أكد العراق اليوم عدم حاجته لأي قواعد عسكرية أجنبية على أراضيه، وقال إن لديه ما يكفي من الجنود لكنه أشار إلى حاجته للأسلحة التي أوضح أنها تشكل أزمة بالنسبة له، وقال إن السعودية ستعيد افتتاح سفارتها في بغداد قريبًا.

لندن: قال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم متحدثًا عن اجتماعات جدة وباريس ونيويورك الاخيرة حول مكافحة الارهاب في العالم وخطر تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" على المنطقة، إنه ناقش في هذه الجولة الطويلة "ملفات مصيرية وكانت لقاءات جدة عامرة وايجابية ومن جانبنا ركزنا على الخطاب العراقي الجديد والذي بدأناه بميثاق من 20 نقطة اوله الخروج بحكومة عراقية شاملة وقلنا لهم إن العراق طوى مرحلة الماضي ولا يريد ان يراوح فيها وينوي بصدق وبقوة أن يستفيد من الاخطاء ويتجاوزها، وأن لا يكون التاريخ عقبة في توجهنا للدول الاخرى".

وأشار إلى أنّه تم التركيز خلال تلك الاجتماعات ايضا على الفرق بين "داعش" والمسميات الاسلامية الاخرى البريئة منه ومن افعاله واجرامه، والتي لم تفرق بين أي احد. وأوضح ان "دول العالم بدأت بالشعور بأن طبول الخطر بدأت تدق عندها، فالحرب التي نخوضها هي بالوكالة عنهم وأكدوا على مساندتهم لنا وبكل قوة".

وعن امكانية اقامة قواعد جوية أجنبية وخاصة أميركية على الاراضي العراقية، أكد الجعفري أن العراق أوضح لدول العالم هاجسه من القواعد العسكرية.. وشدد بالقول "لا نريد تكرار وجود مثل هذه القواعد في بلدنا مرة اخرى لاننا لسنا في شحة عن المقاتلين الاشداء، وانما نحن في ازمة أسلحة واعتدة واجهزة ولا نريد أي قاعدة على الارض".

وأوضح الجعفري قائلاً "اننا أكدنا عدم حاجتنا إلى مقاتلين بل نحن في ازمة أسلحة وأزمة اجهزة، تقدم الخدمة والاسناد للمواطن العراقي، كما تجنبنا أي مقدمات ممكن أن تتحول إلى قواعد على الأرض". وأضاف الجعفري "اننا لا نجامل ولا نسامح من يخترق سيادة العراق، وكذلك الحال لا نتدخل بسيادة ايّة دولة مجاورة ولا نخترق سيادتها، واحترام السيادة المتبادلة حق متبادل بيننا وبينها".

العلاقات مع السعودية

وفي ما يخص العلاقات مع السعودية، أشار وزير الخارجية العراقي إلى أنّ نظيره السعودي الامير سعود الفيصل قد ابلغه باجتماع جدة الاخير بقرار بلاده اعادة فتح سفارتها في بغداد. وقال إن السعودية اعطت انطباعًا جيدًا في هذا المجال.

ووصف إعلان السعودية هذا بأنه "بادرة طيبة خاصة بعد تأييدها من دول أخرى كانت موجودة في جدة ". وأشار الى ضرورة العمل من اجل اعادة العراق إلى "مكانته الحضارية والتاريخية القوية وعلينا مهمة اضفاء الصورة الحضارية للعراق كباقة ورد لا يمكن أن نحبذ لونًا على آخر ولا نميز بين أحد وأحد على هذه الالوان بقدر التمييز على اساس الكفاءة والوطنية".

وأضاف "علينا ان نقدم الهم العراقي داخليًا وخارجياً ونركز على الكفاءة والنزاهة والتضحية من اجل العراق، ولدينا فرص استثمار غير طبيعية بالمقاربة بين العراق ودول العالم المختلفة عبر التنسيق مع الوزارات الاخرى".

وأشار وزير الخارجية إلى أنّ "خطاب الوزارة في المؤتمرات الدولية التي اقيمت مؤخراً وحتى في الأمم المتحدة ركز على ضرورة تقديم المساعدات للعراق، كما ركزنا على نوع المساعدات في الدعم حسب الاولوية حيث احتل الدعم الأمني والعسكري الاولوية".. مشيراً إلى أنّ "حوارات كثيرة اجريت مع شخصيات ومسؤولين بارزين في كبرى بلدان العالم، وابدوا استعدادهم لتقديم الخدمة والمساعدة للعراق".
&
النازحون

وعن اوضاع النازحين بسبب العمليات العسكرية واحتياجاتهم الانسانية، أشار الجعفري إلى أنّ عددهم وصل إلى مليون و800 الف نازح من مناطق متعددة، ما ادى إلى اختلال اجتماعي.. وأوضح انه تم طرح هذا الامر بخلال الاجتماعات الثلاثة، اضافة إلى الحاجة لاعادة البنى التحتية والتي تحتاج إلى دعم دولي بسبب ما يمر به العراق من ظروف استثنائية.

وأكد عزم العراق على فتح مجالات واسعة لعلاقات طيبة ومتطورة مع مختلف دول العالم.. وقال: "سننفتح على كل دول العالم ونحن نبحث عن الفرص لدعم العراق بالاحتفاظ بسيادتنا وشؤوننا الداخلية وعلينا استثمار هذا التأييد لتعزيز علاقاتنا مع الجميع".

وأشار الجعفري إلى أنّ وزارته ستعمل من اجل اعادة المهجرين العراقيين في الخارج إلى البلاد، فيما أشار إلى أنّ التاريخ لا ينبغي أن يكون عقدة لنمو العلاقات مع دول الجوار.

وأضاف الجعفري أن "وزارة الخارجية ستعمل على حل جميع المشاكل ومن الضروري أن نواصل رعايتنا واهتمامنا بالمغتربين العراقيين في مختلف بلدان العالم، وينبغي أن نعمل على تذليل العقبات لعودتهم إلى البلد".. مشيراً إلى أنّ "وزارة الخارجية ستكون البوابة الرئيسة المطلة على العالم، والتي من خلالها سنعمل على حل جميع المشاكل والمقاربة بيننا وبين الدول الاخرى".