القاهرة: في دراسة هي الأولى من نوعها، اكتشف باحثون أن الجزء المسؤول في الدماغ عن التعلم والذاكرة لدى الأشخاص في منتصف العمر وكبار السن هو الجزء الأكثر امتلاء من حيث الحجم لدى أولئك الذين يقضون معظم أوقاتهم في وضعية الوقوف أو الحركة.

واكتشف الباحثون في نفس الوقت أيضا أن الجلوس لفترات طويلة جدا، أو الانخراط في سلوكيات أخرى تنطوي على كثرة الجلوس وقلة النشاط، هي أمور من شأنها أن تعمل على ترقق هذا الجزء الموجود بالدماغ المسؤول عن التعلم والذاكرة.

ونوه الباحثون إلى ضرورة التعامل بكل أهمية مع تلك النتائج المقلقة لاسيما الكشف عن أن كثرة الجلوس يؤدي لإضعاف هذا الجزء الهام بالدماغ الذي يطلق عليه "الفص الصدغي الوسيط"، الذي اتضح أن له دور مهم للغاية في تكوين الذكريات.

وأوضح الباحثون أن تلك المنطقة تشهد قدرا من فقدان الحجم مع تقدمنا في السن بصورة طبيعية، ما يؤدي لضعف الذاكرة العرضية المسؤولة عن استحضار أحداث الماضي.

وأضاف الباحثون أن هذا الانكماش الذي يطال الدماغ ومراكز الذاكرة الخاصة به باتت واضحة بشكل خاص في حالات الاصابة بالخرف، وثبت أيضا أن ترقق القشرة قد يساهم في حدوث ذلك. وحتى قبل أن يبدأ مرض الزهايمر في التهام الذكريات، فإن الحالة تبدأ في تغيير كثافة وحجم منطقة الحصين والقشرة المخية الأنفية الداخلية، وهي مناطق مسؤولة عن تكوين الذكريات وتقع في قلب الفص الصدغي الوسيط.

وتوصل باحثون من معهد سيميل التابع لجامعة كاليفورنيا ومركز علم الأعصاب الإدراكي التابع للجامعة لتلك النتائج من خلال اختبارات ومقابلات أجروها مع 35 شخصا أصحاء من الناحية الإدراكية وتتراوح أعمارهم ما بين 45 و75 عاما واستفسروا منهم عن أنماط أنشطتهم البدنية ومسحوا أدمغتهم بواسطة الرنين المغناطيسي.

هذا ولم تكتشف الدراسة أي علاقة بين عادات ممارسة الرياضة وبين سماكة الفص الصدغي الوسيط أو هياكله المكونة، وهي النتيجة التي فاجأت الباحثين خاصة وأن دراسات أخرى وجدت أن هناك علاقة بين ممارسة الرياضة وبين زيادة حجم الدماغ بشكل عام وكذلك تحسن الأداء الإدراكي. ولهذا شدد الباحثون في تلك الدراسة الأخيرة على ضرورة تكرار دراستهم لكن على عينات أكبر وإيجاد طرق أفضل لقياس أنماط السلوكيات التي ترتبط بكثرة الجلوس والميل لقلة الحركة والنشاط.

ومع هذا، فقد نبهوا لضرورة معرفة أن الجلوس لفترات طويلة هو العامل الذي قد يضر بقدرات الذاكرة وليس النشاط البدني، لذا فإنه يتعين على الأشخاص المهتمين بنشاطهم البدني أن يدركوا تلك الحقيقة ويعرفوا أن كثرة الجلوس أمر مضر بأدمغتهم.

 

 

 

 

أعدت "إيلاف" المادة نقلا عن صحيفة "لوس أنغلوس تايمز" الأميركية، الرابط الأصلي

http://www.latimes.com/science/sciencenow/la-sci-sn-sitting-brain-memory-20180413-story.html