بسبب التسهيلات التي تقدمها دول أميركا اللاتينية لطالبي اللجوء، فإن الكثير من السوريين باتوا يخاطرون في السفر إلى هذه البلدان من أجل بدء حياة جديدة هربًا من نيران الحرب.&


دمشق: اضطر حسين العلي (22 عاما) للنزوح هربًا من النزاع الدائر في بلده سوريا، اولاً الى لبنان المجاور قبل أن يقرر بأن الفرص ستكون اكبر في الاوروغواي.
&
وفيما نزح اكثر من ثلاثة ملايين شخص بسبب النزاع السوري الى دول مجاورة مثل لبنان وتركيا والاردن، فإن عددًا متزايدًا من اللاجئين يتحدى حواجز اللغة والمسافة لبدء حياة جديدة في اميركا اللاتينية.
&
والنزاع المستمر منذ ثلاثة اعوام ونصف العام ادى الى تدفق اعداد كبرى من اللاجئين تفوق قدرة الدول المضيفة على استيعابها.
&
وقد فرضت اوروبا والولايات المتحدة قيودًا مشددة على اللجوء، ما يصعب وصول اللاجئين الى هذه الدول.
&
لكن في اميركا اللاتينية البعيدة يمكن أن يجد السوريون ملجأ للهرب من الحرب.
&
وقال العلي الطالب الذي يعمل حاليًا مترجمًا في المكتب الرئاسي لحقوق الانسان في الاوروغواي إن "وضع اللاجئين في لبنان معقد جدًا. لكن حكومة الاوروغواي جهزت كل شيء من اماكن السكن الى تأمين وظائف ومواد غذائية من جل بدء حياة جديدة جيدة في المستقبل".
&
ونال حوالى 1300 سوري وضع لاجئين في اميركا اللاتينية بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وهو رقم صغير نسبيًا مقارنة مع الاعداد الكبرى للاجئين لكن يرجح أن يزيد.
&
وقد وصل العديد من السوريين الآخرين الى المنطقة عبر وسائلهم الخاصة رغم انه من الصعب تحديد عددهم.
&
وقال مسؤول المفوضية العليا في الارجنتين إن "اميركا اللاتينية لديها تاريخ طويل في استقبال طالبي اللجوء".
&
وهذا يعود جزئيًا الى تاريخ المنطقة المضطرب.
&
فقد لجأ الاف من مواطني اميركا اللاتينية الى دول أخرى في منطقتهم هربًا من نزاعات أو ديكتاتورية في القرن العشرين.
&
كما لاميركا اللاتينية تقليد بتأمين ملاذ آمن للهاربين من النزاعات في مناطق اخرى من العالم. فقد استقبلت المنطقة الاسبان الهاربين من نظام فرانكو واليهود الهاربين من المانيا النازية.
&
وهناك جاليات سورية تقيم منذ فترة طويلة في دول مثل الارجنتين والبرازيل وتشيلي.
&
وقد اطلق رئيس الاوروغواي اليساري خوسيه موخيكا المقاتل السابق في حركة مقاومة، خططًا لاستقبال 120 لاجئًا سوريًا.
&
ومن المرتقب ان تصل الدفعة الاولى من 40 شخصًا هذا الاسبوع على أن يصل 80 آخرون في شباط/فبراير 2015.
&
وستتلقى العائلات دعمًا حكوميًا لفترة اولية من سنتين.
&
والاوروغواي الدولة الصغيرة التي تعد 3,3 ملايين نسمة هي الاولى في اميركا اللاتينية التي تقدم مثل برنامج الايواء هذا.
&
لكنّ دولاً أخرى تستقبل المزيد من اللاجئين السوريين.
&
فقد رصدت البرازيل السنة الماضية 4 آلاف تأشيرة دخول لدواعٍ انسانية للسوريين. وتسلمها حوالى 1200 منهم حتى الآن.
&
وقد اطلقت حكومة فنزويلا الاشتراكية في الاونة الاخيرة اجراءات خاصة تسهل هجرة السوريين الى البلاد والحصول على وضع لاجئين.
&
ومنذ ادخال الاجراءات الجديدة قبل اربعة اشهر، قدم حوالى ثلاثة الاف شخص طلبات وتم انهاء معاملات 800 الى الف شخص، كما قال مسؤول في دائرة الهجرة الفنزويلية لوكالة فرانس برس.
&
وهناك جالية سورية كبرى تقيم في فنزويلا منذ عقود والكثير من القادمين الجدد لديهم صلات عائلية بهؤلاء أو علاقات صداقة قديمة.
&
وقالت ابنة زوجين سوريين عادا الى فنزويلا بعدما قررا الاقامة في دمشق، "لقد دمر منزلي في سوريا، ولذلك اعود الى فنزويلا".
&
واستقبلت الارجنتين الف سوري السنة الماضية و600 في الاشهر الستة الاولى من العام 2014، رغم أن وضع اللاجىء الرسمي لا ينطبق على جميعهم.
&
وفي جانب آخر من المنطقة، استقبلت المكسيك 519 سوريًا السنة الماضية و252 في النصف الاول من هذه السنة.
&
وتنص خطة الاوروغواي التي عملت عليها بالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين والسويد، على مساعدة العائلات القادمة على ايجاد عمل ومسكن بكلفة اجمالية تقدر بحوالى 2,5 مليون الى ثلاثة ملايين دولار.
&
ودعا وزير حقوق الانسان في الاوروغواي خافيير ميراندا الدول الاخرى الى ان تحذو حذو بلاده.
&
وقال "اذا قامت كل دولة بشيء ما، ان الاوروغواي تشجع على ذلك".
&