ساد استياء شديد بين الناشطين السوريين من تقدم تنظيم (داعش) في المناطق الكردية، رغم ما يعلن عنه من ضربات وغارات جوية يشنها التحالف الدولي على مواقع التنظيم. وتساءل ناشطون إن كان التحالف الدولي يريد إيقاف تقدم داعش فعلا.

اسطنبول: قالت سهير الأتاسي، عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض: "هل يريد التحالف الدولي القضاء على داعش؟ حرب شوارع في أحياء كوباني، يتقدّم فيها داعش بالسيارات المفخخة، بينما يدافع أهالي كوباني رجالًا ونساءً بأسلحتهم الفردية عن أرضهم وبيوتهم، ببسالةٍ لا مثيل لها".

وأشارت إلى أن السؤال المطروح هو: "هل عجزت قوات التحالف عن إيقاف تقدم داعش نحو كوباني أم أنها لا تريد إيقافه؟". وتحدث ناشطون عن ضربتين من الطيران على داعش بقرية ترمك جنوب كوباني أمس.

وأكد الناشط الكردي حسن اسماعيل على اختراق الجهة الشرقية ودخول داعش مدينة عين العرب (كوباني). وقال في صفحته على موقع فايسبوك: "تمكنت عصابات داعش الارهابية من اختراق الجهة الشرقة من كوباني والدخول إلى المنطقة الصناعية، باعتمادها على استعمال انتحاريين يرتدون احزمة ناسفة، والآن المنطقة تشهد مرحلة حرب الشوارع".

وأضاف: "تمكنت داعش من اختراق الجهتين الجنوبية و الغربية ورفعت علمها الاسود فوق مش تنور وكري كاني، ثم تمكن المقاتلون من استعادتها و إزالة العلم".

الراية السوداء

وكان داعش رفع رايته على مبنى في الجانب الشرقي من عين العرب، حيث يخوض مقاتلوه معارك مع المقاتلين الأكراد للسيطرة على البلدة، وفقًا لتصريحات ضابط بالجيش التركي ولقطات تلفزيونية بثتها رويترز، فيما نفت مصادر داخل المدينة الخبر.

وأظهرت مشاهد تلفزيونية التقطت من الجانب التركي من الحدود راية سوداء، تبدو راية التنظيم، ترفرف فوق مبنى من أربعة طوابق قرب موقع شهد بعضًا من أعنف الاشتباكات في الأيام القليلة الماضية. وقال الضابط التركي لوكالة رويترز إن الراية هي لداعش.

واكتفت أنقرة حتى الآن بتعزيز قواتها على الجانب التركي من الحدود مع سوريا، ما أثار غضب أكراد تركيا، ويريدون تدخلًا أقوى لحماية المدينة.

وذكرت وسائل إعلام تركية الأحد أن محادثات غير رسمية جرت بين حزب الاتحاد الديمقراطي -الذي يوصف بأنه الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني- وضباط في الاستخبارات التركية، فيما أكدت مصادر كردية لـ"ايلاف" أن المباحثات لم تتوقف منذ تحسن العلاقة بين الطرفين. وذكرت قناة الجزيرة أن آليات تركية ثقيلة تقدمت إلى مناطق قريبة من عين العرب، وشوهدت عدة مروحيات تجوب المنطقة، فيما انتشرت قوات للجيش والأمن على الحدود.

كوباني المنكوبة

وبدأت داعش يوم 16 أيلول الماضي هجوما على المدينة، ضمن خطة للتوسع في الجزء الشمالي من محافظة حلب قرب الحدود التركية. سيطر داعش ليل السبت - الأحد على جزء من هضبة استراتيجية مطلة على كوباني. واستهدفت طائرات التحالف الدولي 7 مواقع للتنظيم في المنطقة بغارات جديدة أعاقت تقدمه باتجاه المدينة، وتسببت بخسائر بشرية.

وصدّ مقاتلون أكراد هجومًا ليليًا على كوباني، بعد معارك عنيفة أسفرت عن مقتل 19 كرديًا و27 مقاتلًا من التنظيم، حسبما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في غضون ذلك، تعرضت مقرات تابعة لوحدات الحماية الشعبية الكردية في الحسكة، لعمليات تفجيرية بشاحنات مفخخة استهدفت حاجز مشيرفه و مديرية الطرق المركزية و مركز التدريب في محلجة الاقطان، وأودت بحياة العشرات في صفوف القوات الكردية. وشاهد القاطنون في مدينة الحسكة في القسم الشمالي الغربي منها، أعمدة الدخان تتصاعد من منطقة التفجيرين.

واستقبل رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في أول ايام عيد الاضحى وفدًا من كرد سوريا ضم كلًا من سكرتير عام حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) محي الدين شيخ آلي ومحمود أبو صابر ممثل الحزب في الاقليم وعن حزب الاتحاد الديمقراطي وحركة المجتمع الديمقراطي PYD-TEVDEM و كلا من آلدار خليل ونسرين خانم وعبدالسلام أحمد وفاضل ميراني سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني.

تمحور الحديث حول فظائع داعش وواجب التصدي له، عبر حشد جميع الفعاليات والقوى، اضافة إلى ايصال معونات إنسانية عاجلة لكوباني المنكوبة وأهلها والمعرضة لاوسع هجوم داعشي.