رضا فخار من نيويورك:عاشت مدينة نيويورك الأمريكية طيلة تسعة أيام على إيقاعات الفنون الإسلامية، من خلال مهرجان ً أصوات مسلمة ً الذي بصم دورته الأولى هذه السنة ما بين الخامس والرابع عشر من يونيو 2009، بحضور أكثر من 100 فنان يمثلون مختلف أنحاء العالم، وذلك للاحتفاء بفنون وأفكار العالم الإسلامي بتنوعه الفني الكبير الذي يتجاوز اللغة والثقافة والسياسة .
لقد جاء برنامج المهرجان حافلا متنوعا وغنيا... أفلام وموسيقى، رقص ومعارض، محاضرات وطاولات مستديرة، حيث تحول حي بروكلين إلى فضاء لتقديم الفن الإسلامي في صوره المتعددة، الأصيل كالموسيقى الصوفية والمعاصرة كالهيب هوب العربي ...، حيث يمكن الإشارة أنه من ضمن العروض المقدمة التي لقيت إقبالا جماهيريا كبيرا نذكر سهرة الفنان السينيغالي يوسوندور وفيلم ريتشارد الثالث من الكويت وحفل عيساوة من المغرب ثم العرض المشترك بين المجموعة الباكستانية كوالي وكوسبيل كرياتيف لكريك آدم، وحول هذا التنوع في العروض وفي التجارب الفنية صرح لإيلاف المسؤول عن الإنتاج في أكاديمية بروكلين للموسيقى منظمة هذا المهرجان السيد جوزيف مليلو هذا التنوع : هو أولا للاكتشاف وثانيا لأجل الفن وثالثا لفهم إيجابي للإسلام... وأن قوة هذا المهرجان تكمن في كونه يفسح المجال لكل واحد منا لفهم شيء ما عن العالم الإسلامي ...
لقد اختارت الجهات المنظمة لهذا المهرجان أن تركز على تقديم الوجوه المختلفة والثقافات المختلفة للعالم الإسلامي أو للمسلمين عبر العالم، خصوصا في هذه الفترة التي تعرف عدم تفاهم متبادل تراكم نتيجة تأزم العلاقات السياسية ... هي إمكانية أخرى تتاح حيث تتحول الفنون والأفكار إلى مساحة ممكنة لتواصل جديد. هذا ما اشتغلت عليه أكاديمية بروكلين للموسيقى المعروفة عالميا باسم ًبام ً والتي لم تتوقف عن منح الجديد منذ نهاية القرن التاسع عشر. واكب هذا المهرجان اهتمام كبير من طرف الصحافة الأمريكية التي أكدت على أن مدينة نيويورك لم تعرف من قبل مهرجانا من هذا القبيل، قد يفتح صفحة جديدة لتعرف على ما يزخر به العالم الإسلامي من تنوع غني خصوصا في جانبه الفني والجمالي. هذا وقد عرف المهرجان الذي واكبته إيلاف إقبالا جماهيريا كبيرا حيث استقطب ساكنة المدينة وسياحها من مختلف الثقافات والديانات، وعبر الفنون والأفكار تحول المهرجان إلى محطة للإحتفاء بالمسلمين وبالثقافة الإسلامية على وجه العموم .