في مبادرة لمكافحة العنف الأسري، فرضت مدينة بوكارامانغا الكولومبية حظر تجول "تطوعي" على الرجال، ودعتهم للبقاء في منازلهم ورعاية الأطفال ليلة واحدة، بينما تحتفل زوجاتهم في الخارج.

إيلاف - متابعة: سادت الأجواء الاحتفالية المدينة الكولومبية، إذ قدمت الحانات والمطاعم ومراكز التسوق عروضًا خاصة للنساء، ونظمت السلطات المحلية حفلات ودروس رقص لهن في الحدائق والميادين، في ليلة يمنع فيها الرجال من الخروج، وتخصص كل الفاعليات للنساء وحدهن.

ليلة واحدة

تولت النساء مسؤولية المدينة الواقعة شمال شرقي كولومبيا، ويعيش فيها 530 ألف شخص، في هذه الليلة، إذ سلم أربعة رؤساء بلديات وحاكم الإقليم السلطة موقتًا إلى مسؤولات في الحكومة.

وقال ياميد سالدانا، وهو أحد القائمين على المشروع، لوكالة رويترز: "تهدف الليلة النسائية وحظر التجول التطوعي الرجالي إلى أن تكون حدثًا رمزيًا، ولحظة تتأمل فيها السلطات ومؤسسات الدولة والمجتمع مستويات العنف الأسري المرتفعة، ودور الرجال في المجتمع".

أضاف: "تهدف هذه المبادرة إلى بث رسالة مفادها أن بقاء الرجل في المنزل ورعايته الأطفال وغسل الصحون ليس سيئًا، ولا ينتقص من رجولته".

وأشار سالدانا إلى أنه ينبغي على الرجال الذين ينزلون إلى الشوارع في هذه الليلة حمل بطاقة مرور خاصة، يمكن طباعتها من الإنترنت، تنص على أن حاملها يعلم بأمر المبادرة، وتتضمن أسباب عدم رغبته في المشاركة.

مدينة النساء

وإن كانت النساء يحكمن بوكارامانغا ليلة واحدة، ففي البرازيل مدينة من النساء، لا يوجد فيها رجل. إنها مدينة نويفا دو كوردير البرازيلية، تسكنها نساء عبرن عن شعورهن بالحرية المطلقة بعيدًا عن تحكم الرجال وسيطرتهم الذكورية.

ليس في هذه المدينة سجون أو مخافر شرطة، فالخلافات التي تنشب يتم حلها وديًا.

وبين نساء المدينة متزوجات، لديهن أسر يعتنين بها، لكن من أهم القوانين عدم تواجد الازواج أو الابناء فوق 18 عامًا في البلدة، إلا وقت الزيارة في العطلات الأسبوعية، الأمر الذي دفع بالفتيات العازبات إلى إعلان رغبتهن بالزواج بشروطهن، فوجهن نداءً للشباب العازب المستعد للعيش وفق قواعد النساء للتوجه إليهن واختيار شريكة حياته.

أكثر من 600 امرأة يعشن فى نويفا، تتراوح أعمارهن بين 20 و35 سنة. روزالي فرنانديز (49 عامًا) صرحت لصحيفة ديلي ميل البريطانية أن كثيرًا من الأشياء تفعلها النساء فى البلدة أفضل من الرجال، "فبلدتنا هى أجمل وأكثر تنظيمًا وانسجامًا بكثير مما لو كان الرجال يتولون أمرها".