تثير الانشقاقات عن الجيش اللبناني والالتحاق بجبهة النصرة أو "داعش" مخاوف لدى البعض على الجيش اللبناني وتماسكه ووحدته، غير أن الكل يجمع على أن هذه الانشقاقات تبقى فردية.


ريما زهار من بيروت: أعلن الرقيب الأول عبد المنعم محمود خالد في مقطع فيديو إنشقاقه عن الجيش اللبناني وانضمامه إلى "داعش". ومع انشقاق عبد المنعم، يرتفع بذالك عدد المنشقين إلى خمسة، كان أولهم الجندي عاطف سعد الدين، الذي انشق في آب /أغسطس الماضي، وانضم إلى جبهة النصرة.

ثم انشق تباعًا كل من عبدالله شحادة ومحمد عنتر، وانضما إلى "النصرة". أما الجندي عبد القادر أكومي فانشق، وانضم إلى "داعش". فهل تبقى هذه الانشقاقات عن الجيش فردية أم إنها تشكل خطرًا على الجيش اللبناني ووحدته ككل؟.

دور الجيش اللبناني
في هذا الصدد يقول النائب جوزف المعلوف (القوات اللبنانية) في حديثه لـ"إيلاف" إنه يجب أن نشكر الجيش الجيش اللبناني على ما يؤدّيه، لأن التحديات والصعوبات أمامه ضخمة جدًا، وكل الأمور مرتبطة بتطورات المنطقة في سوريا والعراق، وكلنا نعوّل على الجيش اللبناني اليوم للمحافظة على أكبر قدر ممكن من الاستقرار، الذي يشكل حجر الأساس للوضع السياسي الموجود والفراغ السياسي الذي نعيشه اليوم.

لا خطر عليه
ويؤكد المعلوف عدم وجود أي خطر على المؤسسة العسكرية وعلى الجيش اللبناني ككل في لبنان، وما جرى من انشقاقات حتى الآن لا يحتمل أكثر مما هو، ويعتبر أن هناك أمرًا واقعيًا وقائمًا، وهو أن الجيش اللبناني لجميع أطياف اللبنانيين، والجيش اللبناني جدي اليوم في الحفاظ على وحدة لبنان واستقراره ودرء كل المخاطر والفتن وأنواع الإرهاب.

في النهاية يدعو معلوف حزب الله إلى الخروج من سوريا من أجل المحافظة على وحدتنا الداخلية وتماسكنا لكي نتعالى على كل الأزمات الخارجية التي تهدد لبنان.

رأي استراتيجي
بدوره يعتبر الخبير الاستراتيجي فؤاد خليل لـ"إيلاف" أن الجيش في الأساس هو قبل كل شيء عقيدة ومبدأ، وهذه الصفات لن تتأثر أو تنهزم مع انشقاق أحد أعضائه غير المنضبطين، وحتى لو وصل عدد المنشقين إلى أكثر من خمسة، فالجيش اللبناني كمؤسسة ستبقى قائمة، ولن تهتز، وما شهدناه يبقى حوادث فردية، قد نشهد في المستقبل غيرها، لكنها تبقى ضمن إطار ضيق ومغلق، وهي كلها بسب الخطاب السياسي المذهبي والطائفي، الذي يتمتع به بعض السياسيين للأسف في لبنان.

ويؤكد خليل أن الجيش اللبناني لن يتأثر أبدًا بها، وأنه أمر طبيعي أن تحصل بعض الانشقاقات بسبب شعور أهل السنة بأنهم مستهدفون، وأنهم لا ينالون حقوقهم، وهم يتأثرون بسنة العراق وسوريا، ولكن رغم ذلك لا بيئة حاضنة لأمور كهذه في لبنان.

ويلفت إلى أن الانشقاقات الحالية يضخّمها الإعلام، ويستفيد منها بعض الفرقاء، وأن الجيش يبقى على المدى الطويل متماسكًا وقويًا، لأنه الجهة الوحيدة التي تمثل كل الطوائف والمذاهب في هذا البلد.
&