أثار انتخاب ملكة جمال الأردن "زينة العلمي" في مصر سخط الجهور الأردني الذي هاجم الملكة التي نُصِبت عليه دون مشاركته بقرار التصويت، فانطلقت حملات الانتقادات القاسية والتي تضمنت شتائم مؤذية عبر مواقع التواصل الإجتماعي،&بينما برزت آراءً مدافعة عنها بعد التعاطف الذي لاقته مقابلتها التلفزيونية حيث اشتكت من التظلم.


بيروت:&أثار انتخاب ملكة جمال الأردن "زينة العلمي" في مصر سخط الجهور الأردني الذي هاجم الملكة التي نُصِبت عليه دون مشاركته بقرار التصويت. فغموض البرنامج الذي اختارها ملكة لجمال الأردن في مصر وعدم إطلاع الرأي العام الأردني على التفاصيل وحيثيات الإنتخاب، قلب فرحتها باللقب إلى كابوس، بعد أن اشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي والصحافة الإلكترونية طوال الأسبوع الماضي بالحملات على انتخابها، فانتابها القلق من الهجمة التي اعتبرتها ظالمة بحقها حيث تحامل عليها أهل بلدها الذي كانت تمثله في مسابقة مصرية إعلامية بروح إيجابية.

وفيما ارتفعت نسبياً الأصوات المدافعة عنها وطالبت المنتقدين بالترفع عن القشور والمظاهر&بالتركيز على الجوانب الإنسانية والإيجابية في شخصية الفتاة التي حظيت بلقب "ملكة جمال الأردن" بعدما سجلت إحدى الفضائيات محادثة مع الملكة التي اشتكت من "إساءات بالغة" لا تستحقها، تكثفت الحملات المضادة مجدداً في التعليقات على رابط الفيديو الذي انتشر بمقتطفات من حديثها.

وبينما أوضحت صحيفة "القدس العربي" موقف الملكة التي استهجنت حملات الإساءة والتشهير بصورة غير أخلاقية ونقلت أسفها لصدور الألفاظ النابية بحقها من بنات بلدها حيث وعدت بمقاضاة من شهّر بها وأساء إليها، وصف المختص بتنظيم مسابقات الجمال وعروض الأزياء وليد أحمد القيسي الحملة على "العلمي" بأنها كانت "ديماجوجية" ولا تنطوي على أدب وفيها تجاوزات أخلاقية في التعليق والحوار خصوصاً من العنصر النسائي الذي شرع في التعليقات الساخرة بينما يعرف الجميع أن مقاييس الجمال نسبية، وبأن مسابقات الجمال عموماً لا تعتمد على ما يراه الناس جميلاً في الوجه والفم، وقال: الذهنية المحلية العامة ترفض الإعتراف بإنجازات الأفراد،&والإساءة الأبشع تمثلت في اختيار صور للعلمي إلى جانب صور جميلات في العالم وإلى جانب صورة لبائعة فجل أوكرانية، رغم أنها لم تقدم نفسها للجمهور على أنها أجمل فتاة في الأردن بل مثلت بلادها في نشاط محدود جداً ولأغراض دعائية وتسويقية فقط.

تنمّر إلكتروني:
وانتقد الجمهور إطلالة زينة في برنامج “صباح مساء” على قناة "الغد العربي" الفضائية حيث لم تظهر بالمواصفات المطلوبة لملكة جمال- برأيه- فانهال عليها بالشتائم وغلبت السلبية بتعليقات المشاركين على الفيديو الخاص بالمقابلة لتتفوق إشارات الـ dislike على الـ like.

ووسط الشتائم والإهانات التي كتبها المغرّدون برزت تعليقات ساخرة حيث كتبت إحدى المعلقات على موقع "تويتر": "أتوقع أنها كانت المشتركة الوحيدة مشان هيك فازت"، وعلقت أخرى: "شايفين .. كل اشي في الأردن واسطة، حتى ملكة جمال الأردن"، وربط أحد المغردين واقعة انتخاب العلمي بالمثل الشعبي مغرداً: "الحلو حلو لو صحي من النوم والشنع شنع لو كان ملكة جمال الأردن"، كما قالت أخرى: "اللجنة قرايبك حبايبك المنظم شركة واسطاتكو".

بدورها الإعلامية الأردنية علا الفارس علقت& متساءلة: "شو القصة في الهاشتاق؟! ما بنسمع الا بالألقاب بتتوزع! بس يلا فرصة، خلي الشعب ينكش مخاته .. تعليقاتكم عجيبة".

أما الإعلامية الأردنية في أم بي سي دانا أبو لبن، فأبدت استياءً من اختيار "ملكة جمال الأردن"، وغرّدت قائلة: "ما كنت أعرف أنه عنا ملكة جمال .. ويا ريتني ما عرفت"..!

آراء مدافعة عن العلمي:
في المقابل، غرّدت إحداهن " "ملكة جمال الاردن جميلة جدا رغم قباحتكم واستهزائكم".
واعترض ناصر لطوف على النقد اللاذع بحق "العلمي"، وطالب بالنظر للجانب الإنساني، فيما تقلصت مساحة السخرية نسبياً على تويتر بعد أن أبدى المعلقون بعض التعاطف بعد تداول شريط مقابلة تلفزيونية عبّرت فيها العلمي عن تظلمها من تداول صور وتعليقات بشعة. حيث قالت أيضاً: فوزي باللقب حملني مسؤولية تجاه بلدي.

وفيما دافع المغرّد رامي عن الحلمي قائلاً: "في كثير تعليقات بتنسى إنو الخلقة من عند ربنا، كما تدين تدان. هاي البنت حلوة ولا مش حلوة. الطريقة اللي بتحكو عنها فيها كثير عيب. هاي خلقة ربنا. صح لقب "ملكة جمال" حسب الصورة النمطية المتعارف عليها لا يليق فيها، وإنما هي جميلة لو قامت سطل المكياج اللي على وجهها، وتذكرو إنو الخلقة والجمال والبشاعة من عند ربنا سبحانه وتعالى".

فرد عليه المغرِّد مازن قائلاً: "خلقت ربنا وما في اعتراض.. الاعتراض كيف هي خلقه ربنا صارت ملكه جمال وفي احلى منها بكثير.. بياعه فجل باوكرانيا احلى منها .. ولا تظل تقول خلقة ربنا ... خلقة ربنا تروح تنظب بيتها".

وأطل المغرّد سامو Samo باللغة الإنجليزية مدافعاً عن العلمي:
Everyone judged her by her look but you all forgot that at least she's trying to participate to help Cancer and do good things! or you didn't hear all that and just watched with closed ears > well that's why she won
ومعناه أنكم جميعاً تحكمون عليها بشكلها الخارجي وتناسيتم أنها تساهم في علاج أمراض السرطان وتقوم بأعمال جيّدة، وبما أنكم للأسف شاهدتم الحلقة بعين مفتوحة وأذن مقفلة، فاعلموا أنها& فازت باللقب لهذا السبب.

جدل عربي:
وفيما قدمت المغرِّدة اللبنانية فاتن العزاء للشعب الأردني بهذا الاختيار، قائلة: "نعزّي الشعب الأردني الشقيق .. قلوبنا معكم في هذا المُصاب الأليم الذي حل بالمملكة الشقيقة"ـ علت صيحات أردنية تدافع عن جمال الأردنيات وتنّكرت للملكة، فقال البعض أنها ليست أردنية الأصل بل فلسطينية مقيمة في الأردن، فانهال عليه المغرِّدون الفلسطينيون بالشتائم بسبب نسبه الملكة للجنسية الفلسطنية، ورد عليه أحدهم:&"لا ترموا أوساخكم علينا..!"


هذا وكانت محطة "رؤيا" قد نقلت عن "العلمي" استغرابها الشديد من العقلية الرجعية عند من ساهموا في السخرية بحقها خصوصاً بعض النخب والمتعلمين، حيث قالت بأنها أرسلت لناشطة نسائية أردنية هددتها&على موقع تويتر رسالة طالبتها فيها أن تكون متحضرة أكثر، واعتبرت أن انتقادها دليل نجاحها، وأكدت أنها ستقاضي من أساء إليها بصورة غير حضارية.

يُذكر أن ملكة جمال الأردن- المنتخبة في مصر بنطاق محدود- "زينة العلمي"& تقيم في مصر، وتعمل في قطاع الإعلام السياحي، وقد إختيرت للمشاركة في برنامج فرعي وخاص بمبادرة من وزارة السياحة المصرية
ولقد عبرت "العلمي" عن ألمها جراء هذه الحملات بسبب تمثيلها لبلدها الأردن قائلة: أكرموني في مصر وسخروا مني في بلدي!

إليكم رابط التنمر الإلكتروني بين مهاجم ومدافع بحق العلمي&عبر "تويتر"، ويليه رابط فيديو مقابلة العلمي عبر برنامج صباح مساء الذي نال نصيبه من التنمّر في التعليقات التي كُتِيَت عليه:

&&