ما أن اعتلت المغنية الشابة مايلي سايروس مسرح جوائز quot;أم تي فيquot; الموسيقية لتقدم عرضًا ثنائيًا مع المغني روبن ثيك لأغنية quot;بلرد لاينزquot;، حتى اشتعل الجدل حول جنسنة موسيقى البوب، ومدى ارتباط التعري والإيحاءات الجنسية بهذا الفن.

حق أم استغلال؟
هل يحق لمايلي سايروس أن تتراقص شبه عارية وأن تقوم بإيحاءات جنسية أمام الملايين؟ هل تحتاج موسيقى البوب إلى دعاية ترويجية تعتمد على تسليع المرأة وجسدها؟ لماذا لا تطال الانتقادات تعري الرجال وايحاءاتهم اللفظية والجسدية في عالم الموسيقى؟ ليدي غاغا، لورا مارلينغ، أليشيا كيز وغيرهن... نجوم إناث في عالم البوب، واكبن هذه الصناعة منذ سنوات. يدافع البعض منهن عن حق سايروس وغيرها في التعبير عن ذاتها، سواء بالتعري أو بغيره، فيما تعتبر أخريات أن عالم الموسيقى خادع، وقد يجر المرأة إلى عالم الاستغلال الجنسي.
انتقال مايلي سايروس من فتاة ديزني المحببة - هانا مونتانا - إلى شابة تصرخ طلبًا للجنس في أغنياتها، لا سيما الفيديو المصور الجديد لأغنيتها (ريكينغ بول، حيث ظهرت عارية على كرة حديدة، أثار مخاوف كثيرين من أن تكون على وشك الوقوع في الاستغلال الجنسي. المغنية الايرلندية شنيد أوكونر راسلت سايروس على موقع تويتر، ناصحة إياها بعدم الإصغاء لمن يطلب منها التعري. لكن الأخيرة ردت على شنيد ساخرة من معاناتها من مرض نفسي، فبدأت المشادة بين الاثنتين لتتحول إلى صراع قضائي.
نزاع قضائي
بدأ النزاع عندما قارنت سايروس أغنيتها الفاضحة (ريكينغ بول) بأغنية شهيرة لشنيد، وهي (ناثينغ كومبارز تو يو) في حوار مع صحيفة رولنغ ستونز. عندما طلب صحافيون من شنيد أن ترد على تلك المقارنة، نشرت رسالة مفتوحة لسايرس تنصحها بتجنب التعري، وألا تجعل تصرفاتها المسيئة للمرأة أمرًا اعتياديًا، معتبرة أن ما تقوم به يظهر تعرضها للاستغلال من قبل استوديوهات الموسيقى، الذين يسعون للترويج بكل السبل، وإن كانت فاضحة. وردت سايرس بنشر صورة للمغنية عندما كانت تعاني من مرض عقلي، ما أثار حفيظة شنيد التي قالت إن مهاجمتها بهذا الشكل quot;أكثر غباء من اعتبارها أن التصرف كمومس بمثابة تحرر للمرأةquot;.
من جهتها، اعتبرت المغنية آني لينوكس أن نجوم البوب في العالم الحديث هم مجموعة من القوادين والعواهر في الوقت ذاته، واصفة سلوكهم بالنموذج الخطير الذي يمجد تسليع وإيذاء النفس.
لا يرضيها
هذا الجدل يطرح سؤالًا كبيرًا: هل يتم استغلال الفنانات في عالم الموسيقى، أم أن المرأة تسعى إلى التحرر في بيئة متساهلة على نحو متزايد؟ تقول المغنية لايدي غاغا المثيرة للجدل، والمعروفة بشخصيتها الغريبة، إن التعري الإباحي مختلف عن خلع الفنان لملابسه في سياق تصوير أغنية خاصة، مع إضاءة وتأثيرات لخلق لحظة معينة. وتضيف أن التعري في الأشرطة المصورة للأغاني لا يرضيها بما فيه الكفاية، إذ تشير إلى أنها في أغانيها ليست عارية كما تتمنى!
أما المغنية السمراء أليشا كيز، فتحاول البحث عن التوازن. تقول: quot;كفتاة شابة قادمة إلى موسيقى البوب، هناك ضغوط هائلة، لا سيما من قبل العاملين في هذه الصناعة الذين يطلبون من المرأة فتح قميصها أكثر أو رفع تنورتها أعلىquot;. وقالت انها عانت من هذا النوع من الضغوط، وأحيانًا عندما تشاهد الأشرطة المصورة القديمة لها تشعر بالإحراج وعدم الارتياح، مضيفة: quot;أنا محظوظة، لأنني لم أعد أعتمد على صفاتي الجسدية، ونحن كنساء لدينا الكثير من الطاقة، وينبغي أن نفكر بالطريقة الأمثل لاستخدامهاquot;.
خيارات النساء والرجال
المغنية الشابة لورا مارلينغ اعتبرت أن للمرأة والرجل في صناعة البوب الحديثة خيارات متشابهة، quot;والذكاء يكمن في الاختيار بينها، سواء اعتماد اسلوب التعري والجنس، أو البرامج التلفزيون الواقعي، وغيرها، فالجميع يختار ما يريده في الحياةquot;. لكنها أشارت إلى أنها لم تنصع يومًا للضغوط، وترفض أن تستخدم جسدها كسلعة ترويجية للموسيقى التي تقدمها، فتقول: quot;لم يسبق لي أن شعرت بأي ضغط، لأكون غير ما أنا عليه، أعتقد أن هذه هي الطريقة الصحيحةquot;.
وتقول المغنية لولو إن الجيل الجديد من النساء المغنيات جميل وموهوب بشكل لا يصدق، لكنها ترفض جنسنة موسيقى البوب، مشيرة إلى أنها تحب الاستماع إلى أغاني النجمات الشابات الجديدة، لكنها لا تفضل رؤيتهن عاريات.
أما إيلي غولدينغ الشرسة فتعتبر أن جسد المرأة من حقها، وتستطيع أن تفعل به ما يحلو لها. تقول: quot;أنا فخورة جدًا بجسدي، لأنني أعمل بجهد وأحافظ على لياقتي، فأنا امرأة وأريد إظهار القليل من جسدي لاني أتعب للحفاظ عليهquot;.