هونغ كونغ: تواجه حشد المتظاهرين الداعين للديمقراطية في هونغ كونغ مع الشرطة فجر الخميس امام مكاتب رئيس الوزراء لونغ شون-يينغ الذي تتزايد المطالبات باستقالته.

ومع الساعات الاولى الخميس اصطف نحو 200 شرطي بخوذاتهم واقنعة الغاز خلف حواجز معدنية. وفي الجانب الآخر اكثر من ثلاثة آلاف محتج، قال بعضهم انهم يريدون اقتحام مقر الحكومة في هذه المسعمرة البريطانية السابقة. وصرخ المحتجون في وجه الشرطيين، ورددوا شعارات تطلب رحيل رئيس الحكومة، الذي يتهمونه بانه تابع لبكين.

وقال توماس شوي احد المتظاهرين "نحاول محاصرة المجمع الذي يؤوي الحكومة، وننتظر ان يعود (لونغ) الى العمل الجمعة"، حيث ان الخميس يوم عطلة، مضيفا "نريد التحدث اليه وجها لوجه". من جهته قال انياس شو احد قادة الحركة الطلابية "نخطط للقيام بالعديد من التحركات المتنوعة في الايام القليلة المقبلة، مثل احتلال بعض الاماكن على غرار مكاتب الحكومة".

والاربعاء نفذ عشرات آلاف المحتجين استعراضًا للقوة، واحتلوا وسط هونغ كونغ لمناسبة العيد الوطني الصيني. وهم احتفلوا بذلك على طريقتهم بالذكرى 65 لقيام جمهورية الصين الشعبية، وطالبوا باقرار الانتخاب المباشر بشكل كامل في 2017. ورفض احد قادة حركة "احتلوا سنترال" ابرز تحالف للمحتجين الحوار مع رئيس الحكومة.

وقال شان كين-مان "يمكننا ان نتحدث مع اي شخص في الحكومة، ولكن ليس معه". وحركة العصيان المدني، التي كانت كامنة منذ اسابيع في هونغ كونغ، تكثفت فجأة في الايام الاخيرة، متسببة في اسوأ ازمة سياسية منذ اعادة بريطانيا لهذه المستعمرة السابقة الى الصين في 1997.

لكن قيادات للمحتجين يحاولون تفادي تكرار اعمال العنف الاحد حين حاولت شرطة مكافحة الشغب اخلاء متظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل. لكن طلاب الجامعات والثانويات هم الاكثر حركية، ويحتلون أحياء حيوية في المدينة، وهم اول من يستجيب لنداءات قادتهم. وبحسب وول ستريت جورنال فان الحكومة تنوي اللعب على عامل الوقت على امل ان يمل المحتجون. وقالت ان بكين منعت رئيس وزراء هونغ كونغ من اللجوء الى القوة.

وقالت الصحيفة "لقد كانت بكين واضحة مع (لونغ)، وقالت له لا يمكنك اطلاق النار (..9 عليك انهاء الاحتجاجات سلميا)". يشار الى ان "ثورة المظلات" في هونغ كونغ تجد لها صدى في الخارج، حيث تقارن الصحف احيانا بينها وبين حركة تيان انمان في 1989 في بكين. وتجمع نحو الف شخص في تايبي و300 باوكلاند بنيوزيلاند وتجمع البعض في باريس ولندن وواشنطن.

ويحتج المتظاهرون خصوصًا على قرار الصين في آب/اغسطس السماح بانتخاب مباشر لرئيس الحكومة في هونغ كونغ في 2017 مع الاحتفاظ بالحق في مراقبة الترشيحات.
ولم يشر رئيس الحكومة المحلية ليونغ شون-يينغ، الذي يطالب المحتجون باستقالته بسبب قربه من الصين، بوضوح، الى حركة الاحتجاج في الخطاب الذي القاه في ختام الحفل. وقال ان "تطوير هونغ كونغ وتطوير القارة مرتبطان بشكل وثيق يجب ان نعمل يدا بيد لكي يصبح الحلم الصيني حقيقة".

ورد عليه ادوارد شون من حركة "احنلوا سنترال" قائلا "بالتاكيد على شعب هونغ كونغ ان يعمل مع بكين (...) لكن لا يمكنهم (القادة الصينيون) اجبار هونغ كونغ على القبول بديمقراطية مغشوشة. نحن لسنا في التيبت او شيانجيانغ" المنطقتين الصينيتين اللتين تشهدان اضطرابات. ومن دون ان يشير الى هونغ كونغ اقسم الرئيس الصيني تشي جينبينغ الثلاثاء على القضاء على "كل الاورام التي تظهر في الجسد السليم" للحزب الشيوعي الصيني.

وبحسب جمعيات مدافعة عن حقوق الانسان، فان السلطات الصينية اعتقلت حوالى عشرة اشخاص، لانهم عبّروا عن دعمهم للمتظاهرين في هونغ كونغ. كما استجوبت ستين آخرين. وقالت منظمة العفو الدولية "ان القمع الذي يستهدف الناشطين في الصين يوضح اسباب خشية سكان هونغ كونغ من تزايد سيطرة بكين على شؤون المدينة". ودعا آخر حاكم بريطاني لهونغ كونغ كريس باتن الى "حوار حقيقي" للاستجابة الى "الطموحات المشروعة" للمحتجين.

في الاثناء قال وانغ يي وزير الخارجية الصيني من واشنطن قبل مباحثات مع نظيره الاميركي جون كيري "لقد اوضحت الحكومة الصينية موقفها بشكل حازم جدا وواضح جدا: ان شؤون هونغ كونغ هي شؤون داخلية للصين"، مضيفا "على جميع الدول ان تحترم سيادة الصين، وهذا مبدأ اساسي يحكم العلاقات الدولية".