&روت الشقيقتان خلود وفاطمة النجار ما شهدتاه من رعب لحظة انهال عليهما فيليب سبينس بالضرب بالمطرقة في غرفتهما في الفندق، إذ كان يضرب ويسأل عن النقود، وهو يعرف أن الضرب بهذه الوحشية سيسبب الوفاة.

&
سارة الشمالي، احمد قنديل: تواصلت اليوم الأربعاء محاكمة فيليب سبينس، المتهم الرئيس بالاعتداء على الشقيقات الإماراتيات الثلاث في لندن، والمعروفة بحادثة المطرقة. وفي جلسة اليوم، أقر سبينس بواقعة الاعتداء، وبمحاولة قتل عهود وخلود وفاطمة النجار، بعد اقتحام غرفتهن في فندق كمبرلاند في وسط العاصمة البريطانية لندن، مطلع نيسان (أبريل) الماضي، لكنه اصر على نفي تهم أخرى وجهت إليه، بينها الشروع في القتل.
&
30 ضربة
&
وجه المدعي العام سيمون مايو في جلسة الاستماع اتهامات عدة إلى سبينس، وأكد أن المتهم قصد قتل المجني عليهن بمطرقة، استخدمها في تنفيذ هجومه الوحشي، فألحق إصابات بليغة بعهود (34 عامًا)، التي تحطمت جمجمتها، وفقدت إحدى عينيها بالإضافة إلى 95% من وظائف دماغها، فيما أصيبت شقيقتاها خلود (38 عامًا) وفاطمة (32 عامًا) بإصابات متفاوتة.
&
وقالت خلود في الجلسة: "شعرت كما لو أنني تلقيت 30 ضربة، ورفعت يدي على رأسي لحماية عيني، ولم أترك الغرفة حين رأيت المتهم في المرآة يقف بين الغرفتين اللتين استأجرتهما الاسرة في الفندق".
&
أين النقود؟
&
وذكرت فاطمة، وهي أم لطفلين، أمام محكمة ساوث وورك انها استيقظت على صوت صراخ شقيقتها، ورأته يرفع يده عاليًا ليضربها بالمطرقة، "فتوجهت إليها سريعًا، فبادر بتوجيه الضربات إليها من جانبها الأيسر، لكنها كانت تتحرك، حاولت مساعدتها قدر الإمكان وتخليصها من المعتدي قبل أن أتلقى ضربة بالمطرقة نفسها ، غبت على إثرها عن الوعي فورًا".
&
اضافت فاطمة، التي تهشم أنفها وباتت بلا عظام: "كان الجاني يصرخ في أختي قائلًا (أين النقود؟)".
ووفق المعلومات التي تلقتها المحكمة، فإن الجاني فيليب سبينس اتجه إلى غرفة الشقيقة الثالثة عهود وهي غرفة متصلة داخلياً بالغرفة الأولى، بعد أن أردى الشقيقتين خلود وفاطمة فاقدتي الوعي، وانهال عليها بالضرب بوحشية.&

كرر الضرب بوحشية!
&
وقال مايو إن الجاني كان يقصد قتل الشقيقات الثلاث، بعدما سرق حقيبة تحوي مقتنيات ثمينة. وأضاف: "حين يهاجم شخص قوي البنية مثل سبينس ثلاث نساء بمطرقة كهذه، ويوجه الضربات مباشرة إلى الرأس، فهو يدرك المخاطر الناجمة عن ذلك، وهو لم يضرب مرة واحدة، بل كرر الضرب بوحشية".
&
وأكد مايو ضرورة الأخذ في الحسبان الإصابات البليغة التي لحقت بعهود وخلود بسبب الاعتداء الوحشي، مشيرًا إلى أن طفلين كانا موجودين في الغرفة، "عثر على أحدهما في حالة هلع بالغة تحت أغطية الفراش، فيما كانت ملابس الطفلة الأخرى مغطاة بالدماء".
&
ووجه مايو تهمة التآمر إلى توماس إفريمي (57 عامًا)، وهو من زود سبينس بالمطرقة واتفق معه على تقاسم المسروقات.
&
تفاصيل القصة

وتعود تفاصيل القضية إلى شهر إبريل الماضي في شارع أكسفورد الشهير بالعاصمة البريطانية لندن عندما كانت الاماراتيات الثلاث (فاطمة وعهود وأم سعيد أو خلود) اللاتي تم الاعتداء عليهن داخل غرفتهن في مقر إقامتهم بالطابق السابع في فندق كمبرلاند في لندن، يتبضعن ويتسوقن من المحلات الفخمة في ذلك الشارع، وعن دون قصد كن يبرزن ما معهن من أموال كثيرة عند شراء احتياجاتهن، ولم يكن يعلمن أن هناك من يراقبهم ويرصد تحركاتهم لحظة بلحظة، فمن شارع أكسفورد الى حديقة هايد بارك الى مصعد الفندق وحتى الطابق السابع راقبهم الجاني وصعد معهم مصعد الفندق حتى عرف رقم غرفتهم وعاد ادراجه.

ولكن عند الواحدة صباح الإثنين بتوقيت لندن بدأت الجريمة.

وأكدت "شيخة" شقيقة الإماراتيات الثلاث المعتدى عليهن أنها استنجدت بعد الحادث بتغريدة موجهة للشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي ووجدت تفاعلا كبيرا منه، وبعدها انهالت عليها وعلى اخواتها واسرتها المكالمات الهاتفية لمساعدتهم. كما قامت السفارة الإماراتية في لندن بتقديم كل المساعدات المطلوبة لهم ولم تتهاون في تقديم أي خدمة لها ولأسرتها منذ لحظة وقوع الاعتداء. مبينة انها طلبت من السفارة تغيير الفندق وعلى الفور تم تلبية كافة طلباتها هي واسرتها وتم نقلهما الى فندق امن تحت الحراسة المشددة وهناك حراسة امنية متواصلة لهم.

وقال أحد شهود العيان الإماراتيين في الفندق إنه قام بالاتصال بالشرطة البريطانية لإنقاذ الإماراتيات الثلاث، مشيرا الى ان فندق "كمبرلاند" الذي وقع فيه الحادث هو فندق مخيف حيث لا توجد به أي كاميرات مراقبة او أمن او حراسة قوية للنزلاء، فيمكن لأي شخص ان يدخل ويخرج الى ومن الفندق بكل سهولة دون ان يعيقه أحد.
&
تحذير من لندن

وبعد وقوع ذلك الحادث دعت وزارة الخارجية الإماراتية مواطنيها الراغبين بالسفر إلى الخارج لغرض السياحة أو الدراسة أو العلاج، خاصة المتوجهين الى المملكة المتحدة إلى ضرورة مراعاة عدد من الخطوات المهمة، وذلك في إطار حرص الوزارة على سلامتهم.

وهي التسجيل في خدمة تواجدي والمصممة لتوفير أية مساعدة لمواطني الإمارات في حالات الطوارئ والأزمات، وأهمية الاحتفاظ بالرسالة النصية التي تصلهم عند الوصول لوجهة سفرهم والتي تحوي أرقام التواصل مع سفارة الدولة، واختيار السكن المناسب الذي تتوفر فيه شروط السلامة والأمان الضرورية، وتجنب السكن في الأماكن التي لا توجد بها هذه الشروط، وعدم ترك أبواب الشقق أو الغرف مفتوحة، مع ضرورة التأكد من هوية الشخص قبل فتح الأبواب، وعدم ترك الأطفال بمفردهم في الخارج، وتفادي الخروج بشكل فردي خصوصا في أوقات متأخرة من الليل".

وكذلك ضرورة الابتعاد عن الأماكن المشبوهة المعروفة بتواجد أشخاص عدوانيين وأخذ الحيطة والحذر أثناء تجوالهم وتسوقهم في الخارج وبالأخص الأماكن المكتظة بالناس وعدم حمل مبالغ مالية كبيرة أثناء التنقل والاستعاضة عنها ببطاقات الائتمان وفي حال رغبتكم بمعرفة المناطق غير الآمنة أو حدوث أي طارئ يتطلب المساعدة يرجى التواصل مباشرة مع سفارة الدولة مع ضرورة إبلاغ الجهات الأمنية فورا. ودعا مواطني الإمارات للاطلاع على نصائح وإرشادات السفر المتوفرة على موقع وزارة الخارجية وتطبيق الوزارة على الأجهزة الذكية.
&
اعتداء آخر على إماراتي وزوجته

والأمر الغريب أن حادثة الاعتداء على الإماراتيات الثلاث لم تكن الأخيرة في لندن، حيث وقعت بعدها حادثة غريبة من نوع آخر، حيث تعرض مواطن إماراتي لحادث سطو مسلح وهو في شقته مع زوجته في أحد أحياء لندن بعد أن داهمته عصابة مكونة من سبعة أشخاص من الملثمين خلعوا عليه باب الشقة وكانوا يحملون مطارق وسكاكين ومسدسات وقاموا بتهديده وزوجته وحاولوا إطلاق النيران على الزوج، من أجل الاستيلاء على ما لديهم من أموال ومجوهرات.