ليست المرة الأولى التي تعتزم فيها إيران تقديم هبة للجيش اللبناني فقد عمدت إلى ذلك في عهد رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، ويرحب الجميع بتلك الهبة لكن من دون شروط مسبقة.

بيروت: بعد زيارته الخاطفة إلى لبنان أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، عن رغبة بلاده واستعدادها لتقديم هبة عسكرية للبنان وجيشه لمواجهة التنظيمات الإرهابية، وفورًا سارع المسؤولون اللبنانيون من رئيس المجلس النيابي والحكومة المتمثلة بتمام سلام إلى الترحيب بهذه المبادرة الإيرانية لتقوية الجيش اللبناني بالسلاح والعتاد وكل التجهيزات اللازمة لمواجهة الإرهاب المقبل على منطقة الشرق الأوسط بما فيها إيران ولبنان، والإستعداد لإرسال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى العاصمة الإيرانية لمتابعة هذا الموضوع مع المسؤولين الإيرانيين وما إذا كانت إيران على استعداد لتعزيز قدرات الجيش اللبناني من دون أية شروط مسبقة.

ويطرح السؤال حول الدوافع الأساسية التي حملت إيران إلى اتخاذ مثل تلك الخطوة، التي سبقتها في الماضي خطوة على عهد حكومة نجيب ميقاتي، من دون الوصول إلى نتيجة، وكذلك يطرح السؤال حول مدى تقبل كل الفرقاء خصوصًا فريق 14 آذار وتحديدًا كتلة المستقبل لتلك الهبة الإيرانية؟

لا معطيات حتى الساعة

يتمهّل النائب عمار الحوري (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" عن التعليق على الهبة الإيرانية للجيش اللبناني، ويقول لا معطيات حتى الساعة حول الهبة الإيرانية والتعليق عليها يكون بعد معرفة مضمون هذه الهبة، ولا معطيات محسوسة حتى الآن، أما عن دوافع تلك الهبة وتوقيتها الآن فيعتبر حوري أن التعليق أيضًا يجب أن يكون بعد معرفة حيثيات هذه الهبة.

هبة غير مشروطة

ولدى سؤاله هل للتقارب الإيراني السعودي أي دور لتقبل كل الفئات في لبنان أي مكرمة أو هبة للجيش اللبناني؟ يجيب حوري: "من حيث المبدأ أي هبة غير مشروطة لدعم الجيش اللبناني مرحب بها من أي جهة كانت، ولكن يجب معرفة تفاصيل الهبة، وقبل التعليق على أي هبة من أي فريق كان يجب معرفة ما هي تلك الهبة وتفاصيلها الملموسة.

خبير استراتيجي

بدوره يتحدث الخبير الاستراتيجي الياس حنا لـ"إيلاف" فيقول:"دائمًا من أين يأتي السلاح إلى لبنان فلا مشكلة لدينا، ويضيف دائمًا من يهب السلاح لديه تأثير على البلد الذي يهبه السلاح، وعندما تمنح دبابة فلبنان بحاجة الى تدريب وذخيرة وتأهيل وكل هذا يرتبط بلبنان بالأساس وبسياسته.

أي استراتيجية

ويضيف: "قبل أن نتحدث عن احتياجات الجيش من عتاد يجب أن نتكلم عن اي استراتيجة، وبدونها لا يمكن التحدّث عن سلاح، والاستراتيجية هي الفكرة التي تربط الأهداف بالوسائل، ولا استراتيجية حتى الآن في لبنان، وطلب السلاح يجب أن ندرس تاريخ الجيش وقدرته وما لدى إسرائيل وبعدها نقوم بالاستراتيجية، والطلب للسلاح يلي مرحلة تحديد الاستراتيجية الكبرى للبنان، او استراتيجية الأمن القومي.

تسليح حزب الله

وردًا على سؤال هل تسليح إيران للجيش اللبناني سيكون على حساب تسليحها المعروف لحزب الله؟ يجيب حنا: "الأولوية بالنسبة لأيران هي حزب الله، حزب الله تركيبته تختلف عن الجيش وأهدافه السياسية المطلقة تختلف كذلك عن الجيش اللبناني، وإيران وسوريا تستطيعان تحريك حزب الله متى تشاءان والأمر لا ينطبق على الجيش اللبناني، والأولوية لحزب الله، وهنا نوعية السلاح غير مهمة، لان حزب الله يقاتل بصواريخ عمرها 50 عامًا، ولكن تركيبته وأهدافه واندماجه تختلف عن الجيش من هنا نجاحه أكبر.