يقول السفير الإماراتي في إيطاليا، صقر الريسي،&إن الفوضى والإضطرابات التي شهدها العالم العربي سببت عدم استقرار في المنطقة، داعياً إلى التصدي للتطرف.

سردينيا:&أكد سفير الامارات في إيطاليا، صقر ناصر الريسي، أن الدولة تدعم التعليم والتنمية الاقتصادية للتصدي للإرهاب، وهناك قوى متطرفة تهدد أمن واستقرار منطقة البحر المتوسط، وهذا يتطلب منها جهودًا متضافرة لبناء شراكات حقيقية تواجه الإرهاب، مشيراً الى أن الوقت يحتم على الجميع العمل معاً، وخلق شراكات لمحاربة ووقف هذا الخطر، مضيفاً أن الإمارات حريصة على نصرة المتضررين عن طريق مد يد العون عبر مساعدة النازحين لأنها قضية إنسانية، مما يؤكد أن الإمارات أيقونة اعتدال في المنطقة.
&
التعليم لمواجهة التطرف
&
وأضاف الريسي: "أن الفوضى والاضطرابات التي كانت في الوطن العربي نتج عنها عدم استقرار في المنطقة، ومنها تراجع الشعور بالأمن وارتفاع معدلات البطالة والتي من شأنها أن تشكل خطراً على تماسك المجتمعات واستقرارها وينبغي علينا العمل في دفع وتيرة النمو الاقتصادي مع المنطقة، ولا بد من تطوير التعليم والإعلام لخلق أجواء عصية على التطرف"، وجاء ذلك في كلمة سفير الامارات في إيطاليا صقر ناصر الريسي في افتتاح الملتقى الخليجي المتوسطي الذي عقد يوم أمس في سردينيا.
&
حاكم سردينيا وتجربة مصر
&
من جانبه، ذكر فرانسيسكو بيغيارو، حاكم ولاية سردينيا، أنهم يدركون أهمية الحوار الاقتصادي الثقافي لمواجهة المخاطر، وتابع:"هناك تحديات ومشروعات يجب القيام بها سوياً مستنيرين بتعاون طموح بين الأطراف كافة".&
&
وأشاد بالدور الذي قامت به مصر في ظل الحكومة الجديدة وظهور ملامح التلاحم الحكومي الشعبي، وهو ما تجلى في بناء مشروع قناة السويس وجمع 7 مليارات يورو في غضون أيام بواسطة المصريين.
&
موضحاً ان المشروع استراتيجي وضروري للأمن الوطني حيث يزيد من التبادل بين الغرب والشرق، وما جاء هذا الدعم المالي إلا من خلال الثقة التي حاز عليها المشروع بكافة أبعاده، وخاصة الجانب الإقتصادي.
&
وأشار أيضاً إلى الثقة المتبادلة والتي تدفع دائرة الاستثمار للنمو في المنطقة، لافتاً إلى أن هناك جمعيات لديها طموح وتسهيلات للإستثمار في سردينيا، وتابع :"أعطينا دفعة قوية للمجتمع المدني، من أجل المشاركة في نمو وتطوير المنطقة، وخاصة بعد الخروج من الأزمة، فهناك مشروع كبير يشارك فيه 14 بلداً من أجل نمو الحوض المتوسطي، ويمتد هذا المشروع خلال الفترة من 2014 حتى 2020.&
&
الإمارات شريكة لإيطاليا
&
من ناحيته، قال بلن انريكو منسق شؤون الأوسطي والشرق والأوسط في وزارة الخارجية الإيطالية إن هناك عناصر جديدة في مشاركة الدول حول المبادرات ومناقشة التحديات المشتركة، حيث تشهد المنطقة حراكًا سياسياً كبيرًا، وتابع:"إنها منطقة هامة والإمارات تمثل الشريك الاول لإيطاليا، السياسة الأوروبية لها محاورها الخاصة، فيما تمثل سردينيا سياسة المتوسطي، ومن ثم عليها القيام بعمل جاد وخاصة ان إيطاليا تترأس الاتحاد الاوروبي في دورته الحالية"&
&
الجلسة الأولى&
&
شهدت الجلسة الأولى من الملتقى نقاشًا حادًا حول الارهاب ومنابعه وكيفية القضاء عليه، ووصل النقاش إلى قمة سخونته في محور دعم بعض الدول للإخوان المسلمين وتبنيها لبعض اللاجئين من حاملي الفكر التطرفي وأعطتهم حيزاً من الحرية للعمل، وهو ما صنع التطرف وجعله أقوى من قبل، وقد حملت الجلسة عنوان التعاون الأمني في الكوارث المحيطة، وأدارها الدكتور علي جمال العماري من مركز الامارات للدراسات والبحوث، وتحدث بها البروفيسور فابريزيو لاشيولي رئيس لجنة الأطلسي.
&
والدكتور أحمد المساعدة وزير سابق لتطوير القطاع العام الأردني، والأمين العام السابق للأتحاد الأورو – متوسطي، ومحمد دحلان، وزير الأمن الوطني الفلسطيني الأسبق، ومحمد كارم، رئيس لجنة حقوق الانسان في المجلس الوطني المصري، وسفير مصر السابق للناتو والاتحاد الاوروبي والدكتور جوليتي بارد.&
&
حرب الارهاب
&
وقال فابريزيو لاشيولي:"من الضروري أن نعثر على حلول نابعة من أفكار تتم مناقشتها بوضوح، حيث هناك مستجدات في الحرب على الإرهاب"، موضحاً أن الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي يواجهان مشكلة الإرهاب المتوسطي، حيث لا يمكن القضاء عليه من دون تكاتف دولي، وتطرق إلى سبل حل أزمة داعش التي تقتضي حسب رأيه تعاونًا أمنياً فعالاً مثل الذي قام به الحلف الأطلسي عام 2010 في ليبيا. وشدد على أهمية وضع استراتيجية فعالة، تحترم خصوصيات الدول سياسياً وإجتماعياً وقيمياً.
&
فيما لفت أحمد المساعدة إلى أن المتوسطي شاهد تاريخي على التبادلات الثقافية والفن والسلام، وللأسف هو شاهد على حقبة جديدة للإرهاب. مؤكدًا على أن الارهاب جريمة عابرة للحدود، وهو ليس له دين أو جنسية، فهناك جبهات متطرفة عديدة في الساحة، منها طالبان مثلاً، وهناك الآن النصرة وداعش أو حركات راديكالية.
&
لا أمل بلا تعاون
&
واشارت الدكتورة جوليات، رئيسة قسم مكافحة الارهاب في الناتو، إلى خطر داعش، فهناك 18 دولة تحارب في العراق وسوريا، وهناك&8 ملايين نازح في العراق وسوريا، كما أن المنضمين إلى داعش اكثر تطرفاً وأكثر خطراً على بلدانهم في حال عودتهم إلى البلاد التي أتوا منها، وتابعت:"يجب شراء النفط من العراق لوجود طلب عالمي، كما أن العراقيين يحتاجون الى دعم لإستعادة وطنهم، هناك قليل من الأمل في العمل دون وجود تحالفات".
&
أموال "الخير"
&
أما محمود كارم أشار الى أن الحكومات لم تتخذ ما يكفي من تدابير لمواجهة قضية التمويل التي تتستر خلف العمل الخيري، ولكنها في حقيقة الأمر يتم توجيهها لجهات لا علاقة لها بالعمل الانساني، على سبيل المثال في عهد محمد مرسي رئيس مصر المعزول، كان تحويل الأموال من الخليج إلى مصر مستمراً، وبعده توقفت العديد من هذه التحويلات بعد سقوط حكم الاخوان، وأشار كارم إلى أن الجميع يتعين عليهم النظر إلى تجربة مصر في محاربة الارهاب.
&
تلميحات دحلان
&
وكانت مداخلة محمد دحلان أكثر تركيزاً على ملفات صادمة، منها دعم الاخوان والإرهاب من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، وتكتمها عن الحقيقة.
&
وأضاف: "نحن الآن نعيش عصر داعش، وغداً يظهر الارهاب بمسميات أخرى، والغريب أن الاعلام الاوروبي يستخدم مصطلح الدولة الاسلامية لوصف داعش، ومنذ أن بدأت أميركا حربها على الارهاب منذ 2002، والظاهرة في ارتفاع بسبب الحلول الاميركية الفاشلة، وهناك دول يتم التغاضي عنها لأسباب غير معلنة وهذه الدولة تقوم بدعم مباشر للإرهاب ونشر أيديولوجيات متشددة في المنطقة والمرتكزة في الاخوان المسلمين، وللأسف المجتمع الدولي لم يصنف الاخوان جماعة ارهابية وقامت دول أوروبية وأميركا بالتدخل في الانتخابات المصرية الماضية التي فاز بها محمد مرسي من خلال التلاعب في الانتخابات، وكنا نعلم ذلك قبل الإعلان بخمسة أيام، موضحًا أن عدد مقاتلي داعش 30 الفاً، تخيلوا لو بقي الاخوان في مصر سيكون هناك 300 الف داعشي"
&
تركيا تحت القصف
&
ووجه دحلان إنتقاداً شديداً لسياسة تركيا الخارجية، التي اتهمها بضلوعها في دعم الارهاب، وتركيا هي من تشتري البترول من داعش وهي من اشترته من الأكراد، وسهلت دخول المحاربين في سوريا وتدعم الارهاب في ليبيا، وتجذب إرهابيين من 80 دولة.&

&