بعد أن قرّرت الولايات المتحدة الأميركية تزويد مصر بطائرات الأباتشي، تشارك القاهرة في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بصفة رسمية، وحضر رئيس أركان الجيش المصري إجتماعات لممثلي التحالف في العاصمة الأميركية واشنطن، ما يؤشر على أن القاهرة شاركت بالفعل في التحالف، بعد أن رفضت هذا الأمر سابقاً.


القاهرة:&كشفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جين ساكي، أن "الولايات المتحدة بدأت تسليم طائرات أباتشي لمصر، مشيرة إلى أن بلادها "أعلنت منذ عدة أسابيع نيتها تسليم تلك الطائرات لمصر". وأضافت ساكي، في تصريحات لها أن مصر دولة هامة في الجهود الدولية لمحاربة "داعش"، مشيرة إلى أن منسق التحالف الدولي، الجنرال جون آلن، ونائبه السفير بيرت ماكجيرك، اجتمعا مؤخرًا مع المسؤولين في مصر. ولفتت إلى أن هناك العديد من المسؤولين المصريين الذين تحدثوا ضد وحشية تنظيم "داعش"، وهو ما يعتبر أمرًا ذا فاعلية وأهمية، حسب ما قالت.
&
وردًا على سؤال حول قيام الولايات المتحدة بدور الوساطة بين مصر وقطر، خاصة أنهما من الدول الأعضاء في التحالف الدولي لمواجهة "داعش"، قالت المسؤولة الأميركية إن مسؤولي الدولتين شاركوا معًا في عدد من الاجتماعات، من بينها ذلك الذي حضره وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في جدة، وكذلك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجلسوا معًا، وتحدثوا عن نقاط الاتفاق بشأن محاربة تنظيم "داعش"، وأكدت أن الولايات المتحدة تعمل مع جميع الدول وتحثهم على الدخول في حوار معاً.
&
ويشارك الفريق محمد حجازي، رئيس أركان حرب الجيش المصري في إجتماع للقادة العسكريين المشاركين في التحالف الدولي ضد "داعش"، &ويعقد الإجتماع الذي يحضره الرئيس الأميركي باراك أوباما في قاعدة "أندروز الجوية"، ويترأسه الجنرال مارتن ديمبسي، ويشارك قادة عسكريون من 22 دولة في الإجتماع، الذي يبحث سبل مواجهة تنظيم "داعش".
&
وعرضت وكالة الأنباء الفرنسية، تقريراً تلفزيونياً عن الإجتماع، الذي حضره في يومه الأول الرئيس أوباما، وظهر &رئيس الأركان المصري فيه.
&
وفي تأكيد رسمي مصري، قال المتحدث باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير: " في إطار توجهات الدولة في مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، توجه الفريق حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة إلى الولايات المتحدة الأميركية، لحضور المؤتمر الدولي الذي يناقش سبل واستراتيجية التعامل مع الإرهاب، بكافه صوره ومسمياته، للحد من تلك الظاهرة وتأثيرها على مستقبل وسلام الشعوب".
ورغم أن المتحدث العسكري، لم يشر إلى التحالف الدولي للحرب على "داعش" صراحة، إلا أن المؤتمر عقد خصيصاً من أجل هذا الهدف.
&
وقال سمير إن مشاركة حجازي، "تأتي استمراراً للدعوات التي أطلقها رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تؤكد موقف مصر الثابت من محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه داخل الأراضي المصرية، وليس خارجها، بما يعزز تأمين الجبهة الداخلية ودحر الإرهاب والقضاء على جذوره".
&
ووفقاً للواء محمد نصار، الخبير العسكري، فإن مشاركة رئيس أركان الجيش المصري في مؤتمر القادة العسكريين للحرب على داعش في أميركا، لا تؤشر الى أن مصر سوف تشارك بقوات عسكرية على الأرض في تلك الحرب.&
&
وأضاف لـ"إيلاف" أن مصر أعلنت موقفها واضحاً منذ البداية، وهو رفض قتال قواتها خارج الأراضي المصرية، لا سيما أن الجيش يخوض حرباً ضروساً ضد الجماعات الإرهابية في سيناء وغيرها من محافظات الجمهورية، معتبراً أن القضاء على الجماعات الإرهابية في مصر جزء من الحرب على الإرهاب، ولا يمكن الفصل بينهما.
&
ورفض القول بوجود صفقة مصرية أميركية، لخوض الجيش المصري الحرب، وتتمثل في تسليمها طائرات الأباتشي ورفع الدعم عن جماعة الإخوان في مقابل الإشتراك في التحالف، وقال نصار: "لا ندخل أية صفقات سرية مع أميركا أو غيرها، لن نشارك بقوات عسكرية، بل بأشكال أخرى منها الدعم اللوجسيتي، المعلومات الإستخباراتية، وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب".
&
وقال اللواء طلعت موسى، الخبير العسكري، إن مصر شاركت في التحالف الدولي ضد "داعش" وفقاً لعقيدتها العسكرية، وليس حسب عقيدة أميركا، وأضاف لـ"إيلاف" &أن العقيدة العسكرية المصرية ترفض خروج القوات العسكرية لخوض حروب بالوكالة، أو القتال خارج أراضي الوطن، مشيراً إلى أن مصر لديها خبرة طويلة في الحرب ضد الجماعات الإرهابية، وانتصرت عليها في التسعينات من القرن الماضي. ولفت إلى أن القادة المصريين يشاركون في تلك الحرب بالخبرة والمعلومات الإستخباراتية، وليس بقوات عسكرية.&
&
وشدد على أن أميركا تمارس ضغوطاً قوية على مصر للمشاركة بقوات برية، مؤكداً أن تلك الضغوط لن تنجح، لا سيما أنها فشلت في السابق مع الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي رفض مشاركة الجيش المصري في الحرب ضد الإرهاب في أفغانستان، وقال: "لن تنجح هذه الضغوط مع مصر التي خرجت&من ثورتين، واستطاعت تحقيق الإستقلال السياسي في قراراتها".
&
وتخوض مصر حرباً ضد الجماعات الإرهابية على أراضيها، ويعلن الجيش من حين لآخر مقتل العديد من قيادات تلك الجماعات، لا سيما جماعة أنصار بيت المقدس، التي تبنت أغلب العمليات الإرهابية ضد قوات الشرطة والجيش، ومنها عملية مقتل 22 عسكرياً في كمين عسكري في منطقة الفرافرة في الصحراء الغربية، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم، ومقتل 17 جندياً في منطقة رفح، وتفجير مدرعة تابعة للشرطة ومقتل سبعة شرطيين في منطقة الشيخ زويد، منذ عدة أسابيع.
&
&