كابول: وقعت عمليتان انتحاريتان منسقتان الاربعاء في كابول استهدفتا حافلتين عسكريتين واوقعتا سبعة قتلى على الاقل غداة توقيع الحكومة الافغانية الجديدة اتفاقية امنية مع الولايات المتحدة تسمح ببقاء قوات اجنبية في البلاد.
واعلنت حركة طالبان المعارضة للاتفاقية الامنية الثنائية مسؤوليتها عن العملية المزدوجة التي وقعت باكرا في الصباح واستهدفت حافلتين تقلان موظفين وعناصر في الجيش الى عملهم في العاصمة.
وقال قائد التحقيقات في شرطة كابول الجنرال فريد افضلي لوكالة فرانس برس "وقع هجومان انتحاريان استهدفا حافلتين تقلان عناصر في الجيش".
واضاف "قتل ستة موظفين عسكريين وموظف مدني في احد الهجومين واصيب 15 بجروح. كما اصيب اربعة موظفين عسكريين في الهجوم الاخر".
واكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال ظاهر عظيمي الهجومين والحصيلة.
ووردت معلومات متناقضة حول الانتحاريين فافادت بعضها انهما كانا راجلين فيما افادت اخرى انهما كانا يقودان سيارتين مفخختين.
وتبنت حركة طالبان الهجومين معلنة مقتل ما لا يقل عن عشرين جنديا. وغالبا ما تبالغ الحركة في حصيلة عملياتها.
وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد لوكالة فرانس برس "انها رسالة واضحة لحكومة الاتباع التي وقعت عقد العبيد (الاتفاق الامني مع واشنطن) وسوف نزيد من هجماتنا بعد ذلك".
ووقعت الحكومة الافغانية الثلاثاء وبعد الكثير من التاخير والمماطلة الاتفاقية الامنية الثنائية مع الولايات المتحدة التي ستسمح ببقاء 12500 جندي اجنبي بينهم حوالى عشرة الاف جندي اميركي في البلاد عام 2015 بعد انسحاب قوات الحلف الاطلسي في نهاية العام الحالي.
وتم توقيع الاتفاقية في اليوم الاول من ولاية الرئيس الجديد اشرف غني وشكل خطوة هامة نحو توطيد العلاقات المتوترة بين كابول وواشنطن.
وكان حميد كرزاي الذي سلم مهامه الاثنين رفض توقيع الاتفاقية ما ادى الى المزيد من التوتر في العلاقات الافغانية الاميركية المتشنجة اساسا.
وتنتهي المهمة القتالية للقوات الاطلسية التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان بحلول نهاية السنة في وقت شنت حركة طالبان مؤخرا سلسلة من الهجمات شكلت اختبارا صعبا للجيش والشرطة الافغانيين.
وستتالف القوات الاطلسية الجديدة التي ستبدأ مهامها في الاول من كانون الثاني/يناير 2015 بموجب الاتفاقية من 9800 جندي اميركي وحوالى ثلاثة الاف جندي من المانيا وايطاليا ودول اخرى.
وستركز المهمة الجديدة لهذه القوات على تقديم الدعم للقوات الافغانية في قتالها ضد متمردي طالبان، بموازاة تنفيذ عمليات اميركية لمكافحة الارهاب.
واشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما بهذه الاتفاقية الامنية معلنا في بيان انه "يوم تاريخي" في العلاقات بين الولايات المتحدة وافغانستان.
وجاء في بيان اوباما "ان هذه الاتفاقية دعوة من جانب الحكومة الافغانية لتعزيز العلاقة التي بنيناها خلال السنوات ال13 الماضية".
وقال ان الاتفاقية تؤمن "الاطار القانوني الضروري لتنفيذ مهمتين اساسيتين بعد العام 2014: استهداف ما تبقى من القاعدة وتقديم التدريب والنصائح والمساعدة لقوات الامن الوطنية الافغانية".
وغالبا ما استهدفت حركة طالبان حافلات تقل موظفين عسكريين وفي الحكومة الى عملهم في الصباح في العاصمة الافغانية، بالرغم من جهود قوات الامن لتوفير الحماية للآليات المعرضة للهجمات.
وفي تموز/يوليو قتل ثمانية ضباط في هجوم مماثل على حافلة تابعة لسلاح الجو في كابول.
كما فجر انتحاري سيارته المفخخة الشهر الماضي مستهدفا قافلة للحلف الاطلسي قرب السفارة الاميركية في كابول، ما ادى الى مقتل جنديين اميركيين وثالث بولندي واصابة ما لا يقل عن 13 مدنيا بجروح.
وبعد ازمة سياسية استمرت ثلاثة اشهر حول نتيجة الانتخابات الرئاسية تم التوصل الى اتفاق لتقاسم السلطة بين غني وخصمه عبدالله عبدالله الذي يترأس حكومة وحدة وطنية.
وشكل تنصيب غني اول عملية انتقال ديموقراطي للسلطة في افغانستان بالرغم من اعلان الامم المتحدة ان الانتخابات شهدت "عمليات تزوير كبيرة".