تتحدث آني وو القائد العالمي للتنوع والشمولية لدى علامة "إتش أند إم" العالمية حول أهمية الشمولية والتنوع الذي تميزت بها العلامة على مر السنوات، ولايزال القيمون على إدارة الشركة يعملون بجد لمواكبة الموضة والحداثة دون المس بكرامة أي عرق من الأعراق حول العالم متطرقة الى مسألة سترة الأطفال التي حملت عبارة "أجمل قرد في الغابة" والتي أثارت ضجة عالمية أجبرت الشركة على سحبها والاعتذار.

س : آني، حدثينا لو سمحتي عن منصبك الجديد ..
ج : أتولي حاليا منصب القائد العالمي للتنوع والشمولية. وستتركز مهمتي على المساعدة في توعية الناس بموضوع التنوع والشمولية، ويجب علينا أن نتأكد من إحداث التغييرات بالداخل لكي نظل في الطليعة. وينطوي الأمر على ضرورة النظر لكل العمليات والسياسات المعمول بها لدينا والعمل على تحديث ما يلزم منها وقت الضرورة. 
لكن الشيء الأكثر أهمية هو أن الأمر مرتبط أيضاً بالثقافة والناس. ونحن نمتلك قوة عمل متنوعة للغاية ودائماً ما ننظر لأنفسنا على أننا متفوقون في ذلك المجال، وأتصور أننا كلنا هنا في إتش آند إم نشعر وكأننا نعمل في شركة منوعة وشاملة. لكن من الجيد بين الحين والآخر أن نتوقف ونراجع كل شيء وهذا هو ما نفعله. ونحن نريد أن نتحدى أنفسنا لنقدم أفضل ما لدينا، لذا تتركز مهام منصبي الجديد على العمل كمحفز وكمسهل بغية اجتياز كل العقبات التي تحول دون بلوغنا الهدف الذي نريده.

س : هل هذا مجرد رد فعل على النقد الذي تعرضت له إتش آند إم ؟
ج : نعم، هذا صحيح بشكل جزئي، لأن الرئيس التنفيذي للمجموعة تقدم بتعهد فوري في وقتها من أجل معالجة تلك المسألة برمتها بعد الخطأ الفظيع الذي وقعنا فيه بشأن سترات الأطفال. لكني أعتقد أن ذلك الخطأ كان سيقع على أية حال، وكل ما في الأمر أن تلك الأحداث التي وقعت مؤخراً هي التي ساعدت على تسريع وتيرة تفكيرنا.

س : ما الذي فعلتيه وتعلمتيه حتى الآن ؟
ج : جمَّعنا فريقا في مكتبنا الرئيسي، يتألف من أشخاص يعملون بأقسام مختلفة، وركزنا على تعزيز الطريقة التي نضمن بها التنوع والشمولية في أماكن العمل الخاصة بنا وفي العمليات التي نقوم بها كذلك، مع استعانتنا باستشاري من الخارج نعمل معه بالفعل ويعتبر من الخبراء في هذا المجال. كما بدأنا في القيام بورش عمل مع مجموعات مختارة ذات صلة للبدء في وضع إطار عمل لكيفية مواصلة رفع الوعي بشأن التنوع والشمولية بين فرق العمل الخاصة بنا وكيف يمكننا تحديث الفرص في عملياتنا بشكل أفضل وإيجاد الحلول لكل ذلك. كما استعنا بمجموعة داخلية كي تكون بمثابة المرجعية بالنسبة لنا، وهي مجموعة تتألف من أناس من كل مكان في العالم، وسيساعدوننا بآرائهم القيِّمَة بشأن خططنا والخطوات التي نقوم بها، وهو ما سيضمن لنا أننا نتعامل مع الأمور الصحيحة التي ستساعدنا جميعاً على التفكير والعمل ونحن نضع نصب أعيننا التنوع والشمولية. كما حصلنا على بعض الزخم الأولي الداخلي. وأكبر درس تعلمته هو مدى التزام الجميع في إتش آند إم بتلك العقلية. وهناك إيماناً حقيقياً داخل إتش آند إم بأن الشركة متنوعة، عادلة ومساوية. ولدى الجميع رغبة في ضمان أن ذلك أيضاً هو ما يراه ويؤمن به العالم الخارجي – ليس من خلال الاتصالات وإنما لأن تلك هي الحقيقة. فالناس يعتنون بإتش آند إم بشكل فعلي ويتعاملون بشكل شخصي للغاية فيما يتعلق بتلقينا مثل هذا النقد السلبي. 

س : كيف وقع خطأ سترات الأطفال ؟ ( علما بأن الدار اعتذرت عن اعلان تم نشره على الانترنت لصبي أسود يستعرض بلوزة مكتوب عليها "أروع قرد في الغابة" )
ج : تأثير وتداعيات هذا الخطأ كانت كبيرة وخطيرة واضطررنا لتقديم خالص اعتذارنا وقتها. وكان بمقدورنا جميعا أن ندرك أن الخطأ كان خطأ حقيقيا بالفعل، ولو كنا أمناء مع أنفسنا، لكنا أدركنا أننا وصلنا لهذا الخطأ بعد وقوعنا في سلسلة أخطاء أو هفوات. ولو كنا أمناء، فيجب أن نعترف أن هناك قدرا من الحقيقة في فكرة أننا كنا شديدي التمركز وأننا كنا بحاجة لتحدي أنفسنا بطريقة منفتحة وبناءة بالفعل.

س : وماذا بعد ذلك ؟ ماذا يمكننا توقع سماعه ومشاهدته منك ؟
ج : بات فريقنا الداخلي مستعداً لبدء العمل، لذا فإن مهمتنا الكبيرة التالية هي المضي قدماً والاستماع والإنصات للعملاء، الخبراء وأصحاب المصلحة الخارجيين – وكذلك أي شخص صاحب رأي بمقدوره أن يساعدنا على تشكيل طريقة تفكيرنا وإرشادنا في طريقنا. وأنا أقضي وقتي في كل مكان، لكني أتواجد بشكل محدد في جنوب إفريقيا والولايات المتحدة، لأقابل ناس وأستمع لهم وأتعلم منهم. وبعض ممن أقابلهم يكنون لنا بعض الانتقادات والبعض الآخر يدعمنا. لذا ستتركز مهمتي على تحسين سبل التواصل مع هؤلاء وإبقاء باب الحوار مفتوحاً بيننا. كما أننا سنعمل بالطبع من أجل تحسين آليات العمل الخاصة بنا والتصرف بناءً على ما نتعلمه.

س: وهل شغلك هذا المنصب كافياً لإدراك تلك الغاية ؟
ج : المنصب مجرد جزء صغير من التزامنا. ودوري هو أن أبدأ في تفعيل ذلك الموضوع لصالح دار إتش آند إم بدلاً من "حراسته". وسوف يظهر التأثير الإجمالي من خلال كل زملائنا الرائعين والتزامهم، وليس أنا وحدي فقط، ففريق العمل واحد من أقوى القيم التي تشتهر بها إتش آند إم ونسعى لأن نظهر للعالم من نكون.

س : ما هو طموحك على المدى البعيد ؟
ج : حسنا، من الضروري أن نقول إننا نعرف أن الأمر لا يقتصر فحسب على زيادة الوعي وأن الاكتفاء بتقديم "برنامج" ليس كافياً. فالتنوع والشمولية عبارة عن أمور معقدة ودائمة التغيير كما أنها تعني أشياء مختلفة لأناس مختلفة حول العالم. وما نريده هو خلق ثقافة تتسم بالتنوع والشمولية على الدوام مع مرور الوقت، وهي الثقافة التي تكون دوماً في طليعة تفكيرنا وسلوكنا وتكون حاضرة دوماً في كل تصرف وخيار نقوم به. وهدفنا هو أن نكون وأن نُشَاهَد من منظور أننا رواد في تمثيل التنوع والشمولية بكافة معانيهما ومظاهرهما في كل مكان نعمل به، ولا يجب أن يشكك أحد في حقيقة أننا نحاول بذل كل ما في وسعنا كي نقدم أفضل ما لدينا.