بيروت: تستمر جمعيات حقوقية ونسائية لبنانية في هجومها الشرس على وزير الخارجية جبران باسيل، على خلفية الفيديو الذي ظهر فيه يشير بإشارة "غير لائقة" أثناء حديثه عن القائمة بالأعمال اللبنانية في هيئة الأمم المتحدة، كارولين زيادة. وقد طالبته بالاعتذار من اللبنانيات عن تصرفه "المرتبط بالإرث الذكوري وعصر الحريم".
&
عنف لفظي ومعنوي موصوف
وكان عرض هذا الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الأقنية التلفزيونية اللبنانية أثار انتقادات قاسية ضد باسيل. وأصدرت 11 جمعية وهيئة لبنانية بيانًا مشتركًا، وصفت فيه حركة يد باسيل لدى ذكر زيادة بأنها تذكر بالإرث الذكوري التاريخي الذي ينظر إلى المرأة وكأنها ما زالت في عصر الحريم. وقالت إن ما حدث شكل صدمة لدى المجتمع المدني ومؤسساته في لبنان.
وشددت هذه الجمعيات في بيانها على أن ما صدر عن باسيل انتهاك لحقوق المرأة وكرامتها الانسانية، وعنف لفظي ومعنوي موصوف.
ووضعت الواقعة بتصرف الحكومة ورئيسها، وطالبت باسيل بالاعتذار العلني من زيادة اولًا، ومن اللبنانيات اللواتي أهن من خلالها.
&
تخريب على الزيارة
وحين عاد باسيل من نيويورك الأربعاء، تحدث ضمن مؤتمر صحافي في مطار بيروت عن هذه الحادثة، فنفى تعمد إهانة الدبلوماسية، مؤكدًا أن اعتزازه بالمرأة اللبنانية يأتي بسياق "المعركة مع داعش."وقال إنه يتعرض لـ "عملية تخريبية" على زيارته، واصفًا زيادة بأنها "عريقة ومحترمة، بكفاءتها ومهنيتها ودبلوماسيتها، وما حصل منه نحوها أمام الوزير الإماراتي كان في إطار الاشادة بهذه الدبلوماسية في حضورها وفي غيابها."
وفي معرض تبريره، قال باسيل حرفيًا: "الامر المؤسف انه جرى تلاعب بالصورة بموضوع. لن ادخل بالتفاصيل لكن ما جرى كان بموضوع الاشادة بالدبلوماسية بحضورها وغيابها، وهنا الاجتزاء والتصوير بالايحاء لموضوع، طبعا قلنا إنها مرتبة بعملها وطبعًا كنا بحديث مع الوزير الاماراتي عن تنافس بين المرأة، وكان يخبرني عن المراة الاماراتية التي ضربت بالطيارة، وانا نافسته بالمراة اللبنانية بكل مظاهرها الخارجية الجيدة وبكل مضامينها الداخلية الجيدة، وهذا شيء يؤسف أنه يستعمله الاعلام بهذا الشكل للمس بالمراة اللبنانية،واذا استعملني للمس بالمرأة او بدبلوماسيتها انا اعتذر لانه صار هذا الاستعمال من قبل الاعلام في اطار التخريب على هذا الموضوع واعتقد ان هذا جزء من معركتنا بمواجهة داعش".
ردًا على سؤال من صحافية عما تم اقتطاعه تحديدًا من الفيديو المنشور، قال: "ما اريد قوله قلته واوضحته، وآمل الا نضطر للتوضيح أكثر، لأن الموضوع ثمة شهود كثر عليه من ضمنهم الدبلوماسية، وانا لا اعرف ماذا صور ولا اشغل بالي بالموضوع لانني اعرف اخلاقياتي".
&
كان ينبغي أن يحدث
وكذلك برر باسيل لقاءه وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، قائلًا إنه التقى كل وزراء الخارجية العرب، ، "ولبنان يقيم علاقات دبلوماسية مع سوريا، ونستقبل السفير السوري من رئيس الجمهورية لرئيس الحكومة وكل الوزراء الذين يرغبون، ونقيم العلاقات مع سوريا ونشتري كهرباء منها ونتفاوض مع وزير الكهرباء".
اضاف: "الجميع كان على علم بلقاء المعلم رغم أن رئيس الحكومة تمام سلام اعلن انه لم يكن على علم باللقاء".
ورد على الانتقادات وقال: "اللقاء انجز بحسب الاصول الكاملة من الألف إلى الياء، شكلًا ومضمونًا، واللقاء كان ينبغي أن يحدث وقد حدث".
أضاف: "نتحدث في الأمن مع سوريا والعلاقة مرتبطة من رأس الهرم وصولُا إلى أدناه، وفي اطار العلاقات الدبلوماسية مع سوريا لا يحق لوزير خارجية لبنان الا يلتقي مع وزير الخارجية السورية في حال كانا في الأمم المتحدة".
&