تعهد المركز الوطني الأميركي للرقابة والوقاية من الأمراض محاصرة فيروس إيبولا وعدم انتشاره في الولايات المتحدة، بعد اكتشاف أول اصابة بالفيروس لشخص قادم من ليبيريا.


واشنطن: قال توم فريدن، مدير المركز الوطني الأميركي للرقابة والوقاية من الأمراض، في مؤتمر صحافي إن الجهات المعنية تقوم بتحديد الاشخاص الذين كانوا على اتصال بمريض يرقد في عزلة في مستشفى في دالاس في تكساس منذ الاحد الماضي، وهو أول إصابة بفيروس إيبولا.

في حالة حرجة

وأوضح فريدن أن المريض الذي دخل الولايات المتحدة قادمًا من ليبيريا، في 19 أيلول (سبتمبر) الماضي لزيارة عائلته، يرقد في حالة حرجة، موضحًا أن أعراض المرض ظهرت بعد خمسة أيام من وصوله، فذهب إلى الطبيب وتم عزله في المستشفى منذ ذلك الحين.

وقال مسؤول صحي أميركي كبير إن بلاده تناقش إمكانية استخدام عقاقير تجريبية أو بلازما الدم من مريض تعافى من إيبولا لعلاج مريض تكساس. وأكد فريدن أن فيروس إيبولا لا ينتقل عبر الهواء كفيروس الانفلونزا، بل يحتاج إلى اتصال مباشر بسوائل الجسم.

وذكر بيان صادر عن إدارة خدمات الصحة التابعة لولاية تكساس الأميركية أن الادارة تعمل مع المركز الوطني الأميركي للرقابة والوقاية من الامراض وادارة الصحة المحلية وادارة المستشفى لمنع انتشار المرض، إذ قام المستشفى بتطبيق الاجراءات الصحية من أجل سلامة المرضى والموظفين.

وأعلن البيت الابيض الثلاثاء أن الرئيس الميركي باراك اوباما ناقش مع فريدن في اتصال هاتفي الاجراءات الصارمة للعزل الطبي والحد من خطر ظهور المزيد من حالات إيبولا.

معاناة الأطفال

قالت منظمة الصحة العالمية إن فيروس إيبولا تسبب حتى الآن بمقتل نحو ثلاثة آلاف شخص في غرب افريقيا، وخصوصًا في جمهوريتي ليبيريا وسيراليون، حيث أصاب المرض اكثر من ستة آلاف شخص. كما أكد كريستوف بوليراك، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن ما لا يقل عن 3700 طفل فقدوا أحد الوالدين أو كليهما منذ بدء تفشي مرض إيبولا في غرب أفريقيا، وفقا لتقديرات أولية.

أضاف بوليراك، في مؤتمر عقده الثلاثاء في مقر المنظمة في جنيف، أن الكثير من أقارب هؤلاء الأطفال يرفضون استقبالهم خوفًا من العدوى، خصوصًا بعدما أصبح الخوف من إيبولا أقوى من كل الروابط الاسرية.

ومن جانبه، قال مانويل فونتين، المدير الإقليمى لغرب ووسط أفريقيا باليونيسيف، إن هؤلاء الاطفال بحاجة إلى اهتمام خاص ودعم على وجه السرعة، "فالكثير منهم باتوا يشعرون بأنهم غير مرغوب فيهم وأن أسرهم قد تخلوا عنهم، ويعانون صدمات عاطفية شديدة خصوصًا حين يتم عزل الأباء والامهات أو عزلهم هم لتلقي العلاج".

وقال فونتين إن مبلغ 200 مليون دولار الذي ناشدت المنظمة الممولين توفيره من أجل للمساعدة الطارئة للاطفال والاسر المتضررة من تفشي ايبولا لم يتم تلقي سوى 25 بالمئة منه.