محمد الحميد من الرياض: عندما وقف بول بورتز عام 2007 في برنامج بريطانيا تملك موهبة، بوجه خائف، شاكياً من ثقته لنفسه، وقبل أن تبدأ الموسيقى لم يكن سوى الضحك متملكاً الحضور، حتى أطفئ صوته الأوبرالي كل شك. هذه المرة يبدو أن البريطانيين نسوا ذاك الأداء، حين دخلت سوزان بويل المسرح، المرأة ذات السبعة والأربعين عاماً. استقبلتها وجوه ساخرة، لا سيما وأن الاسكتلندية البسيطة عرضت أمنيتها لتكون محترفة غناء. بويل التي وقفت تنتظر الموسيقى تبدأ، في مساحة ثواني معدودة، والكل مرتبك بمستقبل ما يسمع، أوقفت بويل الجميع على أقدامهم فاقدي القدرة على توقف الصراخ. بصوت له مساحة نور، غنت بويل أغنية quot;حلمت حلماً I Dreamed a Dreamquot;. وسط شك عام بوجود ما يسمى بالنجم المخلوق من صدفة، تحولت المرأة التي نسيت كلمة quot;قرىquot; حين سألها سايمون عن طبيعة قريتها، أصبحت نجماً تعدى البريطانيين إلى حالة عالمية. في صفحتها في موقع تويتر، عبرت الممثلة الأمريكية ديمي مور من أن أداء بويل أحالها إلى البكاء. لتتخطى المرأة الخجولة مرحلة الظل الحياتي نحو مصير آخر لم تحسبه ولا تعرف أين يذهب. خلال مقابلات تلفيزيونية مختلفة المصادر من بريطانيا إلى أمريكا، غلبت عبارات الإكبار من قبل الآخرين على كلمات بويل المقتضبة والمتواضعة، نائمة ملئ عينيها وتاركة الناس ساهرين ومختصمين عليها. تحكي مُحَكِّمة البرنامج أنها لم تصدق كون بويل استطاعت إشعال نار الحماس في البرنامج من الأسبوع الأول للبرنامج، وكأنها فازت رضى الشعب من الآن.
زيادة على هذا، جمع التلفزيون الأمريكي بويل مع باتي لوبون، مغنية البرودواي العظيمة والتي غنت أغنية quot;حلمت حلماًquot; أول مرة عام 1985. عبرت لوبون أنهى بكت حينما شاهدت غناء بويل وأشادت بموهبتها. كل هذا يعود إلى بركة الإنترنت حيث شاهد ذاك المقطع أكثر من 12 مليون مشاهد في ظرف أيام. بويل هي انتصار كل بسطاء العالم، الأمل الصغير الموضوع في أمنية أوائل الأعوام تحت الوسائد أو في الزجاجات الملقاة في البحر. العالم يتخفف من بشاعته بالظلال التي تهبط من سوزان بويل، بول بورتز، جيمس سامبسون، وآخرين تخطوا ضيق الهامش إلى سعة الضوء.
رابط اليوتيوب:
http://www.youtube.com/watch?v=RxPZh4AnWyk