرة الكبيرة للحيوانات البرية في أفريقيا.

وترك هذا الحيوان، وهو نوع من حيوانات الومبت العملاقة، قرائن كيماوية في أسنانه توضح كيف كان سلوكه. وتشير الأبحاث التي تقودها جامعة كوينزلاند إلى أن هذا الحيوان كان سيقوم برحلات منتظمة ذهابا وإيابا تصل إلى 200 كيلو متر.

يقول غيلبرت برايس، دكتور مشارك في البحث: "يعود الأمر إلى المثل القديم الذي يقول (أنت انعكاس لما تأكله)، وذلك لأن المواد الكيميائية الموجودة في الطعام الذي يستهلكه هذا الحيوان أصبحت جزءا من أسنانه. لكن من الصحيح أيضا أن نقول "أنت انعكاس للبيئة التي تأكل منها"، خاصة إذا كنت من آكلي النباتات، لأن الكيمياء الجيولوجية للتربة التي تنمو بها النباتات تصبح ثابتة في أسنان الحيوانات أكلة العشب."

وقد اختفى الحيوان الذي ينتمي لفصيلة الجرابيات، والذي يبلغ طوله نحو 1.8 متر، قبل أكثر من 40 ألف سنة، ربما بسبب الصيد الجائر وتغير المناخ. وقال برايس إنه لا يوجد حيوان من فصيلة الجرابيات في الوقت الحالي يقوم بهجرة سنوية.

ويقوم أكثر من مليون حيوان من الحيوانات البرية والحمار الوحشي والظباء بجولة سنوية ذهابا وإيابا من خلال النظام البيئي "سيرنجيتي ماساي مارا" الذي يمتد عبر كينيا وتنزانيا للاستفادة من أفضل مناطق التغذية.

وقال برايس إن هذا الاكتشاف بشأن الحيوانات المنقرضة يمكن أن يكون مفيدا في دراسة الحيوانات المهاجرة الأخرى.

Getty Images
تقوم الحيوانات البرية في أفريقيا بهجرات طبيعة كبيرة

وتساءل: "ما هي الآثار المترتبة على خسارة حيوان مهاجر كبير مثل حمار وحشي أو حيوان عشبي؟"

وقال: "كان حيوان الديپروتودون أيضا من الحيوانات الكبيرة آكلة العشب التي كانت قادرة على التهام شخص من منزله." وأضاف: "كيف يؤثر أخذ حيوان مثل هذا خارج النظام البيئي على الغطاء النباتي وأعداد الحيوانات الأخرى؟"

وأشار برايس إلى أن "حيوان الديپروتودون كان من المفترض أن يكون مصدرا للغذاء نفسه، وسيكون لغيابه آثار بعيدة المدى." ونشرت دراسة الأسنان في دورية "الجمعية الملكية بروسيدينغس بي".