في الحياة ما يميزها، من إنسان إلى آخر،& وفي الموت ايضًا. ففي التاريخ عمليات قتل لا بد من التفكير فيها مليًا، تختلف بين الغريبة والخطيرة والمضحكة والناتجة عن خطأ. هذه بعض منها، لا بد من تسجيلها للتاريخ.

بيروت: "دراكو" أول مُشرِّع في أثينا باليونان القديمة، استبدل نظام القانون العرفي والخصومات الدموية التي كانت سائدة آنذاك بتشريع مكتوب، يتولى القضاء مهمة تنفيذه. وهذا أحد سببين لشهرته في التاريخ. أما السبب الثاني فقصة وفاته الفلكلورية في مسرح أجانيطس.

ففي استعراض إغريقي تقليدي لإعلان الدعم والتأييد لشخصيات إغريقية مهمة، احتفى به مؤيدوه، وألقوا المئات من القبعات والقمصان والعباءات على رأسه، فعجز عن التنفس واختنق، ودُفن في المسرح نفسه.

ومن الميتات الغريبة ايضًا ما حصل لمارتن الأول، ملك أراغون وفالنسيا وسردينيا وكورسيكا وكونت برشلونة وملك صقلية. فهذا الملك الجليل كان جالسًا مع زوجته فأخبرته دُعابة عن غزال كان يتدلى عن غصن شجرة في الغابة، مستخدمًا ذيله، فمات من الضحك في العام 1410.

ومات بيلا الأول ملك هنغاريا بعدما وقع عرشه الخشبي فوقه في العام 1063. وكانت العروش حينها تبنى وتفخّم، ويستخدم في بنائها الخشب الثقيل، للدلالة على الجلال.

طبخًا أو بالفضة السائلة

&ومن الميتات ما هي غريبة في قسوتها وبربريتها. فالبابا أنتيباس مات مطبوخًا، إذ قتله الامبراطور الروماني هيدرا بطبخه في نفس الإناء النحاسي الذي كان يُطبخ فيه الثور في عصر الإمبراطور ديمتيان.
&
فأنتيباس كان أسقف برغامس، وتلميذًا ليوحنا الإنجيلي. وكان هيدرا يضطهد المسيحيين لأنهم يقولون إن المسيح ملكهم. ولما اصر انتيباس على هذا، وضعه في الاناء المصنوع من نحاس وأوقد النيران تحته. ولم يمت وحده بهذه الطريقة القاسية، بل كذلك لقي جميع أولاده وزوجته حتفهم في القدر نفسه، في عصر الإمبراطور هيدرا.

أما الأمير المغولي غايرخان فكانت قتلته عنيفة للغاية، إذ أمر الامبراطور المغولي جانكيس خان بسكب الفضة السائلة في أذنيه، ما أدى إلى غليان مخه، وموته ببطء وألم شديدين.
&
بالكحول

حين حكم على دوق كلارنس جورج بلاجكنت بالإعدام، وسئل ان يختار طريقة إعدامه، لم يتخلَّ عن روح الفكاهة في لحظاته الأخيرة. فطلب أن ينفذ فيه الحكم بإغراقه في جرن كبير مملوء نبيذًا، فمات غريقًا ثملًا، لا ندري أيهما أولًا.

وفي العام 1814، تحطمت بوابة خزان البيرة الملكي في لندن، فكانت الحصيلة 7 قتلى، 4 منهم غرقًا، و2 جراء إصابات مختلفة، وواحد توفي نتيحة تسمم كحولي، لفرط ما شرب من فيضان البيرة.

سقطوا سهوًا

بالخطأ، توفي البروفيسور جورج ريتشمان، أحد اركان جامعة سانت بيطرسبرغ، في العام 1752، حين ضربته صاعقة. فريتشمان كان يحاول تقليد بنيامين فرانكلين في إطلاق الشرارة من البرق. فجهز نفسه بعدة في كلية العلوم بالجامعة. وعندما رأى البرق، أسرع وبيده حافر قوالب معدني لكي ينتهز الفرصة. ويقول شهود إنه عندما كانت التجربة قيد التجهيز، ظهرت صاعقة مفاجئة واصطدمت برأس ريتشمان، فمات فورًا.

ومن الأخطاء ما قتل 32 جنديًا بالبحرية البريطانية، بعدما ضغط أحدهم على زر تفجير الغواصة، الذي يستخدم في حالة الاستيلاء عليها، في العام 1942، فانفجرت بهم. وقُتل بالطريقة نفسها 74 جنديًا من مشاة البحرية الأميركية في غواصة في العام 1944 في تايوان.

وبالخطأ أيضًا، لقي عالم الفيزياء هاري ديجلن حتفه بسقوط مجسم لتركيب "جزء البلاتينيوم" على رأسه في معمله في العام 1945. اما الممثلة الفنلندية سيركا ساري فسقطت في مدخنة شقتها الجديدة، وتوفيت، إذ كانت تعتقد انها شرفة يمكنها الوقوف عليها.
&
بالرصاص!

في العام 1871، وقف& المحامي كليمت فالندغهام أمام القوس في محكمة أوهايو، وهو واثق من أن مرافعته ستغير مجرى القضية التي يتولاها. وقف يشرح للمحكمة كيف قتل المجني عليه نفسه بواسطة مسدس، وكيف أن هذا يبرئ موكله، فكان المسدس محشوًا بالرصاص، فمات برصاصة في رأسه.

أما عملية القتل الأغرب في التاريخ فكانت قتل الراهب الروسي الشهير جورجي راسبوتين. فقد وجدت جثته متجمدة في النهر، بعد تسميمه وإطلاق رصاصة في رأسه، و3 رصاصات في جسمه، وقطع جزء حساس من جسده. إلا أن كل هذا لم يقتله، إذ بين التشريح أن سبب الوفاة هو انخفاض درجة حرارة الجسم، أي التجمد من المياه.