في وقت خاض فيه معظم أجدادنا القدماء معارك شرسة لتحدي ظاهرة تغيّر المناخ على أمل النجاة من نوبات جفاف، تجمد وفيضانات، خلص عدد متزايد من العلماء الآن إلى أن بعض التحولات التي طرأت على مناخ كوكب الأرض قد تسببت في ظهور بعض من أكثر سمات الإنسان المعاصر تميزًا، ويكفي معرفة أنها جعلتنا أكثر ذكاءً.


توصل العلماء إلى نتائج تُبيِّن أن القفزات التطورية الكبرى، مثل نمو أدمغتنا الكبيرة وقدرتنا على إنشاء واستخدام الأدوات المعقدة، قد تزامنت مع فترات تغير المناخ المتقلب. وقال بيتر ديمينوكال، من جامعة كولومبيا، إن النظرية العلمية قائمة حاليًا على "الصدفة"، لكن خبراء يفحصون الآن أسنانًا قديمة ورواسب من قاع البحر لدعم الفكرة.

وذكرت في هذا الصدد صحيفة الدايلي ميل البريطانية أن البيانات المنتظر تجميعها من الممكن أن تساعد العلماء بالفعل على الكشف عن الطريقة التي ربما أحدث من خلالها المناخ تطورات دراماتيكية في تطور الإنسان، وأنها ستدعم على ما يبدو الفكرة التي تتحدث عن أن القفزات الكبرى لم تحدث نتيجة تكيفنا مع أحد التغيّرات البيئية، وإنما لتكيفنا مع سلسلة من التغييرات، حيث تناوبت البيئة بين الرطب والجاف.

تكيّف وتطور
وأكد ريك بوتس، من برنامج أصول الإنسان التابع لمعهد سميثسونيان، أن ما لا يقل عن "قفزتين" تطوريتين كبيرتين يمكن ربطهما بتغيّر المناخ. وأضاف دكتور بوتس أن هاتين القفزتين تزامنتا مع حدوث تحولات جذرية في المناخ، حين تحولت مناطق مشجرة إلى أراضٍ عشبية بالاتساق مع بدء تحسن درجة الحرارة آنذاك.

وأضاف بوتس كذلك أن التغيير الذي طرأ على البيئة قبل ما يقرب من ثلاثة ملايين سنة قد أدى إلى دفع الإنسان ليمشي وهو في وضع جسماني مستقيم بدلًا من أن يتسلق. كما نوّه مارك ماسلين، من كلية لندن الجامعية، بأنه يمكن العثور على مزيد من الأدلة المرتبطة بذلك الأمر في الوادي المتصدع الكبير، الذي يمر عبر إثيوبيا، كينيا وتنزانيا. ومع هذا، لم يتضح من الأبحاث سر العلاقة بين تحول المناخ والقفزات التطورية.

&


&